حذر  خبراء الصحة من من عواقب كارثية جراء حالة التدهور الصحي والبيئي التي تعيشها مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، ان لم يتم التدخل لمعالجة الأوضاع خاصة ان حاضرة الولاية تحتضن فعاليات الدورة المدرسية في نوفمبر المقبل.

ويشتكي المواطنون من تكدس الأوساخ داخل المنازل مما اضطروا إلى حرقها ليلاً بالشارع العام الأمر الذي يؤدي تلوث الهواء جراء السنة الدخان مناشدين باهمية إلزام الشركات المتعاقدة للقيام بواجبها.

وقال مدير ادارة صحة البيئة بوزارة الصحة، أحمد عمر صالح، لـ (دارفور 24) إن مستوى صحة البيئة بالولاية في تدني مستمر بسبب عدم رغبة الشركات المتعاقدة مع المحليتين لنظافة المدينة، في تجديد العقود بحجة ضعف رسوم النظافة، بعد رفض مجلس الولاية التشريعي تقرير زيادة الرسوم التي طلبتها الشركات تماشيا مع ارتفاع الأسعار.

وأضاف صالح أن بروز اكوام الأوساخ بشوارع المدينة ستخلق كارثة بيئية تهدد صحة انسان الولاية ما لا لم تتخذ حكومة الولاية الاجراءات اللازمة لتدارك هذه الأزمة.

وأشار صالح إلى أن أخطر ما في انتشار كوش الأوساخ بشوارع مدينة نيالا انها تجلب كميات كبيرة من الكلاب الضالة إلى وسط المدينة مما يشكل خطراً على حياة المواطنين حيث أنها تتغذى على المخلفات الملوثة.

ونوه إلى أن أمر صحة البيئة ستعكس صورة قاتمة لمظهر الولاية خاصة انها تحتضن فعاليات الدورة المدرسية في منصف شهر نوفمبر المقبل.

من جهته أفاد رئيس  لجنة اصحاح البيئة في إطار فعاليات الدورة المدرسية، صديق يوسف البشر، لـ (دارفور 24) أن اللجنة المكونة من جهات ذوي الاختصاص من وزارة الصحة والمحليات عكفت في اجتماعات مستمرة لتدارك مسالة الصحة البيئية.

وذكر أن اللجنة ستباشر عملها بكثافة في الخامس من نوفمبر القادم، مؤكداً معالجة قضايا صحة البيئة قبل انطلاقة فعاليات الدورة المدرسية.

ولفت يوسف إلى اللجنة وزعت مهامها بشكل جيد على جميع احياء نيالا، داعياً اللجان الشعبية والمواطنين إلى ضرورة التفاعل مع برامج الاصحاح البيئي.

وأوضح أنه سيتم الاستعانة بشركات النظافة العاملة في ولاية الخرطوم اذا دعت الضرورة الى ذلك، مبيناً أن لجنته ستقوم بمعالجة أمر مكب الأوساخ الرئيسي في الطريق الرابط بين مدينتي الفاشر ونيالا بشكل نهائي بايجاد مكان آمن للتخلص من الأوساخ.

وفي ذات الصعيد أكد د. عصام صالح عمر، اختصاصي الباطنية لـ (دارفور 24) أن التدهور صحة البيية بالولاية مسوؤلة من زيادة معدلات الوفيات المبكرة خاصة في شريحة الأطفال، موضحاً أهمية تسليط الضوء على صحة البيئة في المجتمع لتحقيق التنمية المستدامة.

وأضاف عصام أن التاثيرات البيئية تشكل خطرا كبيرا على حياة الانسان نتيجة لتلوث الهواء وتغيير المناخ الى جانب تلوث مياه الشرب بسبب وضع الأوساخ المباشر على مصدر المياه الوحيد وادي”برلي” بمدينة نيالا.

وأشار إلى أن التحضر الغير مخطط والهجرة العشوائية للمدينة بالاضافة الى انماط الحياة الغير صحية ستشكل كارثة بيئية.

وابان عصام ان الأمراض المرتبطة بالمياه والبيئة تمثل 85% وتابع قائلا “ان امراض الاسهالات المائية والنزلات المعوية واليرقان ستظل موجودة اذا لم تحسن مياه الشرب من حيث الكمية والجودة”، لافتا الى أهمية كلورة المياة بصورة مستمرة.

وسبق ان كشفت وزارة الصحة الاتحادية في وقت سابق عن انهيار مريع في منظومات اصحاح البيئة ومعالجة مياه الشرب في ولايات البلاد مما سبب في تفشي وباء الاسهالات المائية في العام المنصرم.