نيالا- دارفور24

لا زالت المرأة بدارفور ترى ان صوتها المُطالِب بحقها في “السلام والعيش الكريم والمشاركة” لم يُسمَع بعد على الرغم من التغيير الذي احدثته ثورة ديسمبر، وما نصت عليه الوثيقة الدستورية التي تحكم بها البلاد في الفترة الانتقالية بإعطاء المرأة نسبة 40% في المشاركة في جميع مستويات الحكم في البلاد.

ويرى عدد من النسوة الناشطات- اللائي شاركن في ورشة متابعة توصيات البيان الختامي لملتقى نساء دارفور الذي عقد في نوفمبر الماضي- ان المرأة بدارفور لا زالت تشعر بأنها بعيدة كل البعد من المشاركة الحقيقية، خاصة في قضايا السلام بدارفور وهي تعد من أكثر الشرائح تضرراً من الحرب التي شهدها الاقليم.

ونص البيان الختامي للملتقى على ان النساء بدارفور يشعرن بالقلق ازاء استمرار العنف بما في ذلك العنف الجنسي والعنف القائم على اساس النوع، الذي يفاقم معاناة النساء والاطفال حين الخروج بحثاً عن سبل كسب العيش.

وتقول منسقة ملتقى نساء دارفور سارة مصطفى ان المرأة بدارفور لا زالت بحاجة الى عمل دؤوب لأجل نيل حقوقها من المجتمع وفي مؤسسات الدولة، وابانت ان من خلال هذا الملتقى تسعى المرأة الى تكوين جسم يضم كل النساء، ليقوم بمهام انتزاع حقوق المرأة، ووضع خطة لإحلال السلام بدارفور لجهة ان المرأة هي المعنية بالأمن الذي يمثل السلام لنفسها واطفالها واسرتها، وتوفير الحماية لها والحفاظ على شرفها وكرامتها، وذكرت ان نساء دارفور سلمن مفوض السلام بروفيسور سليمان بالخرطوم مسودة تحوي رؤيتهن حول السلام بدارفور.

ونبهت رئيس الحزب الشيوعي بجنوب دارفور دكتورة “نور الصادق” الى ضرورة ان ترفع المرأة صوتها عالياً للمطالبة بحقوقها، وقالت “نحن يجب ان نطالب بأكثر من نسبة ال”40%” التي نصت عليها الوثيقة الدستورية لمشاركة المرأة” واضافت “راج الحديث كثيراً هذه الايام عن تكليف الولاة، لكن للأسف للآن لم نسمع بمرشحة لمنصب والي الا واحدة” واعتبرت ان ذلك مؤشراً لعدم الالتزام بالنسبة المستحقة للنساء.

ونص قرار الامم المتحدة 1325 على ضرورة مشاركة المرأة في عدة محاور ابرزها المشاركة في بناء السلام والاتفاقيات، لجهة ان المرأة من أكثر الشرائح تأثراً بالحرب، وحذر مسئول قسم استشارية النوع ببعثة اليوناميد دكتور ضحوي صالح علي من عدم السماح للمرأة بلعب دورها في بناء السلام.

وأضاف “ان المجتمع سيعاني من تغييب المرأة من ان تقوم بدورها المنوط بها” وذكر ان بعثة اليوناميد تنفذ الملتقيات الخاصة بالنساء بدارفور، لإدراكها بدور المرأة واهمية ان تكون حاضرة في مفاوضات السلام، لأجل الوصول الى سلام شامل ينهي الحرب بدارفور، ونوه الى ان هناك عدد من جولات التفاوض انعقدت بعاصمة دولة جنوب السودان “جوبا” الا ان مشاركة المرأة ظلت ضعيفة في هذه المفاوضات، الأمر الذي يحتم العمل على ايصال صوت المرأة بدارفور.

واوضح ضحوي- ان الملتقى الذي نظمته وحدة استشارية النوع باليوناميد في نوفمبر الماضي- شاركن فيه 120 امرأة من ولايات دارفور الخمس، وخرج بتوصيات ومسودة تم تسليمها لمفوض السلام بالسودان لكن هناك تحديات تمنع ان يكون هناك أثر ايجابي للتوصيات، واضاف “لذلك نحن في اليوناميد نرى ضرورة ان نمكن المرأة للوصول الى مواقع صناعة القرار، لتتمكن من فرض نفسها للمشاركة في المفاوضات، لكن ذلك يتطلب- بحسب ضحوي- ان توحد المرأة صفها ومواقفها وان تعرف دورها تماماً وأهميته وسط المجتمع، واضاف “اذا ارادت ان تؤدي المرأة في دارفور دورها بشكل كامل يجب ان تتوحد”

وابان ان الهدف من الورشة تقوية آليات “اللوبي النسوي” بدارفور للضغط على مفوضية السلام لأجل اشراكها في المفاوضات، وحذر ضحوي من ان تغييب المرأة في مفاوضات السلام، وقال اذا تمت المفاوضات دون ان يكون هناك صوت عالي وضغط نسائي فلن يلتفت إليهن أحد، وعندها لن ان تأتي اليوناميد لتقول اعطوا النساء حقوقهن”

واوصت الورشة بمشاركة المرأة في عملية السلام في جميع المراحل وعلى كافة المستويات بنسبة لا تقل عن 50% والتمييز الايجابي للمرأة النازحة والريفية في كل الوفود الرسمية وحركات الكفاح المسلح، فضلا عن المساواة في مشاركة النساء في كل مراحل وعمليات الترتيبات الامنية بما في ذلك عملية مراقبة وقف اطلاق النار ونزع السلاح والتسريح واعادة الدمج، والمشاركة في كافة هياكل ومستويات السلطة الولائية والاتحادية بنسبة لا تقل عن 50%، والمساواة في مشاركة المرأة في هياكل مفوضية السلام.

وطلب ملتقى نساء دارفور من بعثة اليوناميد بتوفير الدعم الفني واللوجستي لتسهيل مشاركة المرأة في كل مراحل عملية السلام بدارفور، وانشاء آلية مهمتها التنسيق والمتابعة لإدماج قضايا واجندة النساء في عملية السلام بدارفور، وتشكيل مجموعة نسوية للضغط والمناصرة للوصول الى سلام حقيقي، وانشاء مبادرة نسوية لمقابلة عبد الواحد محمد نور لحثه على الانضمام لعملية السلام، وانشاء آلية نسائية للاتصال بحركات وفصائل الكفاح المسلح لتشجيعهم على الوحدة وتعزيز الثقة بينهم.