تلس: دارفور24: وجه ناظر قبيلة الفلاته، السماني البشر اتهاما صريحا
لوالي ولاية جنوب دارفور ادم الفكي بالتخطيط لتفتيت مناطق قبيلته، ووضع شروطا اثناء حديثه لدارفور24 قبل مقابلة الوالي من بينها اطلاق سراح المعقلين من ابناء قبيلته واستعادة
الممتلكات التي تم نهبها بواسطة القوات التي دفع بها الى المنطقة.
 وفيما اتهمت
ناشطة من المنطقة القوات الحكومية بتجريد النساء من ملابسهن بحثا عن حُلي مخبئة، أعلن الوالي عن حملة لجمع السلاح من القبائل في ولايته مؤكدا بان الاجهزة الامنية لن تتواني في استخدام القوة  حال رفضت القبائل تسليم اسلحتها. 
وشهدت منطقة تلس التي تعد العاصمة الادارية لقبيلة الفلاتة مظاهرات
احتجاجية نظمها العشرات من شباب المحلية حتي مكتب المعتمد مطالبين بسحب القوة العسكرية
التي ارسلت الي المنطقة بعد ان اتهموها بارتكاب جرائم وبممارسة انتهاكات بحق سكان
منطقتهم، وفي وقت لاحق من  مساء اليوم
السبت قالت مصادر حكومية لدارفور24 ان الوالي امر بسحب القوة العسكرية من المنطقة، قبل ان يعلن عن حملة تشمل كل مناطق الولاية لجمع السلاح.
وكانت القوة التي تتكون من الجيش”قوات الدعم السريع” والشرطة ارسلت الي المنطقة قبل اسبوع
لتعقب ابقار مسروقة اتهم بسرقتها افراد من قبيلة الفلاتة، لكنها بقيت مرابطة في
المنطقة وحسبما تروي قيادات اهلية فقد مارست انتهاكات واسعة بحق السكان ما دعاهم
لتصعيد الاحتجاجات علي مستوي رئاسة المحلية.
وسرد  السماني وهو يتحدث لدارفور24
قصة هذه القوات قائلا : انها قوات حكومية مكونة من (10) سيارة لاندكروزر دخلت المحلية
بتوجيه مباشر من والي الولاية للبحث عن عدد من المطلوبين من ابناء الفلاته حسب قول
قائد القوة الذي ابلغني بذلك.
 واضاف : طلبت منه مدنا
باسماء الاشخاص أو امر القبض الصادر بحقهم او اي خطاب من قبل حكومة الولاية او من
رئيس الدائرة القانونية لكنه لم يعرني اهتماما، وعلي الفور داهم المنطقة وعلى مدى 4
ايام عاني فيها السكان معاناة لا تطاق ومن ثم اعتقال 17 شخصاً من سكان بلدة جداد
المجاورة تم اقتيادهم الى جهة غير معلومة.
وزاد الناظر السماني قائلا : اثناء قيام القوة بتفتيش المنازل تم انتهاك
واسع لحرمات البيوت والاسر ونهبت ممتلكات المواطنين، بل وصل الحال الى تفتيش النساء
وتجريدهم من ملابسهن لنهب حليهن.
 واتهم الناظر السماني في
حديثه لدارفور 24 الوالي ادم الفكي  بما
اسماه تصفية حسابات مع قبيلته وبانه يسعي لتفتيت مناطقهم ، وكشف عن انه تلقى تهديدا
مباشرا من الوالي بسبب حادثة نهب ابقار وقعت في جنوب محلية قريضة اتهم فيها عناصر من
قبيلة الفلاتة.
 وسرد ذلك علي النحو التالي :
بعد وقوع الحادث اتصل بيَ الوالي وطلب مني لعب دور لاعادة الابقار وبالفعل قمنا بما
يلينا، وعندما لم نتمكن نحن والاجهزة الامنية من اعادتها اتصل علي الوالي مرة أخرى
وقال لي: طالما انتم ما دايرين ترجعوا الابقار انا سأفرتق هذه المنطقة وتبع ذلك
ارساله القوة العسكرية لتنفيذ ما قاله.
واقر الناظر السماني بانه وضع شروطا حتي يجلس مع والي الولاية، وقال
في هذا الخصوص، الوالي طلب مني مقابلته والجلوس معه لمعالجة المشكلة لكني لن اقبل
حتي يقوم باطلاق سراح المعتقلين واستعادة الممتلكات التي تم نهبها بواسطة القوات التي
دفع بها الى المنطقة.
في وقت لاحق أكد معتمد محلية تلس سعد الدين ابراهيم لدارفور24 ان القوات
المشتركة التي كانت ترابط في المنطقة تم سحبها، وقال انها دخلت المحلية بتوجيه من والي
الولاية ادم الفكي لتتبع أثر الابقار التي نهبت من قريضة الاسبوع الماضي، وطلب المعتمد
من حكومة الولاية تقديم المعتقلين الى محاكمة عادلة او الافراج عنهم اذا لم تكن هناك
بينة لادانتهم.
في الاثناء استنكرت ناشطة من المنطقة ما قامت به القوات التي
ارسلت للمنطقة من انتهاكات بحق السكان وقالت الناشطة بقضايا المنطقة الدكتور زينب البشر
ان الانتهاكات التي مارستها تلك القوات بحق سكان مناطق خاصة بلدتي جداد ورجاج والقرى
المجاورة لها لا تمت الى الاسلام والاعراف السودانية بصلة.
 واشارت زينب الى ان القوات اعتدت
على المواطنين في المزارع والاسواق وانتهكت حرمات المنازل ونهب افرادها كل ما وجدوه
أمامهم وذكرت قائلة : انهم لم يكتفوا بذلك وانما قام بعضهم بتعرية النساء بحثاً عن ما يلبسن
من ذهب.
وفي وقت متاخر من مساء السبت ابلغ والي
ولاية جنوب دارفور آدم الفكي قيادات حزبه “المؤتمر الوطني” في نيالاؤالشروع في جمع السلاح من القبائل والمواطنين
للحد من النزاعات القبلية، وإن الأجهزة الأمنية ستستخدم القوة اللازمة، لجمع السلاح
حال عدم استجابة القبائل لقرار الجمع الطوعي داعيا الإدارات الأهلية لضرورة التعاون
لانجاح العملية، مؤكدا أن حكومته لن تدفع مبالغ مالية لأي شخص يصادر سلاحه ، وأن الجمع
والمصادرة يكون لصالح الدولة.

وشدد الفكي – حسب صحفيين – على أن استمرار
الصراع القبلي بالولاية، سيؤدي الي تأخير خروج قوات الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي
(يوناميد) وأن استقرار الاوضاع الأمنية بالولاية، من الشروط الأساسية لخروج البعثة.
واضاف الفكي ان قوات بعثة اليوناميد
في محليتي” تلس وعد الفرسان” ستغادر الولاية نهاية شهر يوليو الجاري، بينما
تغادر محليتي “كأس و‘برام” في 30 أغسطس المقبل حسب الاتفاق بين الحكومة السودانية
والبعثة المختلطة، وابدى الوالي تخوفه من بقاء قوات البعثة
حال استمرار الصراعات القبلية الولاية.