تقرير: دارفور24: اتخذت السلطات بمحلية عد الفرسان 85 كيلو متر غربي عاصمة جنوب دارفور نيالا جملة من التدابير والاجراءات لمنع حدوث أي تجاوزات من قبل عناصر من قوات الدعم السريع المرابطة في المعسكر بالقرب من المدينة.

وجاءت الاجراءات بحسب معتمد المحلية الصافي محمد الطيب لـدارفور24 على خلفية المشاجرات التي وقعت بين مدنيين وافراد من الدعم السريع بسوق مدينة عد الفرسان يوم الخميس الماضي والتي استخدمت فيها الاسلحة البيضاء “السكاكين والعصي” واسفرت عن اصابة “7” اشخاص من الطرفين بجروح متفاوتة، واوضح المعتمد- الذي يرأس في الوقت ذاته لجنة أمن المحلية التي تضم قادة القوات الحكومية والاجهزة العدلية- ان لجنة الأمن دخلت في اجتماعات مطولة في اعقاب وقوع الاشتباكات بين مدنيين وعناصر من الدعم السريع، واشار الى ان تلك الاجتماعات ناقشت بحضور قائد قوات الدعم السريع العميد “صالح محمد منقبي” وزعيم الادارة الاهلية التوم دبكة ورؤساء اللجان الشعبية بالأحياء تداعيات المشكلة وما وصفها بالملاحظات والمعلومات السمعية التي يتناقلها سكان المدينة حول ممارسات سالبة يرتكبها افراد من هذه القوات، التي تم تجميعها في معسكر شرقي مدينة عد الفرسان تمهيداً لإرسالهم الى دولة اليمن، مبيناً ان ابرز تلك الملاحظات التي يتحدث عنها سكان المدينة الاعتداءات على المدنيين والتدخين العلني للمخدرات في السوق وحرق الدراجات النارية- المواتر- الخاصة بالأشخاص، وذكر ان كل هذه الملاحظات كانت متداولة بين السكان ونحن بدورنا طالبنا المواطنين بأن يتقدموا ببلاغات لقوات الشرطة حال تعرضهم لأي اعتداء من افراد هذه القوات، لكن الشرطة لم تتلقَ بلاغات من هذا النوع سوى بلاغين احدهما تعرض فيه شخص لأذي عندما تشاجر مع عدد من الجنود، بجانب فقد مبالغ مالية لأحد السكان بعد تشاجره على مجموعة منهم.

وذكر ان قائد قوات الدعم السريع بالمحلية العميد “صالح منقبي” اتخذ عدداً من الاجراءات الصارمة بعد الاجتماع ابرزها منع دخول الجنود الى المدينة والسوق بصورة نهائية، ووضع عربتي شرطة عسكرية من الدعم السريع احداهما في مدخل المدينة والاخرى داخل السوق لضبط أي جندي يحاول دخول المدينة او السوق، وقطع بأن يمنع أي جندي حامت حوله شبهات من السفر لليمن، واعطى أي شخص مظلوم الحق في الدخول الى المعسكر لتحديد الجندي الذي اعتدى عليه ويمنعه من السفر الى اليمن.

وقال المعتمد انهم على صعيد حكومة المحلية اصدروا قرارات منعوا بموجبها دخول جنود الدعم السريع بالسلاح ولبس الكدمول وحرق الدرجات النارية بجانب منعهم إلقاء القبض على أي شخص لمساءلته والتحقق معه، باعتبار ان هذه الأمر من اختصاصات الشرطة، مشيراً الى ان القرارات شملت ايضاً منع النساء من التواجد داخل السوق بعد الساعة الخامسة عصراً، بجانب منعهن من العمل في السوق الجديد الذي يقع بالقرب من معسكر القوات شرقي المدينة، فضلاً عن قرارات اخرى تتمثل في تنظيم حملة لتوعية المجتمع بمخاطر الممارسات السالبة والأمراض التي يمكن ان تنتقل عبرها، بالإضافة الى حملة مشتركة من القوات الحكومية تشارك فيها عربة شرطة عسكرية من الدعم السريع لمنع الظواهر السالبة بالمدينة، واغلاق مواقع بيع “الشيشة والرواكيب” المغلقة داخل السوق المشتبه في انها وراء انتشار تعاطي المخدرات وكثير من الممارسات السالبة، واستدعاء صانعات الخمور البلدية واعطائهن انذارات نهائية ينتج عنه مصادرة ممتلكات صانعة الخمور.

لكن المعتمد امتدح الدور لكبير الذي لعبته هذه القوات بعد وصولها للمحلية في اكتوبر الماضي، واشار الى حكومة المحلية استفادت منهم في حسم النزاعات بين الراعي والمزارع التي تحدث سنوياً في موسم الحصاد، بجانب دورهم البارز في تنفيذ حملة جمع السلاح من ايدي المواطنين، ومشاركتهم في الاطواف الأمنية التي تجوب المحلية، وذكر الصافي ان سكان المحلية ركبوا بهذه القوات عند مجيئها، وقدموا لهم ذبائح حوالي “30” رأس من الماشية، بالإضافة الى اكثر من “200” وجبة- ما يعرف بالقدح- من قبل نساء المحلية، واضاف الشباب الاوائل كانوا ممتازين جداً وكانوا متعاونين مع مجتمع المحلية قبل ان تأتي الدفعة الاخيرة التي يجري اعدادها للالتحاق بالقوات السودانية التي تقاتل في اليمن ضمن قوات التحالف الذي تقوده السعودية.

وكانت تقارير صحفية قد افادت بأن أهالي منطقة عد الفرسان رفضوا تمركز قوات الدعم السريع في موقع بعثة “يوناميد” بالمنطقة الذي أخلته في الثاني عشر من اكتوبر الماضي ضمن 11 موقعاً أخلتها البعثة في دارفور، وقدا سارعت قوات الدعم السريع بالاستيلاء على الموقع مما تسبب في احتجاج المواطنين والقادة الأهليين الذين دفعوا بمذكرة يوم تسليم فريق من البعثة الموقع الى حكومة ولاية جنوب دارفور يطالبون فيها بتحويل الموقع الى كلية جامعية لكن نائب قائد الدعم السريع عصام فضيل أبرز خطاباً من رئاسة الجمهورية يعطيه حق الاستيلاء على مقر البعثة المنسحبة منه.