ليس هنالك قوة عسكرية سودانية تأرجت مشاعر الشعب نحوها ما بين الإعجاب الذي يرتقي الى الحب، والكره المفضي الى حرق الدور وقصف الأفراد بالحجارة، مثلما حدث مع قوات الدعم السريع التي تحولت من مليشيا إلى قوات نظامية في فترة زمنية لا تتجاوز الست سنوات.

بدأت مشاعر الإعجاب تجتاح قلوب السودانيين تجاه قائد قوات الدعم السريع عقب تنحي الرئيس المعزول عمر البشير في 11 أبريل الماضي، وذلك عقب المواقف المنحازة للشعب في ثورته.

ووضع الثور صور قائد الدعم على جدران المباني والكباري في محيط القيادة حيث مقر الاعتصام، وكتبت على تلك الصور عبارات تمجد “حميدتي” من شاكلة (الضكران الخوف الكيزان).

ولكن مع مرور الوقت بدأت مشاعر السودانيون تجاه قوات الدعم السريع وقائدها في التحول إلى نقيض الاعجاب، ووصلت الأمور ذروتها في اعقاب فض الاعتصام في الثالث من يونيو الماضي بواسطة قوة شكلها المجلس العسكري من الجيش والأمن والشرطة والدعم السريع.

المؤامرة

ورغم ان العديد من الجرائم التي طالت الأبرياء عقب فض الاعتصام كانت بواسطة قوات عسكرية ترتدي زي الدعم السريع بحسب ما وثقتها كاميرات هواتف الناشطين، إلا أن  مصدر مقرب من قائد الدعم السريع قال لـ “دارفور 24” إن حميدتي يؤكد أن كل الجرائم تمت بواسطة أشخاص ملحقون بالدعم من قوات المسلحة أو جهاز الأمن والمخابرات.

ومنذ تكوين قوات الدعم السريع جرى انتداب كوادر عسكرية وإدارية ومحاسبية من الجيش والأمن للدعم السريع لأجل المساعدة في التأهيل لتصبح القوات نظامية.

وقال المصدر إن التجاوزات التي صاحبت عملية فض الاعتصام تمت بتعليمات الرجل الثالث في القوة، وهو قائد الاستخبارات بالدعم السريع، مؤكداً اعتقاله بصحبة أكثر من 25 آخرين ممن شاركوا في الاعتصام.

وأوضح أن حميدتي على قناعة بأن “كتائب الظل” ـ مجموعات مسلحة تابعة للحركة الاسلامية ـ هي التي ارتكبت الإنتهاكات خلال فض الاعتصام بعد إرتدائها زي الدعم السريع وتقليد عناصرها لأصوات ولهجة القادمين من غرب السودان وهم المكون الرئيس لقوات الدعم السريع.

وأضاف “وجهة نظر حميدتي هي ان المخربين من كتائب الظل وأذرعها في الأمن والاستخبارات استعلت فرصة فض الاعتصام لترتكب الجريمة بالزي المعروف للدعم السريع”.

وأكد أن من وصفهم بالمخربين من العناصر المنتدبة من الأمن والجيش بالدعم السريع يستغلون نفسية عناصر هذه القوات التي تعتمد القوة لحسم الخلاف في توجيهها لارتكاب التجاوزات باسم الدعم السريع. وأضاف “هذه القوات وأذرعها داخل الأمن والاستخبارات تسعى للإيقاع بين الدعم السريع والمواطنين”.

أحداث الضعين

وتحصلت “دارفور 24” على معلومات جديدة حول الاشتباكات التي وقعت بمدينة الضعين مساء الإثنين بين قيادة قوات الدعم السريع وموطني حي القبة وراح ضحيتها الشاب مدثر عبد الرحمن حسن دنيا، وإصابة إثنين من الشباب تحت التعذيب.

وبعد وفاة الشاب وتدهور حالة الآخرين الصحية نقلتهم قوات الدعم السريع إلى المستشفى بعد استخراج اورنيك جنائي من الشرطة. وقام المواطنون بحرق منزل قائد الدعم السريع.

وبررت قوات الدعم السريع بأن الحادثة وقعت نتيجة لتعرض منزل القائد الثاني لها المقدم مدثر زكريا الى السرقة وتم ضبط أحد المسروقات في محل لبيع الموبايلات حيث دل صاحب المحل على الشباب الثلاثة المتهمين لتقوم القوة باعتقالهم وتعذيبهم.

لكن للسكان رواية أخرى حول الحادثة ونقلوا لـ “دارفور 24” ان الجريمة في الأساس أخلاقية حيث رصد الشباب دخول فتيات الى منزل قائد ثاني الدعم السريع باستمرار وبعد متابعة ورصد ضبط الشباب فتاتان في المنزل، ما جعل أفراد الدعم السريع يبحثون عن سبب للانتقام من الشباب.

وقال مصدر باستخبارات قوات الدعم السريع فضل حجب هويته، لـ “دارفور 24” إن كل الجرائم التي ترتكب باسم الدعم السريع تتم بواسطة عناصر مدربة تدريب عالي على ذرع الفتن، مضيفاً “استخدمت نفس العناصر في تأجيج الصراعات القبلية والاغتيالات السياسية”.

واشار إلى أن كل الحوادث تقع من أفراد منتدبة من الجيش او الأمن للالتحاق بقوات الدعم السريع، مؤكداً أن قائد ثاني قوات الدعم السريع بالضعين، مقدم مدثر زكريا، منتدب من القوات المسلحة.