بهدو عادت اليوم الخميس الحركة المرورية لطبيعتها في شوارع وسط الخرطوم والمنطقة المحيطة بساحة الاعتصام خارج مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، بعد ليلة حاشدة بالتوتر والقلق وتعليق المفاوضات بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير.

وجاء انسياب حركة المرور وسط الخرطوم بعد قيام فريق من قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين مساء الأربعاء بالطواف على المحتجين في موقع اعتصامهم وطلبوا منهم إزالة الحواجز الأسمنتية من الطرقات البعيدة عن منطقة الاعتصام والعودة إلى حدود اعتصام 6 أبريل.

وعاشت العاصمة السودانية الخرطوم اليومين الماضيين لحظات عصيبة في اعقاب تعرض منطقة الاعتصام الإثنين 13 مايو/أيار إلى إطلاق رصاص كثيف منذ السادسة مساء واستمر حتى منتصف الليل وأسفر عن سقوط نحو 7 قتلى ومئات الجرحى.

ولم يتم تحديد الجهة التي أطلقت النار بعد لكن المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير اتفقا في تصريحاتهما على اتهام جهة لم يعجبها سير المفاوضات حول السلطة الانتقالية، حسب قولهما، في إشارة إلى فلول النظام السابق.

وقال نائب رئيس المجلس العسكري قائد قوات الدعم السريع، الفريق محمد حمدان حميدتي، إن إطلاق الرصاص جاء من ثلاث اتجاهات هي “أعلى جسر النيل الأزرق قرب منطقة الاعتصام، ومن داخل النيل، وكذلك من داخل جامعة الخرطوم”.

وشكل المجلس العسكري الانتقالي وقوى اعلان الحرية والتغيير ليل الثلاثاء لجنة للتحقيق في الحادثة وتحديد هوية الجناة.

وقام نهار اليوم الخميس فريق من الشرطة السودانية، برئاسة المدير العام، ونائبه ورئيس هيئة الشئون الإدارية والتخطيط، ومدير المرور، بجولة على الشوارع التي كانت مغلقة بواسطة المحتجين.

وقامت الشرطة بنشر أفرادها بشوارع الخرطوم وبدأ رجال المرور ينظمون حركة المارة بعد غياب أكثر من شهر حيث اختفى رجال الشرطة المرورية منذ السادس من أبريل الماضي.

وفي أعقاب أحداث يوم الإثنين 13 مايو/أيار الدامية تصاعدت حركة الاحتجاجات وقام المحتجون بإغلاق الطرق الرئيسية وسط الخرطوم بالكتل الخرسانية وتشديد ما يعرف بـ “المتاريس” مما أدى إلى شل الحركة تماماً.

ومساء الأربعاء قامت قوة تتبع للدعم السريع بمحاولة فتح المتاريس لكنها اصطدمت برفض المحتجين مما وقوع احتكاكات أطلقت بعدها القوات العسكرية الرصاص مما أسفر عن سقوط جرحى وسط المحتجين، كما ضربت بعضهم بالسياط وأعقاب البنادق.

وبعد تصاعد موجة التوترات بين المحتجين والقوات العسكرية في الشارع، دعا قادة الاحتجاجات المعتصمين إلى التراجع لحدود 6 أبريل/نسيان الماضي التي بدأ خلالها الاعتصام، قائلين إن تمدد مساحة الاعتصام قد تكون من جهات تريد اشعال الفتنة بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير ونسف الاتفاق بينهما على المرحلة الانتقالية.

وقام كلا من القيادي البارز بتجمع المهنيين، د. محمد ناجي الأصم، والقيادي في قوى الحرية والتغيير، خالد عمر، ليل الأربعاء بالنزول إلى الشوارع التي يغلقها المحتجين وعقدا مخاطبات جماهيرية طالبا خلالها بإزالة “المتاريس” البعيدة عن ساحة الاعتصام، والعودة إلى ما كانت عليه حدود الاعتصام قبل ليلة 13 مايو الدامية.

وبعدها قام المحتجون بأنفسهم بإزالة الحواجز الأسمنتية من جميع الطرقات وأبرزها “النيل والجامعة والجمهورية والبلدية والمك نمر”، لتنساب الحركة الماره بهذه الطرق.

ولأول مرة منذ السادس من أبريل الماضي ينتظر أن تبدأ قوات الشرطة المرورية في الانتشار بمنطقة الخرطوم شرق، مقابل غياب قوات الدعم السريع التي كانت منتشرة منذ بدء الاعتصام.

وحسب مصادر تحدثت لـ “دارفور 24” فإن اتفاقاً تم بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري على سحب قوات الدعم السريع من الشوارع المحيطة بالاعتصام مقابل وإزالة “المتاريس” فتح الطرقات امام المارة.

وأعلن رئيس المجلس العسكري في وقت متأخر من ليل الأربعاء عن تعليق المفاوضات مع قوى الحرية والتغيير حتى إزالة المتاريس من الطرقات وتهيئة الأجواء للحوار.

من جهته أعتبرت قوى الحرية والتغيير قرار تعليق المفاوضات بالأمر المؤسف، مؤكدة استمرارها في الاحتجاجات والاعتصامات خارج مقر قيادة الجيش بالخرطوم مواقع الاعتصامات بالولايات.

ووصل إلى ساحة الاعتصام خارج مقر القيادة عقب “افطار” اليوم الخميس مواكب تسليم السلطة المدنية من مدن “الخرطوم وأم درمان وبحري وشرق النيل”، للمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين وفقاً لما دعت قوى إعلان الحرية والتغيير.