العلاقة بين الراعي والمزراع لوقت قريب كانت حميمية وفيها تبادل منافع، حيث ينتظر الراعي بفارق الصبر خيرات المزارع التي يجود بها عليه، مثل الفول، البطيخ، القصب، وغيرها من خيارات الأرض.

وينتظر المزارع عودة الراعي من رحلة (الموطاة) ـ الذهاب جنوباً ـ ليعود مصحوب بالهدايا النفيسة من الجنوب مثل عصا الخيزران ولحم الصيد المجفف، الى جانب السمن واللبن. وقلما تجد راعي ليس له صديق مقيم يتبادل معه الزيارات، وبعض الصداقات تطور إلى زيجات بين الطرفين.

كل تلك الحياة الهانئة تبدلت وصار الصديقان أعداء يقتل بعضهم بعضاً وتغير الراعي من ذاك الذي يعمل بكل قوة على عدم دخول مواشيه الى المزرع، إلى شخص يسعى لاتلاف مزارع الآخرين، كما تحول المزارع الذي يعمل على فتح المسارات من تلقاء نفسه الى معتد عليها.

وشكلت حكومة ولاية شرق دارفور آلية تتكون من وزارتي الزراعة والثروة الحيوانية وقيادات أهلية لفتح مسارات البادية وتحديد صواني للنزل بعيدا عن المزارع.

وقال ورئيس آلية فتح المسارات بمحلية أبوجابرة، العمدة سعيد دقيس، لـ (دارفور24) إن مشكلة المراحيل في المحلية كبيرة ساهم في تعقيدها النزاع القبلي بين الرزيقات والمعاليا.

وأضاف “هنالك مسارين تعبر مناطق يقطنها مزارعين من المعاليا لذلك خوفا من الاحتكاك، قمنا بجولة لمتابعة المراحيل وفعلا وجدنا ضيقا في المراحيل وأغلب صواني النزل تمت تجهيزها للزراعة”.

وأوضح أن الآلية بمعاونة مزارعين وقيادات رعاة فتحت المراحيل جميعها وكذلك الصواني والزمت المزارعين بعدم تجاوز الحدود المتعارف عليها من وقت بعيد، وأن أي مزارع يخالف ذلك يعرض نفسه لقانون الطوارئي.

وأضاف “حذرنا الرعاة من الأعتداء على المزارع لا وقت البذرة ولا الحصاد  وأي راعي يتعمد ادخال مواشيه زرع يكون عرضة للسجن والغرامة”. متوقعاً أن تحد الإجراءات من الاحتكاكات بين المزارعين والرعاة خلال موسم هذا الخريف.

من جانبه امتدح الراعي حماد الدريب، العلاقة بين الراعي والمزارع في السنوات الماضية وروى كيف إنهم ينتظرون هطول الأمطار والتحرك شمالا حتى حدود ولاية شمال دارفور، حيث أصدقاء والده الذين يمتدون على طول مسافة المرحال، موزعين على القرى.

واضاف “في قرية نقضي أيام بغرض الأنس مع الأصدقاء وتبادل المنافع، لكل صديق نترك بقرة شايلة (حلوب) أو بقرتين حسب عدد أسرة الصديق ويدفع الصديق عدد من جوالات الدخن لنا، ما كنا نبيع الدخن من السوق نكتفئ بمنح الأصدقاء”.