سادت، حالة من الهدوء الحذر شوارع ولاية الخرطوم، تزامناً مع مسيرات مقرر إنطلاقها، اليوم (الاثنين)، إحتفالاً بالذكرى 55 لثورة أكتوبر المجيدة، وسط ترقب لخطاب سيُلقيه رئيس مجلس الوزراء د. عبدالله حمدوك، للشعب السوداني، عبر بث مباشر، عند السابعة مساء اليوم الاثنين بتوقيت السودان.

وخلت غالبية شوارع العاصمة من المركبات العامة، مع إنتشار مكثّف للقوات المسلحة وقوات الشرطة، والاجهزة الأمنية، حيث طوّقت القوات النظامية عدد من الطرق المؤدية للقيادة العامة للقوات المسلحة وشارع النيل، وجسر النيل الأزرق، خشية وقوع إشتباكات بين عضوية النظام البائد، والمواطنين الرافضين لسياسة الرئيس المخلوع عمر البشير.

وشاهدت (دارفور 24)، ترجل بعض المواطنين من سياراتهم والمركبات العامة والتوجه نحو وسط الخرطوم سيراً على الأقدام، مع تحويل بعض الشوارع ذات المسار الواحد لحركة مسارين مرورين لفك الإختناق المروري.

وتأتي حالة التأهب التي ضربت أجزاء عدّة من ولاية الخرطوم غداة قرار إعفاء مسجل عام تنظيمات العمل، وأحداث العنف التي شهدتها جامعة الزعيم الأزهري (الأحد) في أول أيامها الدراسية بعد قرار إغلاق الجامعات في وقت سابق.

وأعلنت رابطة الأطباء البيطريين الديمقراطيين، في بيان إطلعت عليه (دارفور 24)، دعمها للحكوة الانتقالية، والخروج في مسيرات (الاثنين)، لتحقيق مهام الثّورة المتمثّلة في القصاص العادل لشهداء مجزرة القيادة العامة، حل حزب المؤتمر الوطني، محاسبة رموز النظام وسدنته محاكمة عادلة، وتطهير وزارة الثروة الحيوانية وإداراتها، وإلغاء قانون نقابة المنشأة 2010وحلّ جميع النقابات والاتحادات المهنية.

وقالت الرابطة، إنّه ورغم إرغام الشعب السوداني لرأس النظام على التنحي، إلاّ أنّ ترسانة النظام الأمنية وقوانينه وكوادره الفاسدة ما زالت تعمل على قطع الطريق أمام الثّورة الظافرة وتعطيل تحقيق أهدافها في التغيير الجذري والشامل والحرية والسلام والعدالة.

وطالبت الرابطة في بيانها بتكوين لجانٍ تمهيدية جديدة تشرف على سير عملية انتخابات نقاباتٍ ديمقراطية مستقلة على أساس الفئة.

وأشارت إلى أنّ جميع الأطباء البيطريين سيلتحمون مع جماهير الشعب بحسب خطوط سير المواكب المعلنة.

وكان الحزب الشيوعي، قد دعا جميع السودانيين إلى الاحتشاد، بهدف الضغط على الحكومة الانتقالية، لتحقيق كافة أهداف ثورة ديسمبر التي أطاحت بنظام المخلوع عمر البشير.

وقال بيان صادر عن الحزب، إن “الحزب الشيوعي يقدر ويثمن ما أنجزه السلطة الانتقالية وفق برنامج المرحلة الانتقالية لبناء الدولة المدنية الديمقراطية، والسعي لتحقيق السلام الدائم، ولن يتوانى عن نقد أي سلبيات أو تقاعس عن إنجاز مهام الثورة، ويقدم البديل المناسب في تنسيق مع حلفائه في الحرية والتغيير”.

وأضاف البيان أنه من أجل تحقيق أهداف ثورة ديسمبر الأخيرة، طالب الحزب الشيوعي السلطة الانتقالية بأن تقوم “بمصادرة جميع الممتلكات المنقولة والثابتة لحزب المؤتمر الوطني التي نهبت من الشعب، وتقديم مرتكبي جريمة فض اعتصام القيادة العامة للمحاكمات الثورية الفورية، وكذلك من أجرم في حق الشعب منذ العام 1998″.

وشدد البيان على ضرورة إعادة هيكلة الجيش وإخضاع المليشيات وحملة السلاح خارج الجيش لبرنامج الترتيبات الأمنية، واستعادة الأموال المنهوبة، وإبعاد السودان عن سياسات المحاور، ورفض أن يكون السودان ميداناً للقواعد العسكرية”.

إلى ذلك دعت قوى مختلفة إلى تسيير مواكب من أجلّ إحياء اعتصام القيادة العامة، احتفالاً بذكرى الإطاحة بالجنرال إبراهيم عبود في الحادي والعشرين من أكتوبر 1964.