احتدمت الخلافات داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان ـ شمال، برئاسة عبد العزيز الحلو، على خلفية مقتل ضابط رفيع بالجيش الشعبي وانشقاق قيادات أخرى وانضمامها للحكومة السودانية.

واتهمت قيادات بالجيش الشعبي في المنطقة الغربية لجبال النوبة، عبد العزيز الحلو بتصفية الضابط عبود كارب إسماعيل، أحد قيادات المنطقة الغربية قطاع “جُلد” بعد استدعائه للتبليغ في كاودا.

لكن الأمين العام للشعبية، عمار أمون، قال في بيان إن الضابط إنتحر في محبسه الذي ظل فيه على ذمة التحقيق، مردفاً “قرَّر أن يضع حداً لحياتهِ بإطلاق النار على نفسهِ بسلاحهِ الذى كان على مسافة قريبة منه”.

وقال أمون في البيان الذي أطلعت عليه (دارفور 24) إن الضباط العميد إسماعيل أحمد عبد الله، والرائد أحمد عباس بخيت، والنقيب عبد الرحمن دلدوم شالو، هربوا من المناطق المُحرَّرة إلى المناطق تحت سيطرة الحكومة.

واتهم جهات جهاز الأمن وجهات أخرى استغلت حادثة الهروب والانتحار لخلق ربكة وشكوك وعدم الثقة وسط أعضاء الحركة الشعبية.

وأوضح القيادة طلبت من الضباط الهاربين التبليغ للرئاسة لمعرفة أسباب تركهم مواقع عملهم والبقاء فى منازلهم لفترة طويلة، بعد ان طُلب منهم مراراً التبليغ لمواقع عملهم دون أن يستجيبوا.

وأضاف “هذه واحدة من إفرازات عهد اللَّا مؤسسية واللَّا قانون وقد ولىَّ الآن هذا العهد ولن يعود، وهذه ليست المرة الأولى التى يهرُب فيها المُتخاذلين عن قضايا الهامش والإنضمام إلى صفوف العدو، ومنهم من عاد مرة أخرى ومنهم من لم يعُد”.

وشدد آمون أن الحركة والجيش الشعبى الآن أكثر قوة من أى وقت مضى، وموحَّدة حول القيادة، ومُلتزمة بالمؤسسية والدستور والقوانين.

وكانت تقارير صحفية نقلت أن عدد من القيادات العسكرية العليا في المنطقة الغربية انشقت عن الشعبية ووصلت إلى مدينة الأبيض بشمال كردفان قبل أن تصل إلى العاصمة الخرطوم.

وأوضحت أن القيادات دخلت في خلافات مع عبد العزيز الحلو، ما دعا الأخير إلى اصدار أوامر استدعاء للتبليغ في “كاودا” بيد أنها رفضت تنفيذ الأوامر إلا قائداً وأحداً ذهب إلى “كاودا” ليتم تصفيته هناك.

من جهته وصف القيادي بالحركة الشعبية، مبارك قادم، وهو من أبناء المنطقة الغربية، بيان أمون بالمضلل ومواصلة لحملة أكاذيب الحلو الذي بدأها منذ ان شق الحركة الشعبية.

وقال في توضيح رداً على بيان أمون إن قوتين مدججتين بالسلاح أرسلهما الحلو للمنطقة الغربية وهجمت على الرائد أحمد عباس، في منزله بقرية “بركندي” ومنها كانت ذاهبة للهجوم على العميد اسماعيل.

وأضاف “لكن يقظة واستعداد الرائد أحمد عباس ومن معه تصدوا للهجوم وافشلوا مهمة القوة حيث تدخل نقيب دفعة الرائد أحمد عباس الذي كان ضمن القوة المهاجمة وأوقف الاجراء وسحب قواته”.

وأكد أن قوة ثالثة هجمت على النقيب عبدالرحمن دلدوم، محافظ هبيلا الأسبق في منزله بقرية “أطو” وفتحت النيران من مدخل القرية صوب منزل المحافظ وأصيب الرقيب آدم امباشا (اولو) المرافق الشخصي للمحافظ واخذته اسيرا معهم بينما تمكن المحافظ من النجاة.

وأوضح أن قوة أخرى هجمت على قرية “الفندا” واعتقلت النقيب استخبارات، محمود الناجي، أحد أفراد رئاسة الرفيق جقود مكوار وقيدته بالجنازير واقتادته للمنطقة الشرقية معصوباً العينين.