تبدأ مساء اليوم الاحد جولة جديدة من المفاوضات بين المجلس العسكري وقوى اعلان الحرية والتغيير الممثل الشرعي للحراك الثوري في السودان والذي اطاح بالرئيس البشير في 11 ابريل الماضي.

وعلق المجلس العسكري الخميس الماضي المفاوضات مع المجلس العسكري لمدة 72 ساعة لأجل تهيئة المناخ لإكمال الاتفاق بعد تصاعد إطلاق النار في محيط اعتصام القيادة العامة والذي راح ضحيته أكثر من “10” شهيد وجرح نحو “200” آخرين.

وفي غضون مهلة توقف المفاوضات ازال المعتصمون الحواجز والمتاريس التي نصبوها في عدد من الطرق الرئيسية في العاصمة الخرطوم، وذلك بعد دعوات قادة القوى والتغيير للمعتصمين للعودة بالمتاريس الى حدود اعتصام 6 ابريل، واظهر المتعصمون تفاعلاً كبيراً مع هذه الدعوات لجهة ان المتاريس خارج حدود 6 ابريل كانت واحدة من اسباب تعليق المفاوضات.

واستبقت قوى الحرية والتغيير استئناف المفاوضات مع المجلس العسكري ببيان صباح اليوم اعلنت فيه تمسكها بتمثيل محدود للعسكريين ورئاسية مدنية للمجلس السيادي، وأكدت أن جلسات التفاوض مع المجلس العسكري في إطار تسلم مقاليد الحكم في البلاد من سلطة مدنية انتقالية ستستأنف في التاسعة من مساء اليوم.

وقالت إن الجلسة اليوم ستناقش القضايا العالقة في ما يتعلق بنسب التمثيل في المجلس السيادي ورئاسته، وكان الطرفان قد اتفقا في وقت سابق قبيل تعليق المفاوضت بساعات على تشكيل مجلس سيادي يضم عسكريين ومدنيين، وحكومة انتقالية، ومجلس تشريعي بنسب “67%” من قوى الحرية والتغيير و”33%” من القوى السياسية الاخرى، على أن تستغرق المدة الانتقالية ثلاث سنوات، بينما قال الناطق الرسمي لاسم المجلس شمس الدين الكباشي ان مفاوضات اليوم ستنطلق تاسيساً على ما توصل اليه الطرفان في الجولات الماضية واضاف “في جولة اليوم سنستكمل النقاط العالقة ونتوافق حولها، وذكر ان ابرز هذه النقاط التمثيل في المستوى السيادي، الذي فرغنا في وقت سابق من تحديد السلطات والمهام فيه.

في الاثناء عبر المجلس العسكري عن تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق نهائي، وذلك بعد تحقق شرطه للعودة إلى طاولة المفاوضات، والمتمثل في إزالة الحواجز والمتاريس التي أغلق بها المحتجون عدة شوارع وجسور بالخرطوم خارج حدود اعتصام 6 أبريل أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، والتي ادت الى توتر واطلاق نار داخل محيط الاعتصام ادى الى مقتل وجرح المئات من المعتصمين، واتهمت قوى الحرية والتغيير وقتها قوات المجلس العسكري بتنفيذ الهجوم على المعتصمين، في مقابل ذلك قال رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان ان هناك استفزازات كبيرة للقوات المسلحة من قبل المحتجين، وقال ان هناك قوات مجهولة دخلت محيط الاعتصام واستغلت استفزازات الثوار للقوات المسلحة واطلقت النار على المعتصمين في الحواجز والمتاريس، لكن نائب رئيس المجلس الفريق اول محمد حمدان دقلو حميدتي كشف عن هذه القوات، واعلن عن القاء القبض على الجناة، وقال انه سيتم عرضهم في وسائل الإعلام خلال الساعات القادمة.