“الطلقة ما بتقتل، بقتل سكات الزول” هتاف يشق عنان السماء مع تصاعد أصوات إطلاق الرصاص والغاز المسيل للدموع، في شوارع المنطقة القريبة من القصر الرئاسي بالعاصمة السودانية الخرطوم، وسط تحيلق طائرات مروحية فوق المنطقة.

لأكثر من ساعتين ظلت “دارفور 24” ترصد هذا الحراك الشبابي الذي تجمع نتيجة دعوة من “تجمع المهنيين السودانيين” بغرض تسليم مذكرة للرئيس السوداني، عمر البشير، تطالبه بالتنحي عن السلطة.

وحينما حضر الداعيين والمدوعوين إلى نقطة الالتقاء وهي “ميدان ابو جنزير” القريب من القصر الرئاسي، وجدوها قد امتلاءات بالقوات الأمنية والشرطية، ولم تترك لهم أي مساحة للتجمع.

حينها عمدّ المحتجون إلى التجمع في نقاط على الشوارع القريبة في منطقة الخرطوم شرق، والسوق العربي، وهما لا تبعدان سوى أمتار من القصر الرئاسي، حتى إذا جاء زمن الانطلاقة المحدد بالواحدة ظهراً خرج المحتجون من عدة نقاط وهم يرددون هتافات من شاكلة “حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب” و “سلمية سلمية ضد الحرامية”، كما رصدتها “دارفور 24”.

وواجهت القوات الأمنية والشرطية الاحتجاجات بعنف مفرط من خلال إطلاق القنابل المسيلة للدموع بكثافة على المحتجين وإطلاق الرصاص الحي في الهواء. كما رصدت “دارفور 24” عدد من السيارات التابعة لجهاز الأمن وهي ملئية بالشباب والشابات جرى اعتقالاهم خلال الاحتجاجات.

وإزاء القمع المفرط من الشرطة انتقل المحتجون إلى الشوارع الجانبية لشارع القصر قبل أن يتجمعوا عند تقاطع شارع “البلدية والمك نمر” لكن رجال الشرطة وقفوا امام المحتجين عند شارع البلدية المؤدي إلى شارع القصر، دون أن تستخدم العنف في مواجهتهم.

بعد ذلك انتقل المحتجون إلى شارع السيد عبد الرحمن وهنالك تجمعوا بشكل أكبر لكن سيارات الأمن والشرطة واجهتهم بعنف أكبر حيث أطلقت القنابل المسيلة للدموع والرصاص بشكل كثيف.

وشاهد مراسل “دارفور 24” طفل عمره حوالي 14 عاماً تسيل الدماء على عنقه وجرى إسعافة إلى مستشفى المودة الطبي القريب من موقع الأحداث بعد إصابته بطلق ناري.

ولكن رغم ذلك ظلت حركة الاحتجاج في ازدياد ومع دوي الرصاص تنطلق هتافات المحتجين تردد “الطلقة ما بتقتل بقتل سكات الزول.

ومع تنامي حركة الاحتجاج بدأت تحلق طائرات مروحية فوق المنطقة على ما يبدو لرصد حركة المحتجين بعد ان عجزت القوات على الأرض عن محاصرتها.

وفي منطقتي “جاكسون والاستاد” غرب السوق العربي شهدت هي الأخرى شهدت احتجاجات كبيرة منددة بالغلاء وتردد هتافات تطالب باسقاط النظام.

وقال شاهد عيان إن ما يزيد عن ألف شخص بدأوا من موقف “جاكسون” للمواصلات ووصلوا إلى امام مول الواحة التجاري القريب من القصر الرئاسي.