منذ
إندلاع الصراع في دارفور، ظل الطلاب المنحدرين من الإقليم  في الجامعات السودانية، يواجهون أبشع أنواع
الإنتهاكات ضد الإنسانية (قتل،اعتقالات، تشريد وفصل من الدراسة)، وإستمرت ملاحقة
الطلاب حتى خارج النطاق الجفرافي لدارفور في الجامعات وامكان سكنهم في الخرطوم
والمدن الأخري بسبب انتمائهم لجفرافيا الأقليم.
وقال
عدد من الطلاب لـ(دارفور24)  “بإن
طلاب دارفور في الجامعات، خاصة في الخرطوم، ظلوا يعانون منذ إندلاع الأزمة، من
مطارادت الأجهزة الأمنية وترهيبا وما انفكوا يتواجدون في سجلات الإنتهاكات التي
تقع في الإقليم، وأكدوا أن النظام مازال يواصل إستهداف طلاب دارفور، بالقتل
والإعتقال والتشريد، و كان آخر الضحايا مقتل ثلاثة من الطلاب في الجامعة الاسلامية
عشية عيد الأضحى الماضي نهاية أغسطس.
 كاشفين عن عدد طلاب دارفور، الذين قتلوا في
الجامعات منذ إندلاع الأزمة في 2003 ناهز20 طالباً وطالبة، سقطوا برصاص عناصر
النظام و أجهزته الأمنية، دون أن تكشف الدولة عن الجناة أوتقديمهم للمحاكمة، وأوضحو
أن المئات منهم تعرضوا لمعاملة قاسية والتعذيب في معتقلات جهاز الأمن.
قتل
خارج القانون

 

قال
عضو رابطة طلاب دارفور مجدى عبدالله لـ(دارفور24) إن أسوء الإنتهاكات التى يتعرض
لها طلاب دارفور، القتل خارج القانون، منذ تفجر الصراع  في الإقليم في العام2003، حيث يقتل طالب على
الأقل من دارفور مع كل عام دراسي برصاص الامن ومن داخل الجامعات، دون أن تكشف
السلطات عن القاتل، و أشار إلى أن أول طالب سقط برصاص الامن كان الطالب بكلية
التجارة جامعة النيلين الشريف حسب الله، ليلحق به اخر كان يدرس في كلية الزراعة
جامعة أمدرمان الاسلامية عبد الحكيم الذي تم إغتياله في 2003، عقب الإعتداء علية
من عناصر الأمن بسيارة بالقرب من جامعته، بالإضافة إلى إغتيال الطالب بجامعة
الدلنج حافظ حسن أنقابو  عام2011، قبل
تصفية الطالب بالمستوي الثالث كلية التربية جامعة الخرطوم، محمد موسي بحر الدين في
العام 2009 ، الذي عثر على جثته بالقرب من منطقة القماير بأمدرمان عقب إعتقاله من
قبل عناصر الأمن، في مطلع العام  2012، ثم
اغتيال طلاب جامعة الجزيرة في العام 2013، واخرين مصرع أثنين من الطلاب في الجامعة
الاسلامية مطلع الشهر الجاري.
اعتقالات
مستمرة
وقال
طلاب  إن حملة الاعتقالات في مواجهة طلاب
دارفور، لم تتوقف حيث ظل جهاز الامن يعتقل بشكل مستمر طلاب الاقليم.
 ويري محمد زين عضو سابق برابطة دارفور بجامعة
الخرطوم، أن اعتقل قيادات تجمع طلاب دارفور عقب هجوم الحركات المسلحة على مدينة
الفاشر في أبريل 2003، مثل البداية الحقيقة للمطاردات الأمنية، حيث اعتقل عدد من
أعضاء تجمع الروابط في الجامعات، وكشف عن مكوث العشرات من طالب دارفور في سجون
كوبر ودبك وزنازين جهاز الأمن فترات طويلة، خاصة الذين تم اعتقالهم عقب مقتل طالب
جامعة الخرطوم واحداث سبتمبر 2013.
 واعتقل في سبتمبر الماضي الرئيس السابق لرابطة
طلاب دارفور بجامعة القرآن الكريم الطالب نصر الدين مختار محمد عبد الله  بعد مطاردات في الشارع العام و اطلاق الرصاص،
قبل ان تعتقل قوات الامن العشرات من طلاب دارفور و تقدمهم لمحاكمة بسبب تنظيم
مخاطبات سياسية في سوق ليبيا و المحطة الوسطى بحري تضامنا مع قتلى الجامعة
الإسلامية.
كما
اعتقل جهاز الأمن (5) من طلاب دارفور بجامعة الزعيم الأزهرى بينهم رئيس الرابطة
بالجامعة معاوية أحمد. خلال شهر مارس الماضي، وجاء الاعتقال عقب اعتصام نفذه طلاب
دارفور بالجامعة  احتجاجا على تراجع
الجامعة من إعفائهم من الرسوم الدراسية وفقا لاتفاقيات سلام دارفور.
إعتداءات
المنابر و الممتلكات

 

ظلت
منابر طلاب دارفور وانشطتهم داخل حرم الجامعات، تتعرض لإستهداف وإعتداءات متكررة،
من قبل عناصر النظام و الأجهزة الأمنية، حيث إعتدى طلاب المؤتمر الوطني في داخل
قاعة الإمتحانات على رئيس رابطة طلاب دارفور في جامعة القران الكريم في العام 2011،
وتم إلاعتداء على إحتفال ثقافي للطلاب في جامعة الزعيم الازهري في يناير 2012 بعد
هجوم عناصر المؤتمر الوطني بالسيخ والأسلحة على النشاط، وحادثة اخرى وقعت في 11
نوفمبر 2013 حيث تم إستهداف طلاب دارفور أثناء فعالية ثقافية بالجامعة، وفي شهر
مارس 2010 تم الإعتداء على طالب دارفوري في كلية الاقتصاد في داخل الجامعة
الإسلامية، أثناء تنظم الطلاب مخاطبة سياسية
ما أدى إلى إصابة رئيس الرابطة.
و
أكد حسين عبدالله  لـ( دارفور24) أن  دائرة إستهداف طلاب الإقليم إتسعت لتشمل التعدي
على الممتلكات حرق سكن الطلاب، حيث
تعرضت  داخلية (محمد صالح عمر)
بالجامعة الإسلامية لإقتحام من قبل عناصر المؤتمر الوطني وحرق غرف طلاب دارفور في
2011، وكذلك في داخلية الطلاب دارفور بكلية التربية جامعة الخرطوم، في 29
مايو2013، وتم الاعتداء على داخلية الطالبات بجامعة الخرطوم  مما أدى إلى إصابة طالبتين، أضافة إلى إقتحام
الاجهزة الامنية داخلية الطلاب فى جامعة الخرطوم في فبراير 2013 وقامت باعتقال
العشرات من أبناء دارفور، وفي ذات اليوم أمرت سلطات الامن (400) من طالبات دارفور
باخلاء السكن الجامعي كما تم الإعتداء على داخلية شمبات لطلاب دارفور في 25 مارس
2014،وبعد سيطرة الجبهة الثورية على منطقة ( ابو كرشولا ) في ابريل العام الماضي
قامت الاجهزة الامنية بالاعتداء على نشاط رابطة طلاب دارفور في جامعة ام درمان
الاهلية.
إستقالات
في مواجهة الإستهداف
وتواصل
الإستهداف بعد أن أصدرت إدارة جامعة بخت الرضا بالدويم قرارا بالفصل النهائي في
مواجهة (14 ) من طلاب الجامعة على خلفية أحداث العنف التي صاحبت انتخابات الجامعة
في شهر مايو الماضي. وأرجعت إدارة الجامعة قرارات الفصل لأعمال الشغب التي نجم
عنها إحراق كلية التربي أساس بالإضافة إلى مقتل شرطيين.
 من جهة أخرى تم توجيه تهمة القتل العمد لعشرة من
طلاب دارفور جراء الأحداث الأخيرة التي شهدتها جامعة بخت الرضا.
بعدها
تقدم نحو ألف طالب وطالبة بجامعة بخت الرضا في ولاية النيل الأبيض في شهر يوليو
الماضي، باستقالات جماعية عن الدراسة بجامعة بخت الرضا احتجاجا علي الاستهداف
العنصري من قبل الأجهزة الأمنية وإدارة الجامعة لطلاب دارفور و  فصلها  14 طالبا واعتقال الأجهزة الأمنية في المقابل
نحو 9 آخرين واتهمتهم بالقتل.

 

 وقال الطلاب إن مغادرة الجامعة جاءت احتجاجا علي
الاستهداف الذي يتعرض له طلاب دارفور من قبل الأجهزة الأمنية والمتمثل في
الاعتقالات المتكررة. وأوضحوا أن إدرة الجامعة درجت علي اتهام أبناء دارفور بكل شئ
يحدث بالجامعة وتقوم في المقابل بتحريض زملائهم الطلاب ضدهم.
و
مواصلة للاستهداف غادر الطلاب الدويم مشياً على الأقدام بعد أن منع جهاز
الأمن  الحافلات السفرية من حمل طلاب
دارفور.
وقال
كمال الزين عضو لجنة إدارة أزمة طلاب بخت الرضا مازال نحو (800) طالبا من طلاب
دارفور المستقيلين من جامعة بخت الرضا بجانب (14) مفصولا و(9) آخرون متهمين في
حراسة الشرطة بينما لا تزال قضيتهم معلقة ولم تحل ولا يوجد بصيص أمل يبدو حتى الآن
على الأفق لحل المشكلة
وأشار
إلى  إن هناك 9 من طلاب دارفور لا يزالون
محتجزين لدى الشرطة بالدويم. وقالت اللجنة إن اثنين من هؤلاء الطلاب المحتجزين
مصابان بطلق ناري.
وكشف
محامي الطلاب  عبدو اسحاق لـ(درفور24) عن
طلب النائب العام اوراق بلاغات طلاب جامعة بخت الرضا المتهمين بقتل شرطي، وأضاف تقدمت
هيئة الدفاع بطلب لنيابة العامة أواخر شهر اغسطس، بعد ان رفضت النيابة بالدويوم
طلب تحويل ملف القضية للمحاكمة بحجة وجود طالب هارب متهم في البلاغ.
وأوضح
ان النيابة العامة، ستصدر قرار أما بنقل المحكمة إلى الخرطوم او فصل قضية الطالب
المتهم ودفع بملف الطلاب (9) إلى المحكمة بالدويم.
وأشار  إلى أن عدد من المحامين تقدموا بطعن اداري ضد
قرار فصل 10 طالب من جامعة بخت الرضا إلى وزارة التعليم العالي التى طلبت ملف
محاسبة وفصل الطلاب من الجامعة.
وكشف
عن تعرض الطلاب المفصولين إلى المضايقات و المطاردات من قبل جهاز الأمن، حيث تمت
مداهمة منزل الطالب عبدالعزيز ابوبكر ادم بالحاج يوسف الشهر الماضي.
طرق
جديدة للاقصاء
ويقول
بشير ادم خريج جامعي من دارفور، بعد فشل كل محاولات أجهزة السلطة، لضرب وتخويف
طلاب الإقليم، بالقتل والاعتقال والتشريد، لإثناءهم من كشف سياسات النظام في
دارفور، إستحدثت طرق جديدة لاقصاء الطلاب من قاعة الدراسة و الجامعات، وذلك
بممارسة سياسة الفصل التعسفي الأكاديمي، أو حجب نتائج الطلاب.
وفي
شهر يناير الماضي جامعة الخرطوم، قرار قضى بفصل خمسة من طلاب رابطة دارفور، بكليات
مجمع شمبات الزراعة.
وفصلت
الجامعة كل من (عبدالمالك التجاني مختار علوم غابات المستوي الرابع، يوسف محمد ابراهيم
غابات المستوي الرابع، ادريس عبدالكريم قاني المستوي الرابع غابات، موسي محمد سليمان
المستوي الثاني غابات و عبد الحفيظ الامام قسوم
المستوي الثالث انتاج حيواني).
وفي
جامعة النيلين حجبت الادارة في سنة 2013 نتيجة (400) طالب من دارفور،  ضمن الممتحنين في كلية الآداب  بدواعي عدم دفع  الرسوم الدراسية ، وقامت بتهديد أكثر من 2000
طالب أخرين، بالفصل في حالة عدم دفع الرسوم،وقد تم فصل العشرات من طلاب دارفور
بسبب نشاطهم السياسي في الجامعات ،  وحرمان
آخرين من الجلوس للامتحانات ، رغم ان اتفاقيتي ابوجا في العام 2006 والدوحة 2010
نصتا على اعفاء الطلاب من الرسوم الدراسية ، وان الرئيس السوداني عمر الشير اصدر
قراراً رئاسياً باعفاء طلاب دارفور من الرسوم ، لكن لم تنفذ الحكومة ذلك
إستهداف
ممنهج
وأعتبر
عدد من الناشطين والمدافعيين عن حقوق الانسان، ان ما يجري لطلاب دارفور في
الجامعات استهداف ممنهج ومنظم، خاصة بعد إعلان
حظر النشاط الطلابي لأبناء دارفور في الجامعات ، بدوعى أنهم يعبرون عن رؤية
الحركات المسلحة
و
شبه المدافع عن حقوق الإنسان صالح محمود المحامي، ما يحدث لطلاب دارفور في
الجامعات، التطهير العرقي في الإقليم. قال لـ(دارفور24)  إن الجانب العنصري يلعب دورا سياسيًا في
الإستهداف ويظهر ذلك جليا في عمليات
التطهير العرقي والقتل المباشر للمدنيين بالطائرات وتشريدهم في دارفور، وما
يجري في للطلاب في الجامعات، وأضاف أن
طلاب دارفور ضحايا الصراع في الإقليم، لكن الحكومة تقوم بمعاملتهم بعنف
وقوة مثل الخصوم السياسين، وتابع ( الأمر لن يتوقف عن طلاب دارفور وسوف تتسع رقعة
الاستهداف لتشمل الناشطين والمدافعيين عن حقوق الإنسان  من دارفور) ، وقال ان ذلك ظهر عقب إعتقال عدد
من  محامي دارفور، واضاف (مع استمرار القتل
والمطاردات والاعتقالات في دارفور وخارجها، سيظل إنسان دارفور الهدف المتحرك لرصاص
النظام.
إنتهاكات
دون عقاب
وكانت
منظمة العفو الدولية أكدت فى تقرير لها بعنوان (دون تحقيق، ودون عقاب انتهاكات
حقوق إنسان ضد الطلبة الدارفوريين في السودان) صدر مطلع العام الجاري، أنه (ومنذ
بدء النزاع في دارفور عام 2003 اعتقلت الشرطة والأجهزة الأمنية، واحتجزت بشكل
تعسفي، مالا يقل عن 10 آلاف طالب دارفوري. وفي عام 2015 وحده، اعتقلت الشرطة
وأجهزة الأمن، واحتجزت تعسفياً، أكثر من 200 طالب دارفوري. وخلال نفس الفترة، وثقت
منظمة العفو الدولية مقتل ما لا يقل عن 13 طالباً من دارفور في مختلف الجامعات في
أنحاء السودان، ربما على يد رجال شرطة، وعناصر جهاز الأمن الوطني والمخابرات
الوطني السوداني أو على يد طلبة مرتبطين بالحزب الحاكم.).
 وأكد المركز الأفريقى لدراسات العدالة والسلام
أنه ومنظمات حقوقية أخرى كثيرا ما وثق الاستخدام المفرط للقوة ضد الطلاب، لاسيما
ضد الطلاب الدرافوريين لدى احتجاجاتهم السلمية. وفى عدد من الحالات الموثقة توثيقا
جيدا لقمع الاحتجاجات قتلت الأجهزة الأمنية وجرحت عددا من الطلاب كما عرضتهم
للاحتجاز التعسفى ولسوء المعاملة والتعذيب.