نيالا- دارفور24

اثار عدم قيام المخيم العلاجي لمرضى العيون الذي كان من المقرر ان تقيمه شركة اسمنت عطبرة بمدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور في الخامس عشر من فبراير الماضي ردود فعل واسعة، بسبب تضارب الروايات حول إلغاء المخيم، الذي كان يستهدف تقديم خدمات علاجية لأكثر من  اجراء أكثر من 500 عملية جراحية وتق

وشكل والي جنوب دارفور اللواء هاشم خالد محمود لجنة للتحقيق حول ملابسات عدم قيام المخيم، ضمن ممثلين للقوات النظامية والنيابة، في وقت اعلن فيه المكتب الموحد للجنة الاطباء بالولاية رفضه التام للجنة التحقيق وعدم التعامل معها، لجهة انها مكونة من كوادر غير فنية ولا علاقة لها الصحة، واعتبر مكتب لجنة الاطباء تشكيل اللجنة التعدي على قوانين الخدمة المدنية، واستخدام السلطات بشكل سيء انحيازاً للشركة ضد مواطن الولاية.

وعزا ممثل منسقية الكوادر الطبية بالولاية دكتور فيصل عباس في مؤتمر صحفي الخميس إلغاء المخيم الى عدم توفر بعض المقومات الاساسية التي تمكن من تنفيذ المخيم، التي قال ان ابرزها رداءة الصرف الصحي بمستشفى نيالا التعليمي لذي يستضيف المخيم، مقارنة بالعدد الكبير للمرضى الذين سيتوافدون الى المستشفى، فضلاً عن اعتذار الكوادر المؤهلة من استشاريين واختصاصيين عن المشاركة في المخيم، وان الشركة ستُحضر عوضاً عنهم نواب اختصاصيين ومساعدي تخدير، بالاضافة الى غياب اللجنة المنسقة للمخيم من جانب الشركة حتى قبل 72 ساعة من موعد المخيم.

وابان محي الدين ان ادارة مستشفى نيالا التعليمي رأت ضرورة توفير جهاز “مايكروسكوب” جراحي لهذا المخيم، لكن الشركة رفضت ذلك وقالت انها ستقيم المخيم بأجهزة أقل منه كفاءةً، بالاضافة الى ان الشركة لن تدفع أي نثريات مالية للكوادر الطبية التابعة لوزارة الصحة، وقال ان هذا الأمر غير منصف للكوادر الطبية التي ستعمل على انجاز عمل مضاعف في ايام محدودة.

بينما ذكر ممثل المكتب الموحد للجنة الاطباء المركزية بالولاية دكتور محي الدين انهم استفادوا كذلك من التجارب السابقة للمخيمات التي تقيمها شركة اسمنت عطبرة حيث اقامت مؤخراً مخيماً في مدينة عطبرة فكانت نتائجه حدوث مضاعفات كبيرة للمرضى الذين تلقوا العلاج في المخيم، علاوة على تخريب وتدمير اغلب الاجهزة الطبية بالمستشفى التي استخدمتها الشركة لتنفيذ مخيمها، وقال محي الدين انهم في لجنة الاطباء بالولاية سيقفون ضد قيام أي مخيم لا يستوفي المعايير والشروط الطبية، حافظاً على سلامة مواطني الولاية، واضاف “مخيمات الدعم السياسي والظهور الاعلامي هذه لن تنظم مرة اخرى في السودان على حساب المرضى”

وكشف محي الدين عن ان اغلب عمليات التدريب للكوادر الطبية في تخصصات امراض العيون تتم عبر تنظيم المخيمات العلاجية، لذلك فانهم لن يسمحوا باستغلال المرضى بالولاية لأغراض التدريب، واضاف “هذه واحدة من السلوك والممارسات التي اتت الثورة السودانية لمعالجتها”