ثلاثة متاحف بولايات غرب السودان شملها مشروع التأهيل الذي شرعت في تنفيذه وزارة الثقافة والسياحة والآثار الاتحادية، في خطوة تأتي حفاظاً على الارث الثقافي وتنفيذاً لمخرجات الحوار الوطني التي اوصت بأهمية الحفاظ والاهتمام بالقضايا الثقافية والموروثات الحضارية، طبقاً لوزير الثقافة والإعلام والسياحة والبيئة الاتحادي، عمر سليمان.

وذكر الوزير في فاتحة أعمال ورشة خاصة بتدشين مشروع تأهيل متاحف غرب السودان المجتمعية بنيالا ـ الأربعاء ـ أن المتاحف التي سيتم تأهيلها هي “متحف شيكان، الخليفة، ومتحف دارفور بنيالا”.

مليون جنيه استرليني تكلفة المشروع

وأوضح أن هذا المشروع يجري تنفيذه بتمويل من المجلس الثقافي البريطاني بكلفة كلية فاقت المليون جنيه استرليني، وأضاف “نصيب متحف دارفور بنيالا بلغ 200 ألف جنيه استرليني”.

وشهد مطلع هذا العام إعادة تأهيل متحف السلطان علي دينار بالفاشر عاصمة شمال دارفور بتمويل من الحكومة التركية، ضمن احتفالات وزارة الثقافة والسياحة والآثار بمئوية السلطان علي دينار.

وأشار وزير الثقافة والسياحة والآثار الى أن وزارته أولت اهتماماً كبيراً لتأهيل المتاحف والحفاظ عليها، مضيفاً “رغم ان حكومة الولاية بذلت جهداً باجراء بعض التعديلات في متحف دارفور إلا ان هذا التأهيل سيغير شكل المتحف”.

وأعرب سليمان عن شكره للمجلس الثقافي البريطاني على الدعم الذي قدمه لتأهيل وتطوير المتاحف بغرب السودان، مشيراً إلى أن الورشة التي نظمتها الوزارة حول متحف دارفور للتفاكر الكيفية التي تتم عبرها عملية التأهيل.

دعوة للحافظ على التراث

وحث المجتمعات المحلية للمحافظة على الآثار والتراث وكيفية عرضه في المتاحف لتعريف المجتمع بالمكنونات التراثية لانسان دارفور، منوهاً الى أن الورشة شارك فيها اكاديميون والقيادات التنفيذية والتشريعية، ومنظمات المجتمع المدني بالاضافة الى الطلاب.

وذكر أن هناك عدة أوراق تتناول أهمية التراث والمحافظة عليه يتم تقديمها عبر خبراء في مجال التراث بالسودان، كاشفاً عن خطة وضعتها وزارته للمحافظة على التراث بولايات دارفور يتم تنفيذها بالتنسيق والتعاون مع الادارات الأهلية بدارفور.

ثمرة الاستقرار الأمني

من جهته قال والي جنوب دافور، المهندس آدم الفكي، إن اهتمام الحكومة بالآثار وتأهيل المتاحف جاء ثمرة للاستقرار الأمني الذي تعيشه دارفور، قائلاً “بعد تحقيق الأمن أصبحنا نعتني بالآثار والتراث والمتاحف”.

وتابع “جنوب دارفور لديها حدود مشتركة وتداخل قبلي مع ثلاث دول افريقية، وبالتأكيد لديها تداخل ثقافي وآثار ممتدة يجب ان يهتم بها متحف دارفور”.

وأضاف “لذلك لا بد من ربط هذه الآثار بهذا التداخل، وتتبع سلسلة الحضارات لأجل جمع آثار تضم كيفية وصول الشعوب الى دارفور ومعرفة الحضارة التي كانوا عليها”، وقطع بأن هذه الآثار اذا تم جمعها ستساعد في جمع ثروة تراثية هائلة ذات إرتباط بدارفور.

إدارة التنوع الثقافي

في الأثناء دعا وزير التربية والتعليم بجنوب دارفور، حسن خميس، الى ضرورة ايجاد صيغة مثلى لادارة التنوع الثقافي والحضاري للشعب السوداني، وقال ان ذلك سيكون المخرج الرئيسي للبلاد مما هي فيه من عدم استقرار.

وقال مدير عام وزارة الثقافة والإعلام بالولاية صديق محمد حامد إن متحف دارفور بنيالا يعتبر من أميز المتاحف بأفريقيا وذلك لاحتوائه على الارث والثقافات والحضارات السودانية المختلفة. مشيرا إلى أن الورشة ستسهم في تطوير الأعمال الثقافية لأهل دارفور والسودان عامة.

ويضم متحف دارفور أجنحة للثقافات المحلية وصناعاتها المختلفة، ومشغلاً لعرض أنواع من الأنشطة الاقتصادية، وله تسعة أجنحة لصالات بطول 28 متراً وعرض تسعة أمتار.

ويتسع المتحف ليقدم عرضاً لتاريخ السودان بأكمله، ويضم عدداً هائلاً من الأواني الفخارية المختلفة في أحجامها وأشكالها من حيث الحجم والشكل والزخارف، بالإضافة إلى المقتنيات الحجرية والجلدية والبرونزية والحديدية والخشبية، وغيرها في شكل منحوتات وآنية، وأدوات زينة وصور حائطية وأسلحة وغيرها.

كما يضم كذلك مجسمات للمرأة على هيئة تماثيل بأحجام مختلفة وكثيفة العدد، من حقب مختلفة من تاريخ السودان، كما يحتوي على مقتنيات أثرية من مختلف أنحاء السودان، يمتد تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ وحتى فترة الممالك الإسلامية.