الخرطوم: درافور24 : …. اخيرا .. نجحت الحكومة الموريتانية
في  تجاوز “عقبة تاريخية كبيرة” في
هذا البلد الصحراوي المشاطئ للمحيط الاطلسي، بمصادقتها علي مشروع قانون يمنع الرق ويساوي
بين مكونات البلد المجتمعية، وظل موضوع الرق في موريتانيا عصي علي الاقتراب، علي الرغم
من ان الدستور المعدل في العام 1991 تضمن مادة تساوي بين مواطنيها، ومع ذلك ظل مجتمعها
خاصة في الريف والبوادي متمسك بما يصر علي تسميتة بالحق الموروث في امتلاك اشخاص كرقيق.
شاب يتظاهر لوحدة ضد العبودية
والخطوة التي اعلنت الاربعاء “عتبة” في طريق
طويل للحدّ من انتشار الاسترقاق، فقد  صادق
مجلس الوزراء الموريتاني، على مشروع قانون يتعلق بتجريم التمييز، ويهدف المشروع الجديد
الذي يتكون من 26 مادة إلى “تقنين مبدأ مساواة المواطنين،، أمام القانون الذي كرسته
المادة الأولى من دستور 20 يوليو 1991، حسب ما جاء في بيان مجلس الوزراء.
وتنصّ الفقرتين الثانية والثالثة من المادة الأولى من
دستور 1991 على أن “تضمن الجمهورية لكافة المواطنين المساواة أمام القانون دون تمييز
في الأصل والعرق والجنس والمكانة الاجتماعية. يعاقب القانون كل دعاية إقليمية ذات طابع
عنصري أو عرقي“ ، ويتوقع ان يثير نقاشا طويلا عندما يطرح للبرلمان لاجازته بالشكل النهائي.
نساء يتظاهرن ضد العبودية في نواكشوط
ويأتي هذا القانون لدعم  قانون رقم 049/15 الذي يقضي بمعاقبة جرائم الاسترقاق
والتعذيب بوصفها جرائم ضد الإنسانية وكانت قد صادق عليه البرلمان في اغسذس 2015 ، وهو  يتكون من 26 مادة، تنص مادته الثانية على أن “الاستعباد
يشكل جريمة ضد الإنسانية غير قابلة للتقادم”، وتبين المادة الثالثة الحالات التي توصف
بأنها استعباد، ومعاقبة كل إنتاج أو عمل ثقافي وفني يمجد الاستعباد، بعقوبة ست سنوات
سجنا ومصادرة ذلك العمل.
كما فرض القانون غرامات مالية على كل من شتم علنا شخصا
ووصفه بأنه عبد، أو ينتسب إلى العبيد. وقد تصل العقوبة إلى عشر سنوات سجنا نافذا، وتصل
الغرامة المالية إلى خمسة ملايين أوقية (حوالي 14 ألف دولار) ونص القانون الجديد على
استحداث محاكم متخصصة لمواجهة الرق بقضاة متخصصين، ألزمهم بالمحافظة على حقوق الضحايا
في التعويض، وتنفيذ الأحكام القضائية التي تتضمن تعويضا لضحايا العبودية، دون انتظار
الاستئناف.
ارقاء في مخزن للحبوب 
وقد شدد هذا القانون العقوبات على مرتكبي جرائم الاستعباد
والممارسات الاستعبادية والأشكال المعاصرة للرق، حيث جاء «في إطار التعديلات التي أدخلت
على الدستور وتوصيات خريطة الطريق للقضاء على الأشكال المعاصرة للرق» التي ألغيت رسميا
في موريتانيا في عام 1981، وهو ما أشار إليه وزير العدل سيدي ولد الزين عندما أوضح
إن «التعديلات الأخيرة على الدستور أكدت أن العبودية والمعاملات الاستعبادية جريمة
ضد الإنسانية كما أصبح من اللازم وجود مطابقة في القوانين وتكثيف العقوبات الموجودة
في القانون» مضيفا أن «الحكومة صادقت على خريطة طريق في 6 مارس  2014 كيفت الممارسات الاسترقاقية كجريمة وقدمت لها
تفصيلا وتوضيحا وتبسيطا لكي يكون المشرع على دراية بما يترتب على ذلك».

يذكر ان العبودية في موريتانيا ظاهرة متجذرة في بنية
المجتمع ، ولها ارتباط وثيق بالتركيبة العرقية للبلاد، وفي عام 1981، أصبحت
موريتانيا آخر بلد في العالم يلغي الرق، بعد اصدارها مرسوم رئاسي يمنع هذه الممارسة، لكن غياب الترسانة
القانونية جعلها حبر على ورق.
 وفي عام 2007، وبفضل الضغط
الدولي والمنظمات الحقوقية المحلية، أصدرت الحكومة قانونا يسمح بمحاكمة المتاجرة
بالعبيد. على الرغم من هذا، وحسب ما جاء في موقع ويكيبيديا فقد قدر عدد العبيد في
البلاد من قبل منظمة SOS الرق
حوالي 600،000، أي 17٪ من السكان، وصُنفت موريتانيا في مؤشر الرق العالمي لسنة
2014، كأول دولة في العالم على مقياس ممارسة أشكال “العبودية العصرية”،
كون 4% في مجموع سكان موريتانيا، حوالي 140.000 نسمة، يعانون من شكل من اشكال
العبودية المعاصرة. وفي مطلع عام 2015 أصدرت الدولة الموريتانية قانونا يصنف الجرائم
المرتبطة بالاسترقاق كجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم.
ترفض السلطة الموريتانية الاعتراف بوجود الرق كممارسة ما زالت
موجودة، لكنها تقر بأن “ممارسات” مرتبطة بالرق لا تزال معاشة في البلاد،
ويصطدم هذا الموقف بإصرار من مدافعين عن حقوق أبناء الأرقاء السابقين يؤكد على
وجود حالات من العبودية تمارس في البلاد، وتقولون إنها
تتركز أساسا في المناطق القروية حيث يغيب نشاط الجمعيات والحركات الحقوقية.