تقرير:دارفور24:  مستشفى الجنينة التعليمي بغرب دارفور الداخل مفقود و الخارج مفقود ايضا فراش المرضى يشبه فراش الموت، القطط تفترش وتأكل مع الأس ، وحجرات المستشفى مليئة بالقمامة والعزاء للمريض و حضانات الأطفال أزمة مزمنة لها جذور من سنوات طويلة وللأسف لم تهتم حكومة الولاية المتعاقبة بحلها مع أنها تلمس مستقبل كثير من الأسر، خاصة أن الكثير من الأطفال حديثى الولادة يحتاجون دخول الحضانات فور ولادتهم .

فكم من وزير صحة خرج علينا بالتأكيد على أن الوزارة تقوم بعمل برنامج لحل مشكلة الحضانات، ولكن الباحث عن حضانة لطفله الوليد لا يجدها، وإن وجدها يكتشف أن بعضها تعانى من الإهمال وعدم الدراية بكيفية التعامل مع الأطفال، وتفتقد للرقابة والمتابعة من قبل الجهات المسئولة .

(دارفور24) في جولة خاصة لمستشفي الجنينة لتسمع أراء المواطنين حول الاهمال الملحوظ في المستشفي فى البداية تذكرربة المنزل مستورة محمد الأمين ربة منزل وهى أم لأول مرة وضعت طفلها بصورة طبيعية فى مستشفي الجنينة وعند عودتهم للمنزل دخل الطفل في حالة غيبوبة وتم ارجاءه الي المستشفي وبعد إجراء فحص للطفل وجد لديه مشكلة ورم في الرأس وتغيير لونه الي اللون الابيض وطالبت الأسرة بضرورة نقله لحضانة، وهنا بدأت رحلة الشقاء للبحث عن حضانة والرد الذى تلقيناه هو : لا يوجد ، غير متوفر ، بعد عناء وجدنا حضانة وتم وضع المولودة التي عاشت لساعات بعدها أمر الطبيب بنقل دم لها يطابق فصيلتها فوجدنا دم مطابق لفصيلتها وعندما وضع الدم علي الثلاجة انقطع التيار الكهربائي لساعتين، حينها اتي الطبيب وهو يعلم بإنقطاع التيار وإفساد الدم الا انه وبلا رحمة قال لنا، انقطاع التيار لم يفسد الدم ونقل الطبيب لطفلتي الدم وحينها فارقت الحياة سريعآ بعدها اتت ممرضة اخري وقالت توفت الطفلة لان الدم فاسد ونحن نتعجب من هول المهزلة التى مررنا بها.

 

حاجة احمد عثمان  ربة منزل فهى أم مكلومة على  طفلتها التى وضعتها فى الشهر السابع من الحمل بعملية قيصرية. قالت () استدعت حالتة الطفلة وضعها فى حضانة على  الفور بعد ولادتها، وأضافت بالبحث السريع ووصولا لأقرب مستشفى تم وضع الطفلة بحضانة مشتركة مع طفل آخر فى محاولة لإنقاذها، إلا أن  هذا الوضع لم يكن الحل المناسب بل المتاح لدينا ولم يساعدنا فى إنقاذ الطفلة والتى توفيت بعد يومين فى الحضانة.

 

ويروي المواطن عمران احمد ارباب مشكلة طفله الذي لم يبلغ يومه الثاني حيث توفي بعد ساعات أمضاها وهو يصارع الموت إلى أن وافته المنية في اليوم التالي من ولادته في مستشفى الولادة والأطفال بغرب دارفور،  في بداية الأسبوع الماضي.

وقال () أنه قام بالتوجه إلى قسم الطوارئ بالمستشفى على إثر الآلام التي تعرضت لها زوجته وهي في الشهر السابع من الحمل وبعد إجراء الكشف عليها من قبل الطبيبة المناوبة في الطوارئ تم إبلاغ الزوج بضرورة إجراء عملية الولادة لزوجته و تمت ولادتها بشكل طبيعي عند الساعة السادسة صباحًا تمت الطمأنة على استقرار حالة المولود مع ضرورة أن يتم نقل المولود الحديث إلى جهاز الحضانة إلى حين اكتمال نمو الجهاز التنفسي لدى المولود حينها تم إبلاغ الأب بعدم توفر حضانة لطفله حيث ظل الطفل أكثر من 6 ساعات في انتظار توفير ادارة المستشفى حضانة له الي ان وافته المنية حيث حمل المواطن عمران مستشفى الولادة والأطفال بغرب دارفور مسؤولية وفاة طفله وذلك لتأخر قسم الطوارئ بالمستشفى في لمراقبته

ويروى العم حسين عبدالقوي  بأسى وحزن شديد المأساة التى عاشها، ويقول : الإهمال ونقص الضمير والطمع تسبب فى  قتل فلذة كبدى وقرة عينى الذى أنعم الله علي  بإنجابه بعد معاناة وانتظار دام سنوات طويلة حرمنا  فيها من الإنجاب، و فور مولده  بقصر العينى نصحنى الطبيب المشرف على عملية الولادة بضرورة إيداعه فى الحضانة  لفترة لاحتياجه بعض الرعاية بها، وهو الأمر الذى اعتقدته يسيرا وسنجد له مكانا بحضانات المستشفى التى ولد فيها ولكنى فوجئت بأن جميعها مشغولة وبدأت رحلة معاناة جديدة لم أتوقعها للبحث عن حضانة فى المستشفي لتضم مولودي الصغير وتداويه الا انه توفي في يدي بدون رقابة .

هناك الكثير من الحالات الإنسانية الموجعة التي بدا فيها الاهمال وكيف يمكن أن يؤدي بعد تحول أفراح عائلة مواطن إلى مأتم بعد وفاة ابنهم الوحيد لعدم وجود حضانات داخل مستشفى الولادة وان وجدت الحضانات لم تكن هناك رقابة .

بكل أسف هناك نوع من اللامبالاة وعدم الاهتمام يحدث داخل مستشفي الجنينة من قبل بعض العاملين في تلك المرافق وتصل الأمور إلى وفاة الاطفال فيجب أن نقف عند هذا الأمر ونطلب من الجهة المسئولة معاقبة المتسبب بأشد العقوبات وعدم الاكتفاء بالعقوبة التأديبية أو المالية التي قد لا تطفئ حرارة أهل المريض كما انه يجب التفريق بين الخطأ الطبي والمضاعفات العلاجية بعد إجراء العمليات الجراحية وبين الاهمال وعدم الرعاية .