حوالي ثلاثة قتلى وعشرات الجرحي سقطوا حتى اليوم برصاص متفلتين من القوات النظامية في منطقة تُسمى (كولمبيا) بالعاصمة السودانية الخرطوم تنشط فيها مجموعات اجرامية تتاجر في المخدرات وتمارس عمليات السلب والنهب، وأعتبرتها السلطات السودانية مهدداً لأمن البلاد.

وتقع هذه المنطقة على شارع النيل أسفل جسر يربط بين مدينتي “الخرطوم والخرطوم بحري” قرب محيط اعتصام المحتجين السودانيين حول القيادة العامة للقوات المسلحة، مما عقد مهمة حسم المتفلتين فيها وإنهاء النشاطات الغير مشروعة التي تمارس فيها.

وجاءات تسمية المنطقة بأسم (كولمبيا) تيمناً بالدولة الواقعة في أميركا الجنوبية المعروفة والمعروفة بانتشار مافيا المخدرات في ارجائها.

وقال مصدر بالإستخبارات العسكرية بالقيادة العامة للجيش، لـ “دارفور 24” إن هذه المنطقة ظلت بؤرة لترويج المخدرات والخمور البلدية بواسطة جهات اجرامية مختصة في هذه الأفعال.

وأوضح أن الجهات الاجرامية استغلت الظروف الأمنية الهشة التي خلقها اعتصام المحتجين خارج مقر القيادة العامة للجيش، وعملت على تكثيف نشاطها الذي أصبحت تمارسه في العلن.

وأضاف “أصبح يتسرب إليها العشرات من مقر الاعتصام بشكل يومي كما يتسرب معهم أفراد من القوات النظامية الأمر الذي شكل مصدر قلق، لقد قمنا بنصب كاميرات قرب المنطقة لمتابعة أفرادنا من الجيش الذين يرتادونها ونقوم بمعاقبتهم، ولكن لا نستطيع معاقبة المحتجين”.

وأكد المصدر أن تجار مخدرات وجدوا في الاعتصام فرصتهم لترويج بضاعتهم وسيعملون بقدر ما استطاعوا لأجل ان يبق الاعتصام مستمراً، حسب قوله.

وسقط حتى الآن نحو ثلاثة قتلى بينهم إمرأة حُبلى وعشرات الجرحى بواسطة إطلاق رصاص طائش من أسلحة متفلتين من القوات النظامية حينما يكونون تحت تأثير المخدرات والخمور التي يتعاطونها في منطقة (كولمبيا).

وحسب ما رصدته “دارفور 24” فإن الذين يتواجدون في هذه المنطقة تتفاوت أعمارهم من الطفولة إلى الشباب، يقومون احياناً برشق المارة بالحجارة وتحطيم زجاج السيارات، كما يقوم بعضهم بسلب الهواتف الشخصية لبعض المارة، وكأنهم عصابات إجرامية منظمة.

ومن بين الذين وقعوا ضحية لإعتداء هذه المجموعات عدد من الصحافيين السودانيين حينما كانوا قادمين من تغطية إحدى النشاطات الخاصة بالشرطة، حيث تمت مهاجمة سيارتهم فجأة برمي الحجارة فتم تهشيم زجاج السيارة وغصابة عدد منهم قبل ان يتمكن السائق من الافلات من قبضتهم.

كما تم الاعتداء على الناشطة الاميركية من أصول سودانية، مزاهر صالح، المساندة للثورة السودانية، فتمت إصابتها في يدها وتهيشم زجاج سيارتها.

ولم يتوقف هجوم هذه المجموعات المتفلتة على المارة من الواطنيين فحسب بل أمتد للإستيلاء على سيارة تتبع لقوات الدعم السريع وتفكيكها وتعليق هيكلها قرب منطقة الاعتصام.

وقال الصحفي السوداني، محمد موسى، أحد الذين تم الاعتداء عليهم من قبل المتفلتين في منطقة (كولمبيا) لـ “دارفور 24” إن من ينتشر في المنطقة التي تقع ما بين جسري “كوبر والقوات المسلحة” ونفق جامعة الخرطوم، هم شباب لا علاقة لهم بالثورة والاعتصام، حسب أشكال الذين اعتدوا عليهم.

وأضاف “كما أن من بينهم نظاميين متفلتيين يتعاطون الخمر والمخدرات في نهار رمضان دون حياء يستهدفون المارة على طريق شارع النيل في تلك المنطقة يهشمون زجاج السيارات وكأن هدفهم الخروج بالثورة عن سلميتها التي إستمرت ما يفوق 6 أشهر”.

وأشار موسى إلى أن ما زاد من نشاط هؤلاء المتفلتين بصورة كبيرة هو ابتعاد الأجهزة النظامية من تلك المنطقة وتجاهلها حسم التفلتات بالرغم من تأكيدات قوى اعلان الحرية والتغيير التي تقود الاحتجاجات بأن هذه المنطقة هي خارج نطاق الاعتصام ولا علاقة للذين يرتادونها بالمحتجين.

واتهم قائد المنطقة العسكرية المركزية بالخرطوم، اللواء بحر أحمد بحر، الخميس، ما أسماها “عناصر منفلتة” بممارسة أعمال غير قانونية إمتدت لحد تهديد حياة المواطنيين الآمنيين وترويعهم وإستهداف ممتلكاتهم، كما اتهمها بمهاجمة مركبة تابعة لقوات الدعم السريع والاستيلاء عليها قرب موقع الاعتصام.

وأرجع قائد المنطقة لعسكرية في بيان ليل الخميس سقوط الضحايا برصاص القوات النظامية إلى أن العناصر المتفلتة تمارس إستفزاز القوات النظامية والدخول معها في إحتكاكات بمستويات مختلفة مما أفرز تجاوزات فردية ومعزولة نجمت عنها خسائر فى أرواح بريئة.

وإستغل المتفلتون بحسب اللجنة الأمنية لامجلس العسكري الانتقالي مناطق متأخمة لمحيط القيادة والإعتصام لممارسة نشاطهم وأمتدت آثار تلك التفلتات إلى داخل الأحياء والمناطق السكنية الآمنة.

وأضاف “إزاء تلك التطورات التى تهدد الأمن والسلامة العامة فإن مكونات المنظومة الأمنية ستعمل وفق القانون بما يضمن سلامة المواطنيين والعمل بحسم مظاهر الإنفلات الأمنى والقانونى وردع المتفلتيين”.

وسارع تجمع المهنيين السودانيين إلى مناشدة المحتجين للالتزام بحدود الاعتصام المعروفة والمحددة منذ ٦ أبريل/نيسان الماضي، مع تغطية مداخل الميدان من جهة شارع النيل منعاً لدخول المندسين والمتربصين بالثورة.

وقال في بيان إن عدد من متفلتي الأجهزة النظامية وبعض المدنيين اعتادوا ممارسة الظواهر السالبة في شارع النيل أسفل كبري النيل الأزرق، بمساعدة مروجي الممنوعات، ومن ثم الانخراط في مواجهات مع الشرطة العسكرية المسئولة عن ضبط منسوبي المؤسسة العسكرية.

وحمل التجمع المجلس العسكري مسئولية الأحداث، لجهة ن أمن وسلامة السودانيين مسؤوليته المباشرة كما أن ضبط ومحاسبة المتفلتين من الأجهزة العسكرية والدعم السريع هي جزء من مهامه.