مرضي في مركز صحي ليبا
ليبا: كلمة: دارفور24 : ..  في القري الواقعة علي صفحة جبل مرة الشرقية
تزداد الاصابة بالكوليرا التي تطلق عليها السلطات الصحية الاسهالات المائية، بشكل
يومي، حتي ان سكان اكثر من 50 بلده تتبع لمحلية شرق الجبل،اعتادو علي سماع نبأ وفاة
هذا الشخص او ذاك، فقد حصد المرض ارواح اكثر 135 شخص في أيام .
وقد عجَت المراكز الصحية المتواضعة بالمئات من
المرضي.مراسل دارفور24 تجول في قري المنطقة ووقف علي الحالة المزرية للمرضي وسمع
من الاهالي ومن وزير الصحة بولاية جنوب دارفور، في الاثناء قالت وزارة الصحة
بولاية ان دارفور ان الحد من انتشار المرض يفوق قدراتها ما يستدعي تدخل عاجل من
المركز.
يقول مراسل دارفور24 ، حصدت الاسهالات المائية (الكوليرا)
ارواح اكثر من (135) شخصاً بمحلية شرق جبل مرة بولاية جنوب دارفور بعد ان ضرب المرض
نحو (50) بلدة بالمحلية، وقال ان اكثر من 90 مريض يفترشون الارض في مركز صحي بقرية
صغير تسمي ليبا دون ان يتمكن طاقم المركز من تقديم ما يلزمهم من علاج، ونقل عن
سكان المنطقة ان المرض منتشر وبشكل كبير في اكثر من 50 قرية وان ارواح كثيرة حصدت
قبل ان تصل الي المشافي المتواضعة.
ونقل مراسل دارفور24 uن وزير الصحة بالولاية يعقوب الدموكي الذي زار
المنطقة ووقف على احوال المصابين ببلدة (ليبا) التابعة للمحلية وذلك بعد بلاغ بانتشار
المرض رفعه للوزارة مساعد اصحي يتبع للقوات المسلحة بالمنطقة، قوله بانه وقف على مركز
صحي (ليبا) الذي توجد به (94) حالة، وانه علم ان الاصابات في القرى المجاورة لبلدة
(ليبا) تفوق بكثير الحالات التي وصلت المركز، بينما قدرت قيادات من المنطقة تحدثت لدارفور24
الاصابات بأكثر من (150) حالة.
ووصف وزير الصحة الوضع في محلية شرق جبل مرة بالمزري،
واشار بان استنجد بوزارة الصحة الاتحادية من خلال اتصال هاتفي اجراه مع الوزير الاتحادي
بحر ابوقردة وقال ان الوضع بشرق الجبل فوق طاقة الوزارة الولائية ويحتاج الى تدخل عاجل
من الوزارة الاتحادية.
واشار الدموكي الي ان صعوبة الطبيعة ووعورة الطرق بشرق
جبل مرة فاقمت الوضع واعاقت ايصال المصابين الي الوحدات الصحية، وذكر انه اثناء وجوده
في (ليبا)  وصلت عدة حالات عبر (الحمير)  بسبب عدم وجود وسائل نقل بالمنطقة.
من جهته قال المعتمد برئاسة الولاية عيسى باسي- وهو من
ابناء شرق جبل مرة- قال ان ما شاهدوه في بلدة (ليبا) أمر ينذر بالخطر ولزاماً على الحكومة
الولائية والمركزية التدخل القوي لمواجهة الوضع- على حد قوله- وكشف عن أكثر من
(50) قرية سجلت اصابات بالمرض، وقال ان هذه القرى ليس من السهل الوصول إليها، وطالب
باسي بأن تتدخل وزارة الصحة تدخلاً قوياً بامكانيات عالية لتوفير الكوادر الصحية والادوية
والتوعية الكافية لتبصير السكان باسباب انتقال المرض وسبل الوقاية منه.
وفي السياق شكا وزير الصحة بالولاية يعقوب الدموكي في
تصريحات لدارفور24 من عدم وجود اي دعم مركزي لمواجهة الاسهالات المائية التي انتشرت
بعدد من بجنوب دارفور وقال حتى الآن لم يصلنا ولا جنيه من الحكومة الاتحادية سوى
(150) ألف جنيه من حكومة الولاية.
في الأثناء ابلغ الشيخ بمعسكر كلمة للنازحين عثمان ابكر
(دارفور24) عن عودة الاصابات بالاسهالات المائية مرة اخرى الى المعسكر واشار الى انه
وقف على (33) حالة حتى مساء الخميس في مركز عزل (سنتر1) مشيراً الى وجود اصابات أخرى
بمركز العزل (بسنتر8) مبيناً ان بعض الحالات وصلت المراكز بالمعسكر من مناطق (عشمة،
اموري، تقلة) القريبة من معسكر كلمة، وذكر الشيخ عثمان ان وزارة الصحة تمكنت من احتواء
المرض بعد ظهوره في المرة الاولى قبل نحو شهرين لكن بسبب هطول الامطار ساءت صحة البيئة
ما ادى الى ظهور المرض مجدداً، طالب عثمان وزارة الصحة بتكثيف جهودها بالمعسكر لمكافحة
المرض. 
وفي الخرطوم أكدت
وزارة الصحة الاتحادية انحسار المرض في تسع ولايات من بينها ولايات في دارفور لكنه
ما تزال تصر علي اعتبار المرض المتفشي بأنه “كوليرا”. ورغم إقرارها بانتشار
المرض عبر الحدود دون تسمية الجارة دولة جنوب السودان التي ينتشر فيها وباء الكوليرا،
التي لجأ نحو 500 ألف من سكانها إلى السودان خلال الفترة الفائتة فرارا من الحرب والجوع.

وكان وزير الصحة بحر أبو قرده قال خلال جولة له في
دارفور الاسبوع قبل المنصرم، أن تردي البيئة وتلوث مياه الشرب سببان أساسيان لانتشار
الإسهال المائي الحاد، وأن معظم الولايات التي ضربها الوباء تفتقر لأبسط آليات تنقية
المياه، واصفة سلامة المياه في البلاد بـ”الهشة”.