وضع النازحون بمعسكر “الحميدية” بوسط دارفور جملة مطالب امام الحكومة الانتقالية للتنفيذ العاجل لأجل التعاون معها في حل القضية السودانية عامة وقضايا النازحين واللاجئين خاصة.

ويزور هذه الأيام وفد أميركي رفيع معسكرات النازحين في ولايات دارفور، غرب السودان، للوقوف على الأوضاع الأمنية والإنسانية للمتأثرين بالحرب كما يستطلع الوفد رؤى قاطني المخيمات حول حل الأزمة في ظل المتغيرات التي شهدها السودان.

ويضم الوفد الاميركي كل من مسئول قسم السياسات بالإدارة الأمريكية، روبرت بوب، ومسؤل الدبلوماسية، كين ماكس، ومسؤولين في المعونة الأمريكية، مارتن دروكبا، وفرانك وورد، وشيف ماكس.

كما يضم الوفد ممثلين عن منظمات انسانية دولية هي “مكتب الامم المتحدة للشؤون الانسانية “أوشا”، واليونسيف، والعون الكنسي النرويجي، NCA.، والهيئة الطبية الدولية IMC.، وبرنامج الغذاء العالمي WFP.، وبعثة الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي، يوناميد”.

واستمع الوفد الزائر إلى رؤى النازحين في معسكر “الحميدية” بولاية وسط دارفور حول الأزمة وطرق حلها في ظل المتغيرات في السودان، كما إستمع إلى تقارير النازحين عن الأوضاع الأمنية والإنسانية.

وقدم ممثلو النازحين للوفد الاميركي الزائر مذكرة تحوى مطالب بينها رؤيتهم حول المتغيرات بالسودان وحل الأزمة السودانية من جذورها، وتمسكهم بأهداف الثورة بتصفية مؤسسات النظام الإخواني ومحاكمة رموزه وتحقيق السلطة المدنية الكاملة.

وشملت المذكرة التي اطلعت عليها “دارفور 24” جملة مطالب قالت إن حكومة حمدوك حال التزمت بتنفيذها سيقوم النازحون بالتعاون معها في حل القضية السودانية عامة وقضايا النازحين واللاجئين خاصة.

وعلى رأس المطالب المرفوعة في المذكرة هي التنفيذ الفوري لكافة القرارات الدولية بحق حكومة البشير لا سيما مذكرة المحكمة الجنائية الدولية وتسليم المطلوبين لديها.

وطالبت المذكرة بحظر حزب المؤتمر الوطني البائد وكافة واجهاته وتصفية مؤسساته ومصادرة أصوله وممتلكاته. بجانب حل مليشيات “الدعم السريع والدفاع الشعبي والكتائب الجهادية” وجمع أسلحتها.

كما طالبت المذكرة بالسماح للمنظمات الإنسانية الدولية التى طردها البشير بالعودة للسودان لتقديم خدماتها للنازحين فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وكافة المتضررين بالسودان.

كذلك تعويض النازحين واللاجئين فردياً وجماعياً وتهيئة البيئة الملائمة لعودتهم وطرد المستوطنين، والشروع الفوري في إعادة هيكلة مؤسسات الدولة. وتصفية كافة مؤسسات الدولة وتطهيرها من منسوبي المؤتمر الوطني وحلفائه.

وشرح ممثلو النازحين للوفد رؤية ومطالب النازحين الرئيسية التي تتمثل في عودتهم إلى مناطقهم الأصلية بعد طرد المستوطنين والتعويضات الفردية والجماعية وتهيئة الظروف المناسبة لعودتهم بعد حل الأزمة حلاً شاملاً يخاطب جذور الأزمة.

وأكد ممثلو النازحين في بيان تلقته “دارفور 24” تدهور الأوضاع الأمنية بإقليم دارفور بصورة مروعة ومنظمة، مشيراً إلى إستمرار الانتهاكات حتى بعد سقوط رأس النظام البائد.

وأشاروا إلى تدهور الوضع الإنساني منذ قيام نظام البشير بطرد المنظمات الإنسانية الدولية التي كانت تعمل في الإقليم، وبسبب سياسات برنامج الغذاء العالمي الذى قام بتقسيم النازحين عبر برنامج التصنيف الذي كانت نتيجته حرمان عدد كبير من الأسر من الغذاء والمعونات.

ويعيش نحو 6 ملايين شخص في معسكرات النازحين بدارفور واللاجئين في دول الجوار، هربوا من مناطقهم خلال سنوات الحرب التي تعرضوا لها في عهد نظام المعزول عمر البشير.

وبحسب إحصائيات منظمات الأمم المتحدة في عام 2005 فإن قوات البشير ومليشياته قتلت نحو 300 ألف شخص في دارفور، لكن البشير أقر في خطاب جماهيري عام 2009 بأن الذين قتلوا في دارفور 10 آلاف فقط.

وأصدرت محكمة الجنايات الدولية في 2009 مذكرة باعتقال البشير بعد أن وجهت له 7 تهم، منها ارتكاب جرائم ضد الإنسانية والترحيل القسري والتعذيب، إلا أن المحكمة لم توجه له تهمة ارتكاب أعمال إبادة جماعية لعدم وجود أدلة كافية على ذلك.

ولاحقاً أصدرت المحكمة الموجودة في لاهاي مذكرات اعتقال أيضاً ضد وزير الدفاع الأسبق في عهد البشير عبدالرحيم محمد حسين، ووزير الدولة بالداخلية الأسبق أحمد هارون، وعلي كوشيب الذي يتزعم مليشيا مسلحة في جنوب دارفور.