صراع النفوذ بين مليشيات النظام الواحد في دارفور و كبكابية ميدانا للصراعات والاستقطاب من جديد …والنظام يقدم مليشيات الدعم السريع ملائكة الرحمة ومصدرا للأمن والاستقرار وحميدتي رسولا للإنسانية الان !!؟

بقلم : مصعب عبدالكريم

الحلقة 1 من 2

دراما سياسية ليست في كابول الأفغانية لنقول انها جزء من نظرية المؤامرة ولا في تمبكتوا المالية لتصبح احدي أوزار ايادي القطرية المتطرفة إنما هي في مدينة كبكابية النقرة السودانية في شمال دارفور قد سلكت المسرح السياسي والاجتماعي طابعا اخر من التمثيل هذه المرة لياخذ الصراع في الإقليم نوعا جديدا من الأداء وهي صراع بين مليشيات النظام الواحد ( دعم السريع ،حرس الحدود) حول فرض نفوذ واقعيه علي المنطقة يا تري هل ستنهي هذا الصراع الي نهايه احدي الأطراف المتصارعة وحسم القالب لصالح الآخر!!!؟
عادة كبكابية عبر تاريخها الطويل القديم والمعاصر هي ميدان صراعات حاسمه بصورة نهائية بين الأطراف المتصارعة عبر التاريخ وغالبا تنتهي بهم مطاف الصراعات الي حسم الصراع لصالح احدي الطرفين والقضاء الطرف المنتصر علي الأخري المهزوم في كل النهايات
اذا نظرنا من زواية سلطنة دارفور في عام 1768 عندما نقل سلطان تيراب عاصمة السلطنه دارفور من جبل مرة الي ( شوبا) بكبكابية لاستراتيحية موقعها الجغرافي التي تربط طرق الحركة التجارية بين كل مماليك السودان ومنها الي الحبشة والحجاز وغرب أفريقيا وجنوبها عبر سلطنة الكانم و وداي حينها تزامن مع الصراع بين السلطان تيراب و ابن عمه السلطان هاشم مقدوم حاكم مناطق كردفان التابعه السلطنة آنذاك و الذي تمرد علي سلطان تيراب وحاول القضاء علي سلطان تيراب وجيشه في شوبا إلا أن السلطان تيراب سبقه بتجهيز جيشا عرمرما لم تشهده تاريخ سلطنة دارفور من قبل ورحف اليه نحوا كردفان ودارات بينهم معارك دامية وانتهي الأمر باستسلام سلطان هاشم المقدوم ومن معه و منها توجهه تيراب نحوا التوسع في سلطنته الي الشمال والشرق توسعا الي النيل الي أن وصل امدرمان بعد معارك وفتوحات كثيرة ضد الفونج والعبدلاب والمسبعات حتي وصل الي شندي إلا أن السلطان توفي في طريقه عند العودة …وبعد وفاة السلطان تيراب تولي السلطان هارون الرشيد أمر قيادة وراية الجيش العائد من امدرمان خلفا لأخيه من جهة ومن جهة أخري تولي اسحق ابن السلطان تيراب زمام الأمور في السلطنة في كبكابية خلفا لأبيه وهنا قد شهدت السلطنه دارفور منوالا اخر من الصراع حول السلطة بين هارون الرشيد وابن أخيه اسحق تيراب الذي فرض نفوذه كاملا علي السلطة خلفا لأبيه وعسكر السلطان هارون في المنطقة الصحراوية التي تقع شرقي كبكابية علي بعد 160 كلم خشيه من المواجهة مع اسحق تيراب بعد الوصول إلي عاصمة السلطنة وبعث إليه رسولا ودعاه للاستسلام ورفض اسحق تيراب دعوة عمه السلطان هارون الرشيد داعيا إياه للاستسلام والا سيقضي عليه .وفي أواسط عام 67 من القرن الثامن عشر ميلادية تحرك اسحق تيراب بجيش قوي من كبكابية مدعوما من سلطنة وداي التي تقع غربا . نحو الفاشر للقضاء علي عمه هارون الرشيد إلا أنه منيه بهزائم كبيرة بعد مقاومة شرسة من جيش هارون الرشيد مما ادي الي انسحاب اسحق تيراب الي كبكابية ومنها طارده جيش هارون الرشيد المنتصر عليه نحوا كبكابية إلا أن دارت اخر معاركهم في ضواحي كبكابية رغم دعم سلطنه وداي التي ينسب إليه اسحق تيراب صلة الدم من ناحية والدته واخيرا انتهت بالقضاء علي اسحق تيراب و اعلن هارون الرشيد نفسه سلطانا لسلطنة دارفور ونقل العاصمة السلطنة الي مقره وهي مدينة الفاشر الحالية وهنا انتهت الصراع لصالح كفة هارون الرشيد ونهاية اسحق تيراب
ومن زاوية الدولة المهدية نجد ان كبكابية كان اخر معاقل المهدية في السودان في بداية القرن العشرين بقيادة فكي سنين زعيم الإدارة الأهلية لقبيلة التأما الذي بايع الدولة المهدية من دارفور المتمركز في كبكابية انذاك خلافا لسلطنة دارفور بقيادة السلطان علي دينار كان يرفض بيعه الدولة المهدية ويتمسك باستقلالية دولة دارفور حينذاك و دارت صراع بين علي دينار و الفكي سنين الذي تسلم الراية الزرقاء من محمد ود احمد قائد القوات المهدية لمناطق غرب السودان المرسلة من الخليفة عبدالله التعايشي حديثا يتخذ من كبكابية مقرا له .في عام 1903 تحرك سلطنة دارفور للقضاء علي الفكي سنين في مقره بكبكابية ارسل السلطان علي دينار جيشا قوامها الالاف المقاتلين الي كبكابية من الفاشر و وصلت جيش علي دينار الي كبكابية ودارات بينهما معارك كثيرة في ارض كبكابية وانتهي بهم المطاف الي انتصار جيش سلطنة دارفور بقيادة السلطان علي دينار واستسلام فكي سنين وإعدامه فيما بعد ومنها قال قائد جيش السلطنة دارفور لبقايا جيش المهدية المهزومين : ( كوبا كبي ) تعني بلغة الفور دع الحراب أو السيوف !!! دلالة علي نهاية المعركة وفرض السلام بعد الاستسلام وهنا قد حسم الصراع لصالح كفة سلطنة دارفور بقيادة السلطان علي دينار ضد الدولة المهدية بقيادة الفكي سنين !!! إن مسمي كبكابية قد تطورت من مصطلح ( كوبا كبي) الي أن أصبح بشكله الحالي.
ومن الزوايا الحديثة
من زاوية 2006 وبعد توقيع اتفاقية أبوجا للسلام و وردوخ اكبر حركات التحررية في السودان وهي حركة جيش تحرير السودان بقيادة مناوي للسلام التي كانت تسود معاركها في دارفور و زالت المخاطر الكبري للنظام لأنها كانت المهدد اكبر للنظام ومنها قد اعتبر النظام هذه الاتفاقية بمثابة انتصار واهمل مليشاته بعد أن أكملوا المهمة باحسن صورها وفي تلك المرحلة . ولهذا كان قد ظهر الصراع الداخلي بين مليشيات البشير بدارفور ( الجنجويد) في الأفق لاول مرة منذ تأسيسها هي الصراع حول من يكون الزعيم الروحي الجنجويد وينسب عليه هذا النصر و تقع علي عاتقه تقسيم النفوذ وكعكعة النظام بين طرفين وكلاهما من الرزيقات إحداهما بزعامة موسي هلال مواطن مستريحة بكبكابية يقود أبناء المحاميد وخاصة عشيرة ام جلول واولاد زيت والعريقات واولاد راشد وغيرهم والاخري بزعامة القائد دقيرشوا يقود أبناء المهرية …وطبعا كلاهما اكملا مهماتهم بصورة مرضية للنظام اذا كان موس هلال وجيشه حرقوا المئات القري ونهبوا الآلاف الماشية ودمرو كل من كان يعتبرهم النظام قبائل داعمة الثورة أو كما يسميه النظام التمرد الا ان لدقيرشوا قصصا أخري مليئه بانتصارات ربما وهمية بعضها والاخري حقيقية حسب رؤية للنظام خلال فترة معاركه مع حركة جيش تحرير السودان يعتبر دقيرشوا هو الناجي الوحيد من بين كبار قادة الجنجويد السبعة امثال ( شكرت الله ،موس كبير ،وموس صغير……الخ) في معركة ابوقمرة 2 التي عرفتها القرن الواحد عشرين انها من أشرش معارك القرن وقد هزم فيها النظام ومليشاته هزيمة فادحة بسقوط اكثر من ستة طائرات حربية في يومين و قضي الثوار علي اكثر سته من كبار زعماء الجنجويد المؤسسين وعشرات الضابط من جيش النظام المشاركين مما ادي الي فرار بقايا الجنجويد من ارض المعركة في يومها الربع بقيادة دقيرشوا … ومع بدء الصراع الداخلي للجنجويد كان هو الطرف الاكثر حظا في التتويج بزعامة الجنجويد لانه اكثر من حارب بالوكالة ضد الثوار ولكن استمرت الصراع بصورة خارج عن التوقعات وأصبح النظام في مطب ضيق لا يستطيع الانحياز علي طرف ولعب دور المتفرج والمشاهد الي ان ادي الصراع الي اغتيال دقيرشوا في حفل زفاف مدعوة اليه بمستريحة 2007 وهنا قد انقلب كفة الصراع لصالح موس هلال شيئا ما ومنها تمرد المهرية بقيادة حميدتي ابن اخ دقيرشوا الذي تولي زمام القيادة خلفا لعمه طالبوا برأس موس هلال قصاصا لزعيمهم الذي تم اغتياله حسب اعتقادهم بمؤامرة من موس هلال . ودارات بين الطرفين معارك عنيفة بكاورا وجبل سي والمليط وغيرها في مناطق متفرقة من دارفور لشهور عديدة وخلفت بينهم خسائر كبيرة بين الطرفين في حالة عدم وجود لا منتصرا ولا مهزوم في المعارك وحاولت الحكومة بكل الوسائل وقف الاقتتال الداخلي للجنجويد الا أنها فشلت بعدها في ظل استمرار تلك المعارك وبتعليمات من مستشار البشير آنذاك دكتور نافع علي نافع تحرك كبار قادة الجنجويد بالمركز والقصر الجمهوري اللواء صافي النور و الفريق الهادي بشري الي الفاشر ومنها انطلقوا بمعيه والي الولاية آنذاك عثمان محمد يوسف كبر علي متن طائرة هليكوبتر عسكرية إلي ميدان المعركة الجارية آنذاك في جبل سي بين جيش موس هلال اي أبناء المحاميد وأبناء المهرية جيش حميدتي وكان حميدتي موجود في ارض المعركة . نزلت الطائرة وسبقها امطارا من الرسائل والرايات البيضاء من الطائرة لأرض المعركة من الجوء فحواها دعوة الطرفين لوقف القتال وبعدها تمكنوا من وقف القتال و اخذو معهم حميدتي وبعض من قادة أبناء المهرية الموجودين في ارض المعركة و أقلعت الطائرة صوب كبكابية الي أن نزلت في قيادة مشاة 21 بكبكابية واتصل اللواء صافي النور مباشرة بموس هلال الذي كان يتواجد في مستريحة غربي كبكابية ودعاه للقدوم الي كبكابية فورا لأجل المصالحة واتي موس هلال الي كبكابية ومعه جيش بعتاد قوامه 150 عربية في كبكابية و ترك جيشه خارج المدينة و ودخل إلي قيادة الحامية ولكن تفاجاء بحصار عسكري مشدد القيادة عند وصوله وسالهم لماذا كل هذه الإجراءات والحصار المفروض!؟ فاجابوه : دا عشان انتوا كتلتوا زعيم الناس دي انحن لازم نامن القيادة !! فرد موس هلال : زعيم منو!؟ دقيرشوا ؛!؟؟؟ دقيرشوا شنو هو!؟هو الرسول مات معاكم ربع ساعة أما تفكوا الحصار ونبدا المصالحة والا اوريكم معني الحصار دي زات شنو من وراء !!!!
استجاب القيادة فورا لامر موس هلال وتم فك الحصار خشية من تصرفات متهورة من جيش موس هلال المتمركزة خارج المدينة غربا علي بعد أمتار من القيادة العامة و تم الصلح بين الطرفين وانتهي الأمر الي تسوية ودفع دية للمهرية قدرها مليار نصف جنيه سوداني اي 750 الف دولار آنذاك و 55 عربة لاندكروزر زات دفعة رباعي تقسيم مناطق النفوذ بين الطرفين في شمال دارفور وتم تعيين موس هلال مستشارا لرئيس الجمهورية بديوان الحكم المحلي وترحيله الي الخرطوم تفاديا من أي صدامات اخري متوقعة بينهما في دارفور ودعوة حميدتي رسميا الي الخرطوم للقاء البشير لتحقيق بقية مطالبه لانه كان رافضا التسوية إلا أنه وقع عليها في النهاية لانه مجبور لها نسبة الخسائر الذي لحقه في صفوف جيشه وقوة موسي هلال الذي وضعه أمام أمر الواقع ليؤمن بطبيعه الحال لا بدا أنه يردخ للتسوية .رغم التسوية إلا الصراع انتهي بانتصار موس هلال وتم تسمية الجنجويد بقوات حرس الحدود وتنصيب موس هلال قائدا عاما لقوات حرس الحدود بدون منافس ونهاية دقيرشوا.
والمضحك جدا من زاوية 2017 نري من جديد ان الصراع المحتدم بين مليشيات الدعم السريع التي صنعتها الحكومة حديثا وجعل من حميدتي قائدا لها ونظيرتها قوات حرس الحدود الذين أعلنوا رفضهم للانخراط تحت لواء حميدتي بل رفضوا تنفيذ سياسات النظام في الاقليم بقيادة موس هلال الذي قد تقلد منصب مستشار البشير لفترة طويلة ومن خلال وجوده في الخرطوم قد تفهم مدي حباثة النظام وعقيلية الطغمة الحاكمة وكيف يفكرون ضد دارفور بزرع الفتن و ضرب أهل الإقليم بعضهم بعض طارة باسطوانة زرقة عرب ومرات بجدلية تورابورة جنجويد وآخري بطابور خامس وطابور اول لهذا السبب اعتصم موس هلال ومناصيره من الحرب بالوكالة انابة عن النظام في إقليم دارفور ضد الحركات الثورية التي رجعت بعضها من السلام الي المربع الأول وهي المقاومة ضد النظام لذلك فكر النظام في صنع بديل لقوات الجنجويد اي حرس الحدود وزعامة بديلة لموس هلال الذي تعنت عن القتال .استعان النظام هذه المرة بالمجرم حميدتي الذي همشه سابقا في مصالحه كبكابية وانحاز لموس هلال لقوة الهلال ولقلة مناصيري حميدتي مما ادي لتمرد الرسمي لحميدتي فيما بعد بنهاية عام 2007 وتحالفه مع حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور في جبل مرة وكان تلك خطوة مباركة من الثوار الا انه انسلخ مجددا من عبدالواحد اصبح مليشا نهب وقطاع الطرق الي أن دعاه البشير الي الخرطوم في نهايات عام 2012 بعد اعتصام موس هلال ورفضه لقتال الجبهة الثورية السودانية في دارفور انابة عن حكومة المركز .
هنا تكمن القصة بعد تحالف الحركات المسلحة الثلاث الرئيسيه في دارفور مع الحركة الشعبية قطاع الشمال في جنوب كردفان والنيل الأزرق وتوحدت صفوف الثوار نحوا الهدف وازدادت هزائم النظام هزيمة تلو الأخري في كل الجبهات بدارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وكردفان والي أن وصل قوات الجبهة الثورية الي مشارف مدينة ابيض وكوستي .والت النظام الي قاب قوسين أو أدنى من السقوط .طالبت حكومة البشير النجدة من دويلة قطر الغاضبة من انتصارات الثورة في السودان ضد مصالحها .دويلة قطر لها مصالح في التسويق بقضية في المحافل الدولية بفرض سلام صوري علي الإقليم بما يسمي باتفاقية الدوحة التي ولدت ميتة من الرحم القطري الا أنها فشلت في هذا لأن دارفور لا زالت مشتعلة في أعين العالم والثوار الحقيقيين مسيطرين علي الأوضاع في إقليم دارفور وكردفان والنيل الازرق والحكومة تتهرب من مواجهة الثورة مع مليشياتها وتتفرغ في الاعتداء والهجوم علي المدنيين لذلك استجابت الحكومة القطرية فورا علي نداء نظيرتها السودانية بدعم لوجستي ومادي باقامة ما يسمي بموتمر المانحين تحت غطاء تنمية دارفور ومنها تمويل الحكومة السودانية التي كانت تعاني من أزمة اقتصادية حادة لفقدان مصادر الثروة بانفصال الجنوب .دعمت قطر نظام البشير لوجستيا تحت زريعة الأمن والسلام بدارفور بارقام فكلية من عربات لاندكروزر تويوتا وات دفعة رباعي والسلاح و موارد مالية كبيرة كمرتبات وبهذا قد أسس بها النظام نسخة أخري من مليشيات الجنجويد خلفا لجنجويد موس هلال الذي رفض قود مزيدا من الحروبات بالوكالة في دارفور وسمي هذه المليشيات بالدعم السريع لغرض حماية النظام من الجبهة الثورية والدفاع عن الموتمر الوطني من السقوط الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى اليه وبالفعل انخرط هذه المليشيات نحو أهدافها وحققت جزء من هذا الأهداف . بتراجع انتصارات الجبهة الثورية لأسباب كثيرة اولا نسبة لانشطار الذي ضرب صفوف التحالف و ثانيا التشرزم والتشجزر الذي أصاب بنات افكار قادة هذا التحالف . وبهذا قد استطاعت هذه المليشيات بالسيطرة علي عدد من المناطق بعضها استراتيجية من الجبهة الثورية بدارفور وكردفان . وتفرغت هذه المليشيات مرة أخري إلي صراع النفوذ مع جيش موس هلال في المناطق التي تقع تحت نفوذ موس هلال .ومرة أخري كبكابية ميدانا للصراع بينهم

نقطة سطر جديد
ونواصل
ونواصل في الحلقة القادمة كيف حققت هذه المليشيات أهدافها بتأمين النظام و تفرغت للصراع حول النفوذ مع حليفهم السابق موس هلال وسياسة الاستقطاب الحاد الجارية الآن في كبكابية . وكيف صارت مليشيات الدعم السريع مصدرا للأمن والاستقرار زورا وبهتانا وكيف اصبح قائد هذه المليشيات حميدتي رسولا للإنسانية من مجرم حرب قصف المدنيين بالكيماوي