شكك حزب سياسي ولجنة طبية في رواية جهاز الأمن والمخابرات السوداني حول وفاة المعلم أحمد الخير عوض الكريم، بزنازين جهاز الأمن بمنطقة خشم القربة بولاية كسلا، وكشفا عن أوضاع صحية متدهورة لعدد من المعتقلين طليقي السراح.

وقال الأمن في بيان مساء الإثنين إن المعلم توفى بعد تعرضه لتسمم نتيجة تناوله وجبة غداء مع عدد من المعتقلين وأعضاء الجهاز الذين تعافوا من التسمم بعد تناولهم الكبسولات المهدئة بينما تم اسعاف المعلم الى مستشفى كسلا حيث أسلم الروح هناك.

وكانت أسرة المعلم الضحية أكدت تعرض ابنها لتعذيب بدأت علاماته ظاهرة على جسده بعد تسلم جثمانه من المشرحة، كما أكد شهود عيان كانوا معتقلين برفقة الضحية تعرض المعلم إلى تعذيب بشع قبل وفاته.

وقال حزب الأمة برئاسة مبارك الفاضل، في بيان الثلاثاء، إن إدعاء جهاز الأمن والمخابرات بأن وفة المعلم نتيجة تسمم غذائي تنفيه الحالة الصحية المتدهورة لأحد أعضاء حزب الأمة الذي كان معتقلاً برفقة المعلم المتوفي.

وأوضح أن عضو الحزب عبد الله سعدوك الذي تم إعتقاله ضمن مجموعة مع الشهيد أحمد، يعاني حالياً من ضمور في الكُلى وضعف في وظائفها مع حبس بول ومبادئ فشل كلوي إضافة الي عديد من الكدمات نتيجة للتعذيب في المعتقل.

وأضاف “هو الآن في وضع صحي حرج بمستشفي رويال كير، التي نقل إليها من قبل أهله بعد إطلاق سراحة، كما أن تقرير الطب الشرعي الصادر عن مشرحة القضارف أشار إلى أن وفاة الشهيد أحمد قد نتجت لعنف جنائي”.

وأشار إلى أن العنف المفرط والأذى الجسدي والنفسي هو المنهج السائد للتعامل في معتقلات النظام لم يسلم منه النساء ولا الرجال وحتي صغار السن، حسب البيان.

ودعا البيان إختصاصي الطب العدلي في السودان للإطلاع بدورهم وتقديم الحقائق، مطالباً بإطلاق سراح كافة المعتقلين فوراً والكف عن إستخدام القوة في مواجهة المتظاهرين. كما طالب المجتمع الدولي بإنفاذ القرار المتعلق بفتح مكتب لمراقبة حقوق الإنسان في السودان.

من جهتها كشفت لجنة أطباء السودان المركزية في تقرير عن ضحايا التعذيب داخل معتقلات جهاز أمن ولاية كسلا، عن وجود عدد من المرضى منومين بمستشفيات ولايتي كسلا والقضارف منذ ثلاثة أيام وهم ضحايا لتعذيب الأجهزة الأمنية في معتقلات ولاية كسلا.

وأكدت أن من بين الضحايا عبد الله سعدوك، الذي أحضر إلى مستشفى كسلا برفقة جثة المعلم أحمد الخير، قبل أن يتم تحويله إلى مستشفى بالخرطوم لِيُكْتَشَفَ بأن لديه تدهور في وظائف الكلى وتقرر عمل غسيل كلوي دموي له.

‏بجانب الطيب كبسون، الذي أحضر إلى مستشفى كسلا برفقة المذكورين أعلاه، وهو يعاني من تدهور في وظائف الكلى قائلة إن هناك محاولات لتحويله إلى الخرطوم.

كما أكد تقرير اللجنة وجود مريض آخر يعاني من فشل كلوي حاد نتيجة للتعذيب، وأن فحصه المختبري بَيَّن أن الكِرْياتِنين أكثر من ٧ وجاري تحويله الآن إلى الخرطوم.

وأضاف التقرير “مريض آخر ينطبق عليه ما انطبق على المريض رقم (٣) بجانب عدد مقدر من المرضى جميعهم تعرضوا لتعذيب ولكن لم تصل مضاعفاتهم لدرجة المرضى السابقين، ولكنهم ما زالوا يعانون”.