القاهرة: دارفور24 : قالت الشبكة العربية لإعلام الأزمات،  انها تتابع بقلق شديد ما اسمته “الهجمة الشرسة”
التي تشنها سلطات الأمن السودانية علي الصحف والصحفيين وعدت ذلك “تراجع مستمر
في حرية الرأي والتعبير والنشر الصحف”.
ورصد بيان للشبكةالتي تتخذ من القاهرة مقرا لها،  تلقته “دارفور24” بعض التجاوزات التي وقعت
خلال الفترة الماضية واوجزها في .. أولاً: التحذيرات الصارمة التي أطلقتها السلطات
الأمنية لرؤساء تحرير الصحف، بعدم نشر أي حوار أو تصريح لحملة السلاح، أو المتحالفين
معهم.
ثانياً : مصادرة الصحف بعد الطبع كعقوبة إدارية بأثر رجعي وهو ماحدث مع صحيفتي
آخر لحظة والتيار:  فقد تم تعليق صدور صحيفة
(آخر لحظة) لمدة ثلاثة أيام، بقرار من المجلس القومي للصحافة والمطبوعات على خلفية
مقال للكاتب عبد الله الشيخ، وقد سبق أن تمت معاقبة الصحيفة في حينها في أغسطس الماضي
بالمصادرة بعد الطبع.
رابعاً: تعرضت الصحفية هنادي الصديق للضرب “الصفع على وجهها” والمضايقات
من قبل نظاميين؛ وذلك خلال تغطيتها للاحتجاجات التي شهدتها منطقة الجريف غرب على خلفية
حكم الإدانة الذي صدر بحق المتهمين بقتل المدير السابق لشركة الأقطان “هاشم سيدأحمد”. 
وأضاف البيان : إزاء تلك الإنتهاكات فإن الشبكة العربية لإعلام الأزمات، تعبر
عن إستيئاها البالغ لتلك التجاوزات التي يمارسها جهاز الأمن بإنتهاكه للقانون، والدستور
ومواثيق حقوق الإنسان التي وقعت وصادقت عليها حكومة السودان، كما تعبر عن بالغ قلقها
لمستقبل الصحافة في السودان وحرية الرأي والتعبير والنشر الصحفي.
ومحاولات جهاز الأمن القمعية بالهجمات الشرسة التي يمارسها على الصحف والصحفيين
دفاعاً عن السلطة التنفيذية، ومنع نشر أي آراء مخالفة لاتنسجم مع سياسات السلطة الحاكمة
لتجميل الواقع المأزوم بإخفاء الحقائق، مما أصاب الصحف في مهنيتها ومصداقيتها وأفقدها
بذلك قاعدة كبيرة من القراء، وتأتي المصادرة لتكتمل الخسارة المادية على صحف هي في
الأصل مثقلة  بالديون، وجهاز الأمن لايملك الحق
في المصادرة ولاسلطة في التدخل في الصحف، ومع ذلك يعاقب الصحف بالمصادرة بعد الطبع
ثم يلجأ للقضاء شاكياً متضرراً من النشر، أو يوعز للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات
لإتخاذ إجراءات مماثلة، والمؤسف أن المجلس ظل أداة عقابية على الصحف بقبوله أي شكوى
صادرة من جهات حكومية ضد الصحف، تكون الصحيفة هي سلفاً مدانة مهما كان موقفها كحالة
صحيفة آخر لحظة على الرغم من إستدعاء رئيس التحرير وكاتب المقال والتحقيق معهما، في
الشكوى المقدمة من وزير رئاسة مجلس الوزراء أحمد سعد عمر، إلا أن المجلس أوقع العقوبة
القاسية وغير القانونية على الصحيفة وإنتصر للسلطة التنفيذية، دون أن ينظر للعقوبة
التي تعرضت لها الصحيفة من قبل الأمن، هذا النهج جعل رؤساء التحرير يذهبون إلى المجلس
مستسلمين ومسلمين لقرار المجلس في أي نزاع يدعوهم إليه المجلس.
وستفسر البيان عن غياب دور مجلس الصحافة أو إتحاد الصحفيين من الصحفيين المنتهكة
حقوقهم، أوالتحقق من الواقعة ناهيك عن إستنكارها أو إدانتها، وقال ” هنا يبرز
السؤال عن دور إتحاد الصحفيين في حماية الصحفيين من التعدي المستمر من قبل الأمن، طالما
عجزعن الدفاع عن حرية الرأي والتعبير والنشر الصحفي أوإدانة ممارسات الأمن في مصادرة
الصحف بعد الطبع، وما يصدر منه من مخاطبة توجيهات مباشرة لرؤساء التحرير، في تغييب
واضح  لدور الإتحاد وكأنه يمثل “الحاضر
الغائب”.

ودعا بيان الشبكة العربية لإعلام الأزمات الصحفيين والصحفيات والمحامين والقيادات
السياسية والمدافعين عن الحريات، بالتصدي لكل ممارسات جهاز الأمن ضد الصحف والصحفيين
في السودان، والعمل على تشكيل جبهة واسعة للدفاع عن الحريات وحرية الرأي والتعبير والشر
الصحفي.