.

الفردوس: دارفور24
: ما يزال سكان القري والبلدات في ولاية شرق دارفور، يعانون من اثار الدمار الذي أحدثته
الأمطار الغزيرة التي هطلت الاسبوع قبل الماضي، حيث خلفت خسائر كبيرة في الممتلكات،
وتركت العديد من الاسر في العراء بعد ان دمرت منازلهم المتواضعة، خاصة وان قطاع كبير
من سكان تلك القري يعتبرون ضمن قائمة الفقراء

وبالرغم من أن إضرار
الخريف قد شملت الولاية كلها غير أن مناطق وقرى محلية الفردوس كانت الأكثر تضررا، وكانت
المياه قد حاصرت الأحياء السكنية داخل مدينة الفردوس وخاصة الحي الغربي.
يقول رئيس اللجنة الشعبية
للحي ادم اسماعيل لـ”دارفور24″: المياه حاصرت أكثر من 100 منزل بعد هطول
امطار في يوم الإثنين الماضي شعرنا بالخطر يهدد المنازل ، رفعنا بلاغ بذلك وقبل وصول
أي جهة رسمية أو تطوعية للمنازل المحاصرة ، هطلت أمطار ليلة الثلاثاء لتحول أكثر من
80 منزلا من يابسة الي جزر مغمورة بالماء من كل جانب، فكرنا في ترحيل السكان ولكن لم
نجد بدائل سكنية.
ويضيف: المنطقة لا
توجد بها بيوت للإيجار والمدارس مليئة بالطلاب، بعض المتضررين تمت استضافتهم مع معارفهم
وأقاربهم ولكن بعض من الأسر لم نجد لهم مأوى، نخشي ان يتضاعف عدد المتأثرين إذا ما
هطلت أمطار جديدة.
اسماعيل طلب من المنظمات
العاملة في الحقل الانساني تقديم مشمعات وخيام لهؤلاء بشكل عاجل قائلا “اذا ما
توفرت لنا الخيام سنرحلهم لمنطقة عالية قرب المدينة.
اما حاج عباس الجزار
أحد الذين غرقت منازلهم ، فيقول: انا سكنت في هذا الحي قبل خمسة عشرين عاماً ولم يحدث
ان غرق منزلي بهذا الشكل .. حاولنا تصريف المياه بفتح مجاري ولكن المياه تعود الي داخل
المنزل..
جارته حاجة حليمة أم
الحميراء تحكي قصتها بالقول : “لا يوجد محل داخل بيتي يابس إلا بطن القطية ولنا
يومين لم نستطيع إشعال نار والأكل يجود به علينا الجيران” وتضيف وسط دموعها
” قبل الليل واخر كل نهار، نرى ثعابين كبيرة تعوم في المياه وتدخل بين قصب الحوش”.
الحال بالنسبة للحقول
الزراعية لا يقل فداحة، فهي الأخرى قد تاثرت، يقول ادم حمدون رئيس لجنة قرية الطفيحة،
ابلغنا وزارة الزراعية بتلف محصول 120 فدان بعد ان غمرتها المياه، مكثت فيها سبعة أيام
بعدها إصفرت البذور ثم بدات في الجغاف وأغلب المزارع التي تلفت لا يمكن تعويضها برزاعة
جديدة لأن الخريف قارب النهاية، ويضيف ” لا يمكن القيام بزراعة جديدة ولا توجد
حتى أراضي خالية من المياه لتزرع”.
وفي قرية بوتي المجاورة،
تعرضت مزارع قدرها أحد المزارعين  بثمانين فدان
الي الغرق، يقول  صالح بشير موظف بوزارة الزراعة
ان أمطار هذا العام فاقت المعدلات المعتادة حيث لم تتعدي في جملتها الي 350 مليمتراً
وفي هذا العام تجاوزت 450 مليمتراً، و تبقى للخريف أكثر من شهر وكشف عن ان الامطار
التي ادت الي تدمير محلية الفردوس بلغ معدلها 65 مليمتراً .