ارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في السودان إلى 8 أشخاص في أعقاب تصدي القوات الحكومية بالعنف المفرط لموجة احتجاجات شعبية وسعة ضد الغلاء انطلقت في عدد من المدن السودانية،اليوم الخميس.

وتمددت الاحتجاجات التي بدأت الأربعاء في عطبرة والدامر وبورتسودان، وانضمت الخميس مدن نيالا وسنار والقضارف وبربر ودنقلا وشندي والمتمة والعبيدية إلى الاحتجاجات.

واستخدمت القوات الأمنية الرصاص الحي والهروات والغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، وسط وقوع إصابات وصفها شهود عيان بالخفيفة.

وقال معتمد القضارف لمحطة سودانية 24 التلفزيونية الخاصة إن ستة أشخاص قتلوا في القضارف، كما قال متحدث باسم ولاية نهر النيل لنفس المحطة التلفزيونية إن شخصين قتلا في الولاية.

وكان النائب البرلماني عن دائرة القضارف، مبارك النور، قال لـ “دارفور 24” إن اثنين من طلاب التعليم العام سقطا قتلى خلال الاحتجاجات التي انطلقت بالمدينة، وهما مؤيد أحمد محمد، وطارق محمد سليمان.

فيما نقلت فضائية الجزيرة عن والي نهر النيل، السماني الوسيلة، تأكيده بمقتل إثنين من المحتجين في كل من منطقة بربر والعبيدية.

سنار

وقال شاهد عيان من سنار، يدعى حاتم إدريس لـ “دارفور 24” إن احتجاجات عارمة خرجت اليوم الخميس من “السوق والمنطقة الصناعية وحي المزاد” وجابت الشوارع بينما تصدت لها الشرطة تحولت بعدها إلى كر وفر مع القوات الشرطية.

وأوضح أن الشرطة منعت طلاب جامعة القضارف منذ الصباح الباكر من الدخول للجامعة كما حاصرتهم داخل المجمعات السكنية منعاً لخروجهم إلى الشارع.

وأضاف “طلاب في داخلية أسامة بن زيد للبنين، بعضهم اشتبك مع قوات الشرطة عند الباب وآخرين قفزوا فوق الأسوار من الجهة الأخرى وخرجوا إلى الشارع وقادوا التظاهرة التي انضم إليها عدد من المواطنين”.

وأكد اعتقال عدد من الطلاب والناشطين بينهم إبراهيم البكري، من مؤتمر الطلاب المستقلين، وقصي الخواض، من رابطة الطلاب الاتحاديين، والطالب السر عثمان، وسليمان  التوم، من مؤسسة ناس الثقافية.

وذكر أن الاحتجاجات لا زالت مستمرة حتىى ما بعد منتصف النهار داخل أحياء “الدباغة والقلعة والمنطقة” حتى منتصف النهار، وسط إصابات خفيفة بين المحتجين.

القضارف

وفي القضارف خرج طلاب مدراس القديمة الثانوية عند الصباح الباكر وانضم إليهم المواطنين وسرعان ما تمددت لأغلب الأحياء السكنية للمدينة كما أغلق السوق محاله التجارية.

وقال شاهد عيان لـ “دارفور 24” إن المحتجين أحرقوا عدد من السيارات الحكومية بينهم سيارة للشرطة، كما حطموا البنك الفرنسي وبنك الخرطوم وعدد من الصرافات الآلية، كما حرقوا نقطة تحصيل تابعة للمحلية.

وأوضح أن مواجهات وقعت بين المحتجين وقوات الشرطة حينما كانوا في طريقهم إلى مركز الشرطة الأوسط، كما حالت بينهم ومبنى أمانة الحكومة.

وذكر شاهد العيان أن سيارات تابعة للجيش نزلت إلى الشوارع لكنها لم تسأل المتظاهرين، بينما توجد سيارات كثيفة تتبع لجهاز الأمن والشرطة امام المقار الحكومة، كما سمع دوي إطلاق نار قرب المحتجين.

عطبرة

وفي عطبرة بولاية نهر النيل قال شهود عيان “لرويترز” إن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع بعد تجمع مئات المحتجين في شوارع مدينة عطبرة يوم الخميس مرددين هتافات معادية للحكومة.

ولم تمنع المحتجين في المدينة إعلان حالة الطوارئ أمس الأربعاء من الخروج إلى التظاهر مواصلة لاحتجاجاتهم على زيادات الأسعار وأضرموا النار في المقر المحلي للحزب الحاكم.

نيالا

وفي مدينة نيالا حاضرة جنوب دارفور تواصلت الاحتجاجات التي يقودها طلاب المدارس الثانوية احتجاجاً على ارتفاع أسعار الخبز وتعرفة المركبات العامة ببعض خطوط المواصلات.

وأفاد شاهد عيان من حي كرري فضل حجب اسمه “دارفور 24” أن طلاب عدد من المدارس خرجوا في مظاهرة وأغلقوا طريق الأسفلت وأحرقوا عدداً من إطارات السيارات بالقرب من محطة “السنتر” قبل ان تتدخل القوات الحكومية.

وأوضح أن 3 سيارات هيلوكس دفع رباعي تحمل مسلحين يرتدون زياً مدنياً فرقوا المظاهرة بالعصي، كما استمرت الاحتجاجات من مدارس نيالا الثانوية والجبل.

وقال أحد أصحاب المحال التجارية المجاورة لمدرسة نيالا الثانوية إن الأجهزة الأمنية فرقت جموعاً من الطلاب الذين خرجوا ساعة الفطور الى الشارع وهم ينددون بغلاء الأسعار.

ورصد مراسل “دارفور24” إنتشار كثيف لسيارات الشرطة والأمن في المنطقة المحيطة بمدارس نيالا الثانوية والجبل.

التراجع عن الزيادات

وفي الأثناء ألغى والي جنوب دارفور، آدم الفكي، الزيادة التي أعلنها اتحاد المخابز بمدينة نيالا في اليومين الماضيين على أسعار الخبز.

وقال خلال مخاطبته فعالية بنيالا ـ الخميس ـ “البلد مؤمنة الجازولين والبنزين ما فيه مشكلة والدقيق ما فيه مشكلة والرغيف يرجع بجنيهين من اليوم وما دايرين زول بعد كدا يطلع مظاهرة”.

وهدد الفكي الوالي بقطع يد كل من يحاول يلعب بأمن واستقرار الولاية، مضيفاً “الولاية آمنة ومستقرة واي زول يحاول يعلب بالأمن الشرطة ستقطع يده”.

تهديدات بالقطع

كما هدد الوالي باستخدام قانون الطوارئ الساري بالولاية في مواجهة كل من يحاول الخروج في مظاهرات، وذكر أن الشرطة والأجهزة الأمنية جاهزة ولن تتهاون في قضية الأمن، مردفاً “ما بنخلي مجموعة تتظاهر وتعمل فوضى وتخرب.

وطالب الوالي المواطنين بتسليمهم الذين يحاولون التظاهر، مردفاً “نطلب من المواطنين في جماعات صغيرة صغيرة يسلموها لنا ويقفوا فراجة”.

من جهته قال رئيس اتحاد المخابز بمدينة نيالا، محمد عبد الجبار، إن حكومة الولاية اتخذت اجراءات في صالح أصحاب الأفران وبموجبها أعلنت إعادة تسعيرة الرغيف إلى جنيهين، والوزن الي “85” جرام.

وأكد أن هذه الاجراءات أوقفت بيع الدقيق التجاري، واعادة سعر جوال الدقيق المدعوم زنة “50” كيلو جرام الى “750” بدلاً عن “900” جنيه، فضلاً عن أنها قامت بتوزيع كميات كبيرة من الدقيق على الأفران بواقع كمية كافية لكل فرن.

الخرطوم

وفي العاصمة الخرطوم خرج طلاب جامعة السودان المجمع الجنوبي في تظاهرات انتقلت الى الشوارع القريبة للمجمع حاصرتها الشرطة قبل ان تتمدد. كما خرج طلاب جامعة النيلين في تظاهرات اتجهت الى السوق العربي تعاملت معها الشرطة بعنف مفرط.

الدعم السريع تنفي التدخل

إلى ذلك أعلنت قوات الدعم السريع أن لا علاقة لها بعمليات الأمن الداخلي وخاصة فض أعمال الشغب، قائلة إن هذه الواجبات من مهام قوات الشرطة.

وأصدرت الدعم السريع الخميس بياناً رداً على ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي باحتمالية تدخل الدعم السريع لفض الاحتجاجات، وقال البيان إن بعض المرجفين سعوا لأن يجلعوا من الدعم السريع عدواً للشعب.

وأضاف البيان “من هذا المنطلق نؤكد أنه لا صحة لما يُروّج من شائعات مفرطة بحدوث تفلتات وسط هذه القوات”.