نيالا: دارفور24 :عائشة محمود النور شابة في نهايات العقد الثالث من عمرها، تقطن مدينة الضعين
عاصمة ولاية شرق دارفور، كان مصيرها ان تصاب بمرض الناسور البولي بسبب عسر في الولادة
، تعايشت عائشة مع المرض عدة سنوات لكنها ظلت تقاتل من اجل التخلص منه ومن الوصمة التي
تواجه كافة مصابات الناسور البولي بالمجتمع السوداني، عائشة قالت انها لم تفوت أي فرصة
اتيحت لها للعلاج من هذا المرض، وذكرت انها اجرت من قبل (4) عمليات جراحية منها عمليتين
في عاصمة شمال دارفور الفاشر، وعمليتين في الضعين ونيالا، لكنها جميعها لم يكتب لها
النجاح، واضافت عندما سمعت بقيام مخيم لعلاج مريضات الناسور البولي بمدينة نيالا عاصمة
جنوب دارفور سارعت للحصول على فرصة علاج، وقالت عائشة وتبدو عليها السعادة (الحمد لله
نحجت العملية هذه المرة وها انا اتعافى من الناسور البولي) هكذا انتهت معاناة عائشة
مع مرض الناسور البولي بعملية جراحية خامسة اجريت لها في فعاليات المخيم الرابع لعلاج
مريضات الناسور البولي بمركز علاج الناسور بمستشفى نيالا التعليمي الذي نظم في الفترة
من (12) سبتمبر الى الاول من اكتوبر الحالي، والذي تم فيه علاج (95) مريضة، من بينها
(87) عملية جراحية.
وقال اخصائي النساء والتوليد بمستشفي نيالا دكتور احمد حامد في ختام فعاليات
المخيم الذي حضره مديرة صندوق الامم المتحدة للسكان والسفير السويدي وممثل للسفارة
الامريكية بالخرطوم والمسئولون بحكومة الولاية، قال انهم استقبلوا خلال فترة المخيم
(106) حالة اصابة بالناسور من جميع ولايات دارفور، واشار الى ان المخيم حقق انجازاً
كبيراً بعلاج هذا العدد من المريضات، بجانب انه اوصل رسالة للمجتمع بأن الناسور البولي
مرض يمكن علاجه، وذكر انه في حال استمرار الجهد بهذه الوتيرة فإن دارفور يمكنها القضاء
على مرض الناسور بصورة نهائية، وامتدح احمد حامد مشاركة نخبة من علماء طب النساء والتوليد
في فعاليات المخيم من بينهم الاستشاري الايرلندي (مايكل بيرن) الذي ظل متجولاً على
مدى عشرين عاماً في عدد من الدول الافريقية للاسهام في معالجة قضايا الصحة الانجابية،
بجانب اخصائيين من ولاية جنوب وغرب دارفور.
بينما قالت مدير صندوق الامم المتحدة للسكان بالسودان (لينا موسى) ان الاحتفال
بختام مخيم علاج مرضى الناسور البولي وبما تحقق فيه من انجاز يعد احتفالاً انسانياً
وتكريماً للنساء بجنوب دارفور، واعلنت التزام صندق الامم المتحدة بدعم جهود الرعاية
الصحية وعلاج مرضي الناسور البولي بالولاية، وذكرت (لينا) ان صندوق الامم المتحدة للسكان
بدأ اهتمامه بالصحة الانجابية في البلاد منذ عدة سنوات وذلك من خلال عمليات التوعية
والتثقيف بقضايا الصحة الانجابية وسط المجتمع السوداني مشيرة انه في العام (2003)م
بدأ الصندوق اجراء العمليات الجراحية للمريضات الناسور البولي في عدد من الولايات،
وقالت انهم من تلك الفترة تمكنوا من علاج (1700) مريضة بالناسور بولايات السودان
المختلفة، ودعت الى ضرورة تركيز جهود الاطراف كافة علي الوقاية من المرض قبل العلاج،
وتابعت (الناسور مرض له اثار اجتماعية واقتصادية ونفسية سالبة علي النساء اللائي يصبن
به لذلك لابد من ايقاف الاصابة به) وقالت ان شعار المخيم (معاً من اجل ولاية خالية
من الناسور)  شعار ليس خيالي او مستحيل وانما
يمكن تحقيقه، ودعت (لينا) الحكومة السودانية للاهتمام بالقابلات، مشيرة الى ان الاساس
وحجر الزاوية في قضايا الصحة الانجابية وخفض وفيات الامهات في السودان هن القابلات،
واضافت (لو السودان حقق اي انجاز في مجال خفض وفيات الامهات سيكون بفضل الاهتمام بالقابلات)
من جانبه شدد وزير الصحة بالولاية يعقوب الدموكي ان وزارته ستعمل على وضع علاج
جذري ووضع حد للاصابة بهذا المرض في غضون الخمس سنوات القادمة، بالاعتماد على الخطة
التي اعدتها الوزارة التي ترتكز على نشر (99) مركزاً صحياً بارجاء الولاية في بداية
العام (2018)، سيتم افتتاح (30) منها خلال الاسبوع القادم واشار الى ان هذه المراكز
بها خدمات صحة انجابية متكاملة، واعلن الوزير تبني وزارته لتنظيم ورشة خاصة بمعرفة
حجم قضية مرض الناسور البولي والعوامل التي تتسبب في الاصابة به، سعياً وراء تحقيق
شعار المخيم (معاً من اجل ولاية خالية من الناسور البولي).
ويعد الناسور البولي من الامراض التي تتسبب فيها بعض العادات لدى المجتمعات
المحلية في السودان من بينها الزواج المبكر وختان الاناث فضلاً عن انعدام خدمات الصحة
الانجابية في بعض المناطق الطرفية في السودان.

وتواجه مريضات الناسور البولي- بحسب اخصائيي النساء التوليد- معاناة وعزلة اجتماعية
بسبب الوصمة النفسية التي يواجهها بها المجتمع حتى الاقرباء وافراد الاسرة ويقول دكتور
احمد حامد ان هناك بعض الازواج يطلقوا ازواجهن المريضات بالناسور البولي.