نيالا- دارفور24

كشف النازحون بمعسكر السلام 10 كيلو متر جنوبي مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور عن الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها في حقهم النظام السابق، لإجبارهم على اتباع سياساته والانصياع لها.

وقال النازحون- خلال لقائهم بوفد النوايا الحسنة لحركة تحرير السودان جناح مني اركو مناوي بالمعسكر الخميس- ان النظام السابق واعوانه قتلوا 17 وجرحوا 27  من قيادات النازحين منذ انشاء المعسكر في العام 2005م.

وذكر رئيس شباب المعسكر محجوب ادم رابح ان 9 من القتلى تم اغتيالهم داخل المعسكر بواسطة عناصر النظام السابق بينما قتل 8 آخرين بمجرد خروجهم الى اطراف المعسكر، بالاضافة الى طرده لكل المنظمات الانسانية التي لها قدرات وامكانيات لتقديم الخدمات للنازحين وترك المنظمات التي لا تمتلك الامكانيات، ونبه الى ان النظام السابق كان يعاديهم فقط لأن الحركات المسلحة كانت تسيطر على مناطقهم جنوب السكة حديد، وقال ان الحكومة هاجمت قراهم جنوب السكة حديد واجبرتهم على النزوح فقط بسبب وجود الحركات المسلحة في مناطقهم، وتابع “نحن كنازحين عانينا باسمكم، واذا نسيتم ناس معسكر السلام، ذاك يعني انكم نسيتم نفسكم” وطالب رابح جميع حركات الكفاح المسلح بأن تتوحد حتى يتحقق التغيير الذي يحقق للنازحين مطالبهم ويرد حقوقهم، وجدد رابح مطالب النازحين بتسليم المخلوع عمر البشير الى المحكمة الجنائية الدولية، واضاف “البشير لو مات نحن مطلبنا ان يسلموا جثته للجنائية”

بينما قال الشيخ احمد خاطر ان النظام السابق منعهم من فتح بلاغات في جرائم القتل التي طالت 17 من قيادات المعسكر، واضاف “هؤلاء القتلى للآن لم تفتح لهم بلاغات” وطالب خاطر قيادة الحركة والحكومة الانتقالية الجلوس مع برنامج الغذاء العالمي للعدول عن قرار تقليص المساعدات الغذائية التي قال انها تمت بإيعاز وتوجيه من نظام البشير، واوضح ان هناك ايتام وارامل لم يتلقوا مساعدات غذائية منذ أكثر من 6 سنوات.

وطالب النازحون حركة مناوي بالجلوس مع حكومة الولاية وحثها على فرض هيبة الدولة ووضع حد لمشكلة الطلقة المبكرة للمزارع التي يقوم بها الرعاة هذه الايام، وذكروا انهم يعانون كثيراً هذه الايام من اعتداءات الرعاة على مزارعهم، وقال خاطر ان حماية الموسم الزراعي من الطلقة المبكرة مسئولية والي الولاية ومسئوليتكم انتم، واضاف “عندنا هنا جيش لكن ليست له سيارة وكذلك الشرطة، واردف “معسكر بحجم محلية كاملة ليست به سيارة لا للشرطة ولا الجيش ولا لرئيس مشايخ المعسكر” كما طالبوا بإيقاف تسجيلات الاراضي الزراعي، وتعمير القرى التي دمرتها الحرب، وتقديم مرتكبي جرائم الحرب والتطهير العرقي للمحكمة الجنائية، وجمع السلاح من المليشيات التي قالوا انها اضحت تهدد الامن وسلامة النازحين.

وكشف النازحون عن تهديدات للموسم الزراعي يمارسها الرعاة هذه الايام التي تشهد فيها الولاية بداية عمليات حصاد المحاصيل الزراعية، وذكر الشيخ احمد خاطر ان رعاة الابل في طريق عودتهم الى الجنوب استقروا في المنطقة المحيطة بالمعسكر واصبحت ابلهم تدخل في مزارع النازحين، وقال عندما ذهبنا وقابلناهم وطلبنا منهم يخرجوا من المزارع رفضوا وقالوا انهم ليست هناك جهة تستطيع اخراجهم، وقال مخاطباً وفد الحركة ” انتم الآن تتحدثون عن السلام، والسلام يعني ان يعيش أي شخص في أمان، لكن نحن الآن نعيش مشكلة الطلقة المبكرة وتهديدات الرعاة”

وتعهد مساعد رئيس حركة تحرير السودان لشئون التنظيم والادارة ورئيس وفد الحركة للنوايا الحسنة احمد عبد الكريم جدة بنقل حديث النازحين الى قيادة الحركة والجبهة الثورية والحكومة الانتقالية، وقال بجهودنا وجهودكم استطعنا ان نسقط النظام السابق، لذلك بعد هذا التغيير يجب ان يعيش الجميع في أمن ولا نقبل ان تطلق النار على أي انسان”

وخاطب وفد النوايا الحسنة لحركة تحرير السودان جناح مناوي لقاء جماهيرياً بمعسكر السلام تدافع له النازحون من معسكرات “السلام، دريج، وسكلي، والسريف بمدينة نيالا، كما اجرى الوفد خلال زيارته لجنوب دارفور لقاءات مع حكومة الولاية وقيادات النازحين بكل المعسكرات ببيت الضيافة بنيالا.

وقال جدة ان زيارتهم لولايات دارفور جاءت بغرض التبشير بالسلام القادم، وقال انهم يسعون لسلام يختلف عن السابق، وذكر ان الحركة ارسلت وفودها الى كل ولايات السودان لإيصال رسالة اساسية للمجتمع السوداني بأهمية التسامح بعد تحقيق العدالة الانتقالية لبناء الدولة التي ناضل من اجلها الشعب السوداني، واضاف: رسالتي لكم بعد تحقيق العدالة نريد مصالحة اجتماعية شاملة نتجاوز بها التفرقة لنصل الى سودان مستقر وآمن، لذلك نريد منكم ان تتوحد كما نحن في الحركات متوحدون

وقال رئيس الوفد ان توجيهات رئيس الحركة مناوي للوفد بأن يقابل النازحين بولايات دارفور وكردفان والنيل الازرق للوقوف على قضاياهم واشراكهم في مفاوضات السلام بجوبا، ووصف ما يجري بين الحكومة الانتقالية وحركات الكفاح المسلح بجوبا بأنه ليس تفاوضاً وانما حواراً لجهة ان الحكومة هي حكومة الثورة التي تمثل حركات الكفاح المسلح وبقية الشعب السوداني الذي ثار على حكم البشير، وأكد ان الكل يسعى لسلام حقيقي يعالج جذور المشكلة السودانية ويختلف عن نموذج السلام الذي كان في عهد النظام السابق، لكنه قال ان هناك من لا يريد السلام في السودان كان ان هناك جزء من الشركاء ايضاً لا يريدون التغيير في السودان- على حد قوله-

بينما دعا الامين السياسي للحركة بجنوب دارفور يونس ادم موسى النازحين وسكان دارفور الى دعم الجهود المتواصلة لإكمال المفاوضات بجوبا لتحقيق سلام حقيقي مبني على مبادئ العدالة، ويؤمن للنازحين العودة الى قراهم والعيش فيها آمنين، وأكد تمسك مكتب الحركة بالولاية بمبدأ عدم افلات مرتكبي الجرائم في دارفور من العقاب، وان يسلم البشير الى لاهاي.