تعتبر ولاية جنوب دارفور من كبرى ولايات السودان التي تتمتع بالثروة الحيوانية الهائلة اذ تشكل أكثر من 45% من ايرادات الولاية إلا أن الولاية تفتقر إلى أبسط الشركات الصناعية المتخصصة في مجال الانتاج الحيواني “المسالخ والاجبان والجلود وصناعة الاعلاف” للاستفادة من الثروة الهائلة لدفع عجلة الاقتصاد الولائي والقومي.

وتوقفت عدة مصانع وشركات ظلت تعمل بالولاية منذ فترة مثل مسلخ نيالا لتصديراللحوم ومصنع الاجبان ومدبغة نيالا للجلود لاسباب عديدة منها الظروف الامنية التي عاشتها الولاية في الفترات السابقة بالاضافة الى انعدام التيار الكهربائي.

وعقدت اللجنة المشتركة بين وزارتي الثروة الحيوانية الولائية والاتحادية لبرنامج صناعة الجلود الاسبوع الماضي اجتماعات موسعة بمدينة نيالا عاصمة الولاية لتوطين صادر الجلود وإعادة تشغيل المسالخ بشكل حديث بالولاية لتوطين الكميات الهائلة التي تصدر لخارج البلاد دون الاستفادة منها.

وقالت المديرة العام لوزارة الثروة الحيوانية بالولاية، كلثوم يعقوب، في تصريحات صحفية إن اللجنة المركزية لصناعة الجلود بالسودان، عقدت اجتماعات موسعة مع مسؤولي الوزارة بشان كيفية الاستفادة من جلود الثروة الحيوانية بالولاية لدفع عجلة الاقتصاد لايجاد الحلول الازمة  الاقتصادية الخانقة.

وأضافت كلثوم أن الاجتماع خرج بتوصيات مهمة بينها ضرورة توطين صادر الجلود بانشاء شركات متخصصة تعمل في صناعة الجلود بالولاية، فضلا عن تأهيل المسالخ وتحديثها بما يناسب الكميات الكبيرة للثروة الحيوانية  بالولاية علاوة على انشاء شركات الاجبان والاعلاف وتحسين السلالات الحيوانية الي جانب تسهيل وسائل النقل المختلفة.

وأوضحت كلثوم أن الألآف من أطنان الجلود تتم تصديرها إلى خارج البلاد عبر الحدود الغربية حيث أصبحت من الضرورة توطينها بالولاية بانشاء مصانع الجلود للاكتفاء الذاتي ومن ثم تصديرها للخارج كمنتوجات سودانية بدلاً عن تصدير الخام  مما يعني اهدار كبير لثروة البلاد الحيوانية.

من جهته قال رئيس وفد لجنة الجلود الاتحادية، صلاح الدين محمد أحمد، إن الهدف من الزيارة هو الوقوف على قطاع الجلود والسعي لايجاد الاسواق للماشية وإنشاء المسالخ والعمل على تشجيع المستثمرين في مجال صناعة الجلود بانواعها المختلفة بدلاً عن استيرادها من خارج البلاد، مشيرا الى أن الزيارة بمثابة دراسة مسحية لاعداد تقارير اقتصادية لجلب رؤوس أموال استثمارية في مجال الحيوان.

من جانبهم قال عدد من تجار الأحذية في السوق الجنوبي بنيالا في استطلاع لـ “دارفور24” إنه رغم الثروة الحيوانية الهائلة بالولاية إلا انهم يستوردون كميات كبيرة من الأحذية الجلدية من الخارج مما يتطلب ضرورة توطين مصانع الجلود بالداخل وتصدير منتوجاتها، مشيرين الى أن المواطن بالولاية لم يستفيد من الكم الهائل من الجلود إلا في صناعة الأحذية اليدوية  “المراكيب” البلدية.

من جهته أضاف الخبير الاقتصادي بالولاية، محمد حسن فضل، لـ “دارفور24” أن ولاية جنوب دارفور تستحق أكثر من ثلاث مصانع للاستفادة من منتوجات الثروة الحيوانية بالبلاد خاصة صناعة الجلود والاجبان وانشاء المسالخ لتصدير اللحوم الحمراء.

وأشار فضل إلى أن  أكبر خطأ ظلت ترتكبه الحكومة هو تصدير الألآف من الماشية السودانية الحية من الابقار والابل إلى مصر مما أضرّ باقتصاد البلاد، داعيا إلى أهمية اصدار قرارات اقتصادية يمنع تصدير خام الثروة الحيوانية والعمل على توطين الصناعات بالداخل.

وأوضح فضل أن تشغيل الشركات بالولاية يحتاج إلى توفير كافة مقومات الانتاج الصناعي من استقرار الكهرباء والأمن  والبنى التحتية والطرق، مبيناً أن الأمر في حاجة الى استجلاب رؤوس أموال كبيرة وخبرات أجنبية، لافتاً إلى أن الثروات الموجودة بالولاية كافية لتغطية حاجة البلاد.