وقع اليوم الثلاثاء الخرطوم 14 فصيل مسلح بدولة افريقيا الوسطة اتفاقاً مبدئياً حكومة جمهورية أفريقيا الوسطى في خوايم المفاوضات التي استضافتها العاصمة السودانية الخرطوم.

وجرت مراسم التوقيع بقاعة الصداقة بالخرطوم، بحضور الرئيس السوداني، عمر البشير، ورئيس أفريقيا الوسطى، فوستين أرشانج تواديرا، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فكي، وممثل مساعد الأمين العام للامم المتحدة.

كما شهد التوقيع وزير خارجية تشاد، شريف محمد زين، ورئيس مفوضية السلم والأمن الأفريقي، اسماعيل شرفي، وعدد من ممثلي رؤساء الدول والحكومات وعدد من وزراء خارجية دول الجوار ورؤساء البعثات الدبلوماسية بالخرطوم.

وأكد رئيس إفريقيا الوسطى، فاوستين ارشانج تيوديرا، استعداد حكومته لتنفيذ اتفاق السلام والمصالحة، مبيناً أن الاتفاق سيسهم في تحقيق السلام ووضع حد للمعاناة التي ظل يعيشها شعب إفريقيا الوسطى.

وأعرب خلال كلمته عن امتنان شعب إفريقيا الوسطى لجهود الرئيس عمر البشير ورعايته للاتفاق، مشيراً إلى الروابط التاريخية والاجتماعية التي تربط بين شعبي البلدين، مشيداً بالدعم الكبير الذي يجده هذا الاتفاق من الشركاء الإقليميين والدوليين.

 وقال تيوديرا إنه لولا جهود الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة ودول الجوار والاتحاد الأوروبي لما تم التوصل إلى الاتفاق، داعياً المجموعات المسلحة للعودة إلى بانغي والبدء في تنفيذ الاتفاق على أرض الواقع، مردفاً “هذا الاتفاق يفتح المجال واسعاً لمستقبل مشرق لشعب إفريقيا الوسطى”.

وأشار رئيس إفريقيا الوسطى إلى أنه منذ تقلده منصبه في مارس 2016 وضع السلام والمصالحة هدفاً أساسياً له وذلك إيمانا منه بأن السلام هو الخيار الوحيد لأبناء إفريقيا الوسطى.

ودعا إلى التخلي عن خطاب الكراهية والإقصاء، وأضاف “حان الوقت لفتح صفحة جديدة من أجل العيش الكريم لشعب إفريقيا الوسطى”.

وتقدم رئيس إفريقيا الوسطى بالشكر لرؤساء السودان وتشاد والكميرون والجابون ورواندا والكنغو وغينيا الاستوائية لدعمهم المستمر لبلاده للمضي في مسار التسوية والمصالحة وإرساء السلام في إفريقيا الوسطى.

دعم فرنسي روسي للاتفاق

من جهته أكد وزير الخارجية السوداني، الدرديري محمد أحمد، أن فرنسا دعمت مساعي السودان لإنجاح التفاوض بين فرقاء أفريقيا الوسطى بالخرطوم التي توجت بالتوصل لاتفاق سلام، بجانب الدعم الكبير من روسيا التي أوفدت نائب وزير خارجيتها للخرطوم لدعم مبادرة التفاوض.

وقال الديرديري خلال كلمته إن عدداً من زعماء الدول الأفارقة دعموا مبادرة السودان لاستضافة وإنجاح مفاوضات أفريقيا الوسطى. مشيراً أن الرئيس البشير الذي رعى بذرة مفاوضات أفريقيا الوسطى حتى توجت بالتوقيع، أجرى العديد من الاتصالات الخارجية، كما أنه ظل يحث الأطراف على ضرورة التنازل والحرص على متابعة المفاوضات.

وشدد وزير الخارجية على أن ثقة القيادة بدولة إفريقيا الوسطى وشعبها، كانت السبب المباشر في نجاح المفاوضات بالخرطوم، وأبان أن مفاوضات الخرطوم ضمت 14 حركة مسلحة من أفريقيا الوسطى، وأضاف  لولا ثقة القادة وتأكيداً على رغبتهم في السلام لما تحقق هذا اليوم ولما رأينا هذا النجاح.