ارتفعت موجة الحرائق بالمدن والقرى بدارفور منذ مطلع شهر مارس الحالي، وخلفت الحرائق التي اندلعت خلال الاسبوعين الماضيين خسائر كبيرة في ممتلكات المواطنين وادت الى وفاة طفل واحد بولاية شمال دارفور وقضت على ما يفوق ال”250″ منزل بولايات دارفور الخمس.

وتقول سلطات الدفاع المدني ان ولايات دارفور تشهد في الفترة من شهر مارس الى مايو في كل عام ارتفاع معدلات الحرائق بسبب ارتفاع درجات الحرارة وزيادة سرعة الرياح

حريق ام دخن

وتعرضت مدينة ام دخن الحدودية مع دولة تشاد امس الاثنين الى حريق خلف خسائر كبيرة في ممتلكات المواطنين، وقال معتمد المحلية محمود صوصل ان عمليات حصر الخسائر لم تكتمل بعد، لكنه وصف الخسائر بالكبيرة، وذكران المحلية شهدت خلال هذا الشهر أكثر من “ست” حرائق، جميعها خلفت خسائر كبيرة في ممتلكات المواطنين.

وقال ان احد التجار بسوق ام دخن احمد اصيل لدارفور24 ان الحريق اندلع في الحي المجاور للسوق من الناحية الغربية حوالي الساعة الواحدة ظهراً، وابان ان عدد المنازل التي قضى عليها الحريق تفوق ال”40″ منزلاً واوضح ان الحريق قضى على كل المخزون من المحصولات الزراعية التي تمثل قوت سكان الحي، بالاضافة الى شحنة لوري من سلعة “السكر” واضاف: هناك مبالغ نقدية لأشخاص قضى عليها الحريق، مشيراً إلى ان ما ساعد على توسع رقعة الحريق ان اغلب هذه المنازل مشيدة بالمواد المحلية “القش”.

حريق “حجير تونو”

وفي جنوب دارفور قضى الحريق على اكثر  من “50” منزل بمنطقة حجير تونو “40” كيلو متر جنوب شرقي عاصمة الولاية نيالا، وقال احد سكان المنطقة ابكر سليمان لدارفور24 ان الحريق لم يصب احد بأذى جسدي، لكنه خلف خسائر كبيرة في ممتلكات وقوت المواطنين، بالاضافة الى نفوق عدد من الماشية، وذكر ان الحريق اندلع قبيل منتصف نهار امس السبت في احدى المنازل وساعد اشتعاله سرعة الرياح، بالاضافة الى ان الجميع المنازل مشيدة بالمواد المحلية.

وتعرضت منطقة “هجليج” التابعة لمحلية السلام جنوبي عاصمة جنوب دارفور نيالا إلى حريق قضى كذلك على أكثر من “27” منزل وكميات من المحاصيل الزراعية تقدر بأكثر من “1500” جوال فول “453” جوال ذرة ودخن إضافة إلى نفوق أعداد من المواشي والمبالغ النقدية لمواطني المنطقة.

وقال معتمد محلية السلام، محمد يحيى بعد وقوفه على الاضرار التي خلفها الحريق إن الحريق اندلع منتصف نهار أمس بسبب تطاير الشرر من إحدى المطابخ وساعد في تمدده المباني المشيدة بالمواد المحلية واشتداد الرياح وارتفاع درجات الحرارة.

حريق “ام قلة”

وفي ولاية شمال دارفور شب حريق ظهر اليوم “الثلاثاء” بقرية  “ام قلة” الواقعة في الاتجاه الغربي من رئاسة محلية اللعيت جار النبي، قضى على 120 منزل بالكامل ودمر كميات كبيرة من قوت المواطنين دون ان يخلف خسائر في الأرواح.

وقال أحد المتضررين مختار الزين علي، لـ “دارفور 24” إن الحريق اندلع في إحدى المنازل المشيدة بالمواد المحلية “القش” عقب اداء صلاة الظهر، وأوضح أن ألسنة اللهب قضت على معظم المنازل المجاورة، وذكر الزين أن التقديرات الأولية لحجم الخسائر قدرت بحوالي اربعة مليون جنيه وقال مختار إن المتضررين أصبحوا في العراء بلاء مآوي او مسكن وهم في حاجة لمساعدات عاجلة، وقال أن الحريق قضى على معظم الممتلكات المتمثلة في الفول السوداني والدخن والتي تشتهر المنطقة بزراعتها في أراضيها الخصبة.

حريق “جابر”

وفي قرية “جابر” بولاية شمال دارفور لقي طفل يبلغ من العمر خمس سنوات مصرعه متأثراً بجروح متفاوتة اثر حريق هائل اندلع بالقرية مساء “الأربعاء” الماضي، وقال أحد قادة الادارة الأهلية بالقرية العمدة هارون أبكر مختار، في حديث  لـ “دارفور 24” إن الحريق اندلع في أحد المنازل المشيدة بالمواد المحلية “القش” حوالي الساعة الربعة عصرا قبل ان تتمدد السنة النيران بفعل سرعة الرياح إلى أجزاء واسعة من القرية.

وذكر أن أحد الأطفال ويدعى “محمد آدم” أصيب بحروق متفاوتة جراء الحريق فارق على اثرها الحياة في وقت لاحق، كما قضى الحريق على عدد 10 منازل بالكامل وكميات كبيرة من ممتلكات المواطنين المتمثلة في محاصيل الذرة والدخن.

وتعاني ولايات دارفور من شح في سيارات الاطفاء، حيث تمتلك مدينة نيالا التي تعد اكبر مدن دارفور سيارة اسعاف واحدة فقط، بينما لا توجد سيارات اطفاء في رئاسات المحليات.