ام دافوق- دارفور24

استقبلت محلية ام دافوق السودانية الحدودية مع دولة افريقيا الوسطى هذه الايام آلاف اللاجئين من افريقيا الوسطى هرباً من المعارك الدائرة هذه الايام بين قبائل “الكارا والرونقا” بأفريقيا الوسطى.

وقال احد الناشطين من شباب مدينة ام دافوق السودانية ” الحسين عمر” لدارفور24  ان المعارك بين القبائل بإفريقيا الوسطى تجددت منذ أكثر من اسبوع واستمرت حتى صباح اليوم الاربعاء.

وذكر ان المئات من المناطق الحدودية التي تشهد المعارك فروا الى مدينة ام دافوق، هربا من القتال الدائر بين الاطراف الأفروسطية، وذكر مصدر طبي في ام دافوق ان مركز المدينة استقبل عدد من الجرحى المصابين في تلك المعارك.

ونسبة لضيق الشريط الحدودي بين السودان وافريقيا الوسطى أخذت المنطقتين الحدوديتين مسمى ام دافوق، وصار يطلق عليهما “ام دافوق السودانية، وام دافوق الأفروسطية” وتقطن المنطقتين قبائل متداخلة من الدولتين.

ونبه الناشط حسين عمر الى خطورة الوضع في المنطقة، في ظل عدم تدخل القوات المشتركة السودانية الأفروسطية والتشادية لحماية المدنيين.

وأضاف ” المعارك دائرة منذ أكثر من اسبوع والقوات المشتركة تتفرج” وابان الحسين ان المعارك تدور على بعد امتار من مدينة ام دافوق السودانية، الأمر الذي يصيب سكان المدينة بالخوف والرعب من اصوات الاسلحة الثقيلة المستخدمة في المعار.. بالأمس سقطت دانة “ار بي جي” وسط المدينة، الا انها لم تنفجر”.

وطالب الحسين القوات المشتركة بضرورة القيام بواجبها في حماية المواطنين الابرياء في “ام دافوق” ابعاد الاطراف المتصارعة عن المناطق الحدودية.

في الأثناء قال المدير التنفيذي لمحلية ام دافوق السودانية، عبد الباسط عبد الله، إن منطقة ام دافوق الأفروسطية شهدت يوم امس هجوماً وتم حرق اجزاء واسعة منها.

وقال إن المعارك المسلحة تجددت اليوم الاربعاء، مشيراً الى ان القتال بين الأطراف المتصارعة في افريقيا الوسطى مستمر منذ شهر يوليو الماضي، لكنه يتوقف ويتجدد من وقت لآخر.

وكشف عن استقبال ام دافوق السودانية من يوليو الماضي أكثر من 13 ألف لاجئ من افريقيا الوسطى بسبب هذا الصراع، وابان ان المنظمات الانسانية “يونيسيف، الغذاء العالمي، ومعتمدية شئون اللاجئين” وصلت الى المنطقة وقامت بإجراء حصر وتسجيل للاجئين وقدمت لهم بعض المساعدات.

وأوضح أن الحكومة السودانية والمنظمات اتفقت على تحديد موقع لإنشاء مخيم للاجئين خارج مدينة ام دافوق، وترحيلهم اليه بواسطة المنظمات.

وقال عبد الباسط إن وجود هذه الأعداد الكبيرة من اللاجئين منذ شهر يوليو الماضي شكل ضغطاً على الوضع المعيشي والاقتصادي، نسبة لمحدودية الموارد بالمنطقة، بالاضافة الى الضغط الذي سببه في مجال الخدمات الاساسية مثل المياه والصحة.

واندلعت منذ عدة اشهر معارك بين مكونات المعارضة الأفروسطية والمعروفة “بالسليكا” وادت تلك المعارك الى حالة استقطاب واسعة وسط القبائل العربية في المناطق الحدودية.

وبحسب مصادر من ام دافوق فإن اعداد كبيرة من شباب القبائل الرعوية في المناطق الحدودية يشاركون في المعارك نتيجة للاستقطاب حيث يستجدي اطراف الصراع نصرتهم مقابل المال.

وقال الحسين عمر ان السكان لم يروا للآن أي دور للمنظمات الانسانية لتفادي الآثار الانسانية لهذه الاوضاع، الا انه ذكر ان منظمة “الفاو” هي المنظمة الواحدة التي وصلت الى المنطقة وقدمت بعض المساعدات الانسانية للاجئين، ووصف الحسين اوضاع اللاجئين بالمأساوية في ظل فصل الشتاء الذي تشهده المنطقة هذه الايام.