دارفور- دارفور24

بما ان شريحة النازحين واللاجئين تعد من اكثر شرائح المجتمع السوداني تأثراً بالحرب فان رأيهم في مفاوضات السلام التي تستضيفها مدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان ذو أهمية حتى يكونوا جزءً من أي اتفاق يمكن ان يصل إليه المتفاوضون، وبحسب قيادات النازحين الذين تحدثت إليهم دارفور24 فإن اشراكهم في المفاوضات من شأنه ان يجنب المتفاوضين تكرار التجارب السابقة التي درج عليها النظام السابق.

وخلفت الحرب التي اندلعت في دارفور منذ  العام 2003م أكثر من ثلاثة مليون نازح يعيشون في المدن الرئيسية بدارفور بالإضافة الى مقتل نحو ثلاثمائة ألف شخص بحسب احصائيات الامم المتحدة بينما اعترفت حكومة المخلوع عمر البشير بمقتل نحو “10” ألف شخص بدارفور.

وقال “خضر محمد علي” احد القيادات الشبابية بمعسكر كلمة للنازحين شرقي مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور ان قضايا النازحين واللاجئين بالمناطق الثلاث تختلف عن قضايا بقية الشعب السوداني، لذلك لابد من اشراكهم في عملية المفاوضات، واضاف “مع البدء الفعلي للمفاوضات لدينا الأمل في ان يشركونا لطرح قضايا النازحين” واردف “صحيح ان قضايا النازحين لا تختلف كثيراً عن القضايا التي تحملها الجبهة الثورية لكننا نرى ضرورة ان يكون للنازحين حضوراً لأنهم أدرى بقضاياهم اكثر من الحكومة والجبهة الثورية” واستدرك بقوله: نحن لا نطالب بمسار ثالث للمفاوضات لكن لابد من حضورنا في هذا المنبر.

وأكد خضر على ضرورة ان تحل هذه المفاوضات كل قضايا السودان، لذلك نحن لا ندعم خط تجزئة حلول قضايا السودان وانما يجب حل كل القضايا بحضور كل الاطراف المعنية بالصراع في السودان، وطالب بأن يتحلى جميع الاطراف بالصدق لمعالجة مشكلة السودان، وان يكونوا صادقين في تنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه، واضاف “وفقاً للتجارب السابقة فان العيوب ليست في الاتفاقيات وانما في تنفيذ هذه الاتفاقيات”

واتفق مع الراي السابق شيخ معسكر عطاش بنيالا عاصمة جنوب دارفور “عبد الرازق حسن جالس” بقوله ان المفاوضات يجب ان تشمل كل اطراف النزاع في السودان بما في ذلك النازحين واللاجئين من المناطق الثلاث حتى لا تتكرر التجارب السابقة- على حد قوله- لكنه اشار ان النازحين لم يفوضوا احداً للتفاوض باسمهم، وقال من يمثلنا يجب ان يأتينا في المعسكرات ويجلس معنا ونفوضه ونحمله آراءنا في معالجة مشكلاتنا” وذكر ان مطالب النازحين تتركز على نزع سلاح المليشيات المسلحة واخلاء المستوطنين الجدد من اراضيهم، وتقديم مرتكبي جرائم الحرب والابادة الجماعية الى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، فضلاً تعوضهم فردياً وجماعياً.

اما القيادي الشبابي بمعسكر كلمة للنازحين “جمال ادريس” فقد رأى ان هذه المفاوضات لا تختلف عن سابقاتها التي انتجت “46” اتفاقية في عهد النظام البائد ولم تحل مشكلة البلاد، قائلاً “بعد التغيير اعتقدنا ان الحكومة الجديدة ستنظر الى قضايا النازحين برؤية تختلف لكنها للأسف استعانت بأشخاص من المعسكرات كانوا قيادات في النظام السابق” في اشارة الى اختيار عدد من شيوخ معسكرات النازحين في عهد النظام السابق قبل عدة اسابيع وترحيلهم الى الخرطوم توطئة للمشاركة في المفاوضات باسم النازحين الأمر الذي وجد معارضة واسعة بمعسكرات النازحين بولايات دارفور الخمس، وقال “نحن نريد اشخاصاً يمثلونا تمثيلاً حقيقياً في المفاوضات يتم اختيارهم بواسطة النازحين في المعسكرات”

في الاثناء قال شيخ سنتر “6” بمعسكر السلام للنازحين بمدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور “حجر محمد يحي” انهم فوضوا “96” من شيوخ معسكرات النازحين بولايات دارفور لتمثيلهم ورأى عندما تبدأ المفاوضات ان يسافر ممثلوهم الى جوبا لإيصال رؤاهم الى الوساطة والمتفاوضين.

وفي ولاية غرب دارفور يرى رئيس معسكرات النازحين بالولاية “داؤود أرباب” ضرورة إطلاق سراح اسرى الحرب قبل بدء المفاوضات، وكشف في الوقت ذاته عن تسليم مطالبهم لرئيس وفد التفاوض الحكومي الفريق الأول محمد حمدان دقلو وسفراء امريكا ومصر، وقال ان النازحين بولايات دارفور الخمسة اجتمعوا مع رئيس وفد التفاوض الحكومي في الخرطوم وسلموه مسودة تحوي مطالبهم واضاف كذلك سلمنا ذات المسودة الى سفراء امريكا ومصر والاتحاد الافريقي، واشار الي ان مطالب النازحين هي طرد الوافدين من دول الجوار الذين استوطنوا في اراضيهم وتعويض المتضررين واسر الضحايا، وشدد علي ضرورة اطلاق سراح اسرى الحرب.

ومن جانبه قال رئيس الشباب بمعسكر “اردمتا” للنازحين علي محمد  لدارفور24 ان النازحين رغم انهم غير مشاركين بصورة واضحة في المفاوضات التي تجري في جوبا الا انهم واثقين ان قضاياهم ستطرح علي طاولة المفاوضات، واكد تأييدهم للمفاوضات المباشرة بين الحكومة الانتقالية وحركات الكفاح المسلح، وذكر ان مطالب النازحين واضحة لكن اذا لم تضمن هذه المطالب في الاتفاقية التي سيتم التوصل اليها حينها لكل حادثة حديث.

واعلن نازحو معسكرات النازحين بشرق دارفور تأييدهم للمفاوضات بين حكومة السودان وحركات الكفاح المسلح في عاصمة جنوب السودان جوبا والتي دخلت في التفاوض المباشر الحركة الشعبية شمال جناح عبدالعزيز الحلو، وشددوا على ضرورة اشراكهم في التفاوض لجهة انهم يمثلون الجانب الإنساني للحرب في السودان.

وقال رئيس معسكرات النازحين بشرق دارفور “محمد إبراهيم دبوك” لدارفور24 “إننا ندعم التفاوض الجاري في جوبا وندعو حكومة السودان والحركات والوساطة الى مشاركة النازحين في المفاوضات عبر ممثلين لهم، وتابع : أن النازحين في كل الاتفاقيات السابقة مع الحركات المسلحة حضورهم كأصحاب مصلحة وليس ممثلين في التفاوض.

بينما يرى النازحون في معسكرات ولاية وسط دارفور ان حل قضايا السودان لا يكون الا بتحقيق مطالب واهداف الثورة السودانية واقتلاع النظام السابق من جذوره، واكد نازحو معسكرات وسط دارفور أن النازحين واللاجئين لم يفوضوا أي من أطراف التفاوض في جوبا للتحدث باسمهم، ولم يرسلوا أي وفد إلي الخرطوم أو جوبا وغيرهما لتمثيلهم.

وقال النازحون- في بيان عقب زيارة وفد امريكي للولاية الثلاثاء الماضي اطلعت عليه دارفور24- أن الذين سافروا الى الخرطوم ينتحلون اسم النازحين واللاجئين لا يمثلون إلا أنفسهم والجهات التي ابتعثتهم، وذكر البيان ان قضية النازحين واللاجئين لا تقبل التجزئة والمساومة والمتاجرة الرخيصة، وأن للنازحين واللاجئين مؤسساتهم الشرعية المنتخبة التي تقودهم وتعبر عن إرادتهم ورؤاهم وليس من وصفهم اللبيان بالأفراد الطامعين الذين تتم صناعتهم في كل جولة مفاوضات.

وحذر البيان هؤلاء القيادات الذي قال انهم يتاجرون بقضايا  النازحين واللاجئين، ويتأهبون للمغادرة إلى جوبا للمشاركة في المفاوضات المرتقبة بين حكومة الخرطوم والجبهة الثورية، وطالب بضرورة وقف الكذب والادعاء بتمثيل النازحين واللاجئين.