تعيش تيسير صالح عبدالحميد، ذات العشرين ربيعاً مع ابنتيها الصغيرتين، مشردات مع ما يزيد عن 4 ألآف مشرد في أسواق وأزقة مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، لأكثر من تسع سنوات بعد ان أجبرت وهي طفلة على النزوح إلى المدينة خلال هجوم تعرضت له قريتها بمحلية السلام في عام 2008، فبينما لجأ أهالي القرية إلى معسكر “عطاش” قرب نيالا، اختارت هي أزقة وشوارع المدينة.

تقول تيسير لـ “دارفور24” إنها تعيش مشردة منذ ان كانت طفلة في أسواق مدينة نيالا مع أخريات وسط أعداد من المشردين جاءات بهم ظروف مشابهة لظروفها.

وأوضحت تيسير أنها تزوجت من أحد المشردين وانجبت منه طفلتين “سماح ووجدان” غير أن أبيهما توفى في بداية العام الجاري بعد تناوله مادة كحول “السبيرتو” السامة، وتعتمد في معيشتها على فضلات مطاعم السوق وأحيانا تتلقى مساعدات من الخيرين في وجبات خفيفة.

وقالت تيسير إن هنالك منظمة وطنية ـ لا تعرف اسمها ـ أجرت معها دراسة حالة بهدف توفير معينات الحياة لرعاية أطفالها الصغار ولكن لم تتسلم أية مساعدات حتى الآن، مشيرة إلى أنها في حاجة ماسة للأغطية لمواجهة موجة البرد الشديدة هذه الأيام.

وذكرت أن هنالك أعداد كبيرة من المشردات يعشن في شوارع المدينة وسط ظروف انسانية غاية التعقيد خاصة بعد غياب الرعاية للمشردين في أعقاب مغادرة المنظمات التي كانت توفر لهن العديد من خدمات الرعاية الاجتماعية والصحية بالتنسيق مع ادارة الرعاية الاجتماعية بالولاية.

4 ألآف مشرد بنيالا

من جهته أكد مسؤول ادارة المشردين بوزارة الشؤون الاجتماعية بالولاية، عمر صالح إيدام، لـ “دارفور 24” أن أكثر من 4 ألف مشرد يعيشون في عاصمة الولاية “نيالا “، بخلاف أعداد كبيرة منتشرة في رئاسات محليات الولاية المختلفة، مشيراً الى أن هناك زيادات متواترة للمشردين سنوياً بسبب الظروف المعيشية.

حالات انجاب مستمرة

وأضاف ايدام أن هنالك حالات زواج وسط المشردين مما زاد معاناتهم بصورة أفظع، موضحاً أن أكثر من 3- 5 حالات ولادة جديدة سنوياً في أوساط المشردين رغم عدم بلوغهم سن الرشد مما أدى إلى تعقيد أوضاعهم.

وذكر أن ادارة الرعاية قسمت مجتمع التشرد إلى تشرد جزئي وتشرد كل، لافتاً إلى أن هنالك جهود كبيرة بذلتها الادارة تمكنت خلالها من إعادة العديد من المشردين إلى أسرهم في برنامج لم الشمل الأسري.

مراكز تأهيل

وأوضح ايدام أن ادارة الرعاية بالتنسيق مع منظمة اليونسيف أنشأت عدة مراكز لايواء المشردين وكفالتهم في عدة أحياء بالمدينة بهدف تأهيلهم وتدريبهم مهنياً ولكن اهتمام حكومة الولاية تجاه هذا الشريحة ضعيفة، مؤكداً أن العديد من المشردين اكتسبوا المهارات الحرفية وهم الآن منتجين.

حالات وفاة

وأشار ايدام إلى أن أكثر من 19 من المشردين لقوا حتفهم خلال العامين 2017 ـ 2018 نتيجة لتناول المواد المخدرة وان ستة منهم توفوا في لحظة واحدة بعد تناولهم مادة السبيرتو بمدينة نيالا.