نيالا: دارفور24: .. تعد ظاهرة تسرب التلاميذ من المدارس اثناء اليوم الدراسي
بنيالا عاصمة جنوب دارفور واحدة من المهددات التي تواجه العملية التعليمية بالولاية.
ويقول المسئولون بوزارة التربية التعليم بالولاية الى
ان الظاهرة اصبحت مؤرقة جداً لهم ولاولياء الامور وتعدت اضرارها الى التأثير على مستوى
استيعاب الاطفال بمدارس مرحلة الاساس الذي تسعى حكومة الولاية الى رفع نسبته التي تصفها
بالضعيفة.
 نسبة
استيعاب الاطفال بمدراس جنوب دارفور لا تتجاوز الـ (50%) بحسب مدير تعليم الاساس بالولاية
اسحق احمد الرشيد لدارفور24، وقال الرشيد ان ظاهرة تسرب التلاميذ من المدارس اثناء
اليوم الدراسي تعد مشكلة كبيرة تواجه عاصمة الولاية نيالا، وعزا الرشيد، اسباب هذه
الظاهرة الى عدم الاهتمام بالرابط بين اولياء امور التلاميذ وادارات المدارس بجانب
كثرة اندية المشاهدة والالعاب الالكترونية بالقرب من المدارس.
من جهته قال مدير الادارة العامة للمرحة الثانوية بوزارة
التربية والتعليم عمر ادم عمر ان ظاهرة وجود التلاميذ خارج اسوار المدارس اصبحت تؤرق
الوزارة والمجتمع وكل المهتمين بالتعليم، واشار الى ان التلاميذ اصبحوا يتسربون من
المدارس باعداد كبيرة الأمر الذي يتطلب توعية مستمرة للأسر والجهات الحكومية التي تعمل
على ضبط الشارع العام.
اسلحة ومخدرات
واضاف عمر: نحن كوزارة ما نقوم به هو الضبط داخل المدارس
ولا يستطيع المعلمون القيام بهذا الضبط خارج سور المدرسة، وذكر ان هناك الكثير من الممارسات
والجرائم ترتكب من قبل هؤلاء التلاميذ خارج المدارس لكنهم لا يستطيعون ضبطها لجهة ان
هناك بعض التلاميذ يحملون اسلحة نارية داخل شنطهم المدرسية.
واشار عمر الى ان في مثل هذه الحالة يحتاج الوضع الى
تدخل الجهات الحكومية المختصة التي لديها الامكانيات ومقدرة على الضبط، وقال ان الوضع
ينذر بمخاطر لجهة ان الطلاب اصبحوا يمارسون انشطة منحرفة تماماً لا تقف عند حد ضياع
الوقت في اندية المشاهدة وانما تتعداها الى لعب (القمار) وتعاطي المخدرات علاوة على
ان التلاميذ الاكبر اعماراً يمارسون اضطهاد الصغار ونهب ممتلكاتهم وامتعتهم واستغلالهم
لارتكاب الجرائم والانحراف.
وكشف عمر عن ظهور تجمعات لتلاميذ في شوارع المدينة باعداد
كبيرة لدرجة انهم عجزوا عن معرفة المدارس التي ينتمون إليها، وذكر ان الوزارة ظلت تتلقى
بلاغات من ادارات المدارس بوجود هذه التجمعات، واضاف (اننا بدورنا اضطررنا الى ابلاغ
دوريات الشرطة لتفريقهم) .
أندية مشاهدة .. للعب القمار
الي اوضح مدير الادارة العامة للتعليم الثانوي ان وزارة
التربية والتعليم وضعت ضوابط صارمة لمحاربة الظاهرة من خلال اجراء (التمام) قبل وبعد
الفطور بجانب أخذ ارقام هواتف الأسر واولياء الامور، للتواصل معهم واخطارهم في حال
حدوث اي مشكلة، مبيناً ان ظاهرة التسرب والتصرفات المنحرفة تأتي في الغالب من طلاب
المدارس الخاصة الذين يصرف عليهم اولياء امورهم مبالغ مالية كبيرة ليقومون بدورهم بصرفها
في اندية المشاهدة والقُمار وتعاطي المخدرات والالعاب الالكترونية.
وذكر ان معالجة هذه الظواهر تتطلب وقوف اولياء الامور
مع الوزارة وادارات المدارس لمحاربة هذه الظواهر التي تهدد العملية التعليمية ومستقبل
الابناء، واضاف (لابد لاولياء الامور ان يقفوا بانفسهم على مستوى انضباط ابنائهم في
المدارس) بجانب احكام التنسيق بين وزارة التربية والتعليم والجهات الحكومية التي تصادق
على نشاط اندية المشاهدة ومحلات الالعاب النارية، وتابع (لكن للاسف لا يوجد اي تنسيق
بيننا وبقية المؤسسات الحكومية) منوهاً الى ان ادارة التعليم الثانوي جلست العام السابق
مع حكومة بلدية نيالا وتوصلت معها الى نقاط كانت بمثابة شروط لتصديق اندية المشاهدة-
على حد قوله- ابرزها منع الاندية من فتح ابوابها اثناء ساعات الدراسة مشيراً الى انه
رغم ذلك فان هناك اندية لا تلتزم بهذه الشروط وتزاول نشاطها لكنه اوضح ان سلطات البلدية
درجت على تنظيم دوريات يومية على الاحياء ومواقع الاندية لضبط اصحاب الاندية المخالفين
واتخاذ الاجراءات اللازمة ضدهم، بيد انه ذكر ان هذه الاجراءات جيدة لكنها غير كافية
لمحاربة ظاهرة التسرب وتواجد التلاميذ خارج المدارس اثناء اليوم الدراسي.
طرد بسبب الرسوم.
في الاثناء حمل المواطن عثمان ابوالقاسم ادارات المدارس
مسئولية تواجد التلاميذ خارج المدارس اثناء اليوم الدراسي وقال ان بعض التلاميذ يضطرون
الى التواجد خارج المدارس بسبب طردهم من قبل ادارة المدرسة بسبب عدم دفع الرسوم الدراسية
واشار عثمان الى ان هذا السلوك يتنافى مع مبادئ حقوق الاطفال في التعليم، وطالب المجلس
التشريعي بضرورة التدخل لايقاف ممارسات ادارات المدارس الخاصة بطرد التلاميذ بسبب الرسوم.
في الوقت ذاته أقر مدير تعليم مرحلة الاساس بالوزارة اسحق الرشيد بأن هناك بعض المدارس
تطرد التلاميذ بسبب الرسوم، وقال لا يجوز بأي حال لادارة اي مدرسة طرد التلاميذ بسبب
الرسوم، وتابع (هذه ليست مسئولية التلاميذ وانما لابد ان تتعامل ادارات المدارس مع
اولياء الامور في شأن الرسوم حتى لا نفقد اي تلميذ ونحن بحاجة الى رفع نسبة استيعاب
الاطفال في المدارس والتي لا تتجاوز ال(50%) حتى الآن) مشيراً الى ان بعض محليات الولاية
نسبة الاستيعاب فيها (8،5%) فقط.
وتفيد متابعات (دارفور24) ان جنوب دارفور تعد واحدة من
أكثر الولايات ضعفاً في استيعاب التلاميذ في المدارس حيث لا تتجاوز نسبته (50%) الامر
الذي ظلت تتحدث الحكومة عن معالجته منذ عدة سنوات دون ان تحدث اي اختراق يذكر، وتعلن
الحكومة في الوقت ذاته عن مجانية التعليم وتنفي فرض اي رسوم دراسية على التلاميذ.

يذكر ان الولاية تواجه- ايضاً بحسب تصريحات مسئولين-
مشكلات في البنيات التحتية للتعليم ابرزها المدارس والاجلاس حيث ان هناك أكثر (3) آلآف
مدرسة منشأة بالمواد بالمحلية ( القش) التي تفتقد لمقومات التعليم.