نيالا- دارفور24

تواجه السلطات بجنوب دارفور صعوبات في بحثها عن مواقع لتخصيصها لاغراض الحجر والعزل الصحيين في اطار تحضيراتها لمجابهة مخاطر فيروس كورونا الذي بات يهدد حياة البشرية.

ففي الاسبوع الماضي قررت وزارة الصحة بالولاية تخصيص مستشفى “الشيخ موسى” الذي يقع شرقي مدينة نيالا، لكنها تفاجأت بخروج مواطني الاحياء المجاورة للمستشفى في مظاهرات رافضة للقرار، فاضطرت الوزارة الى العدول عن قرارها.

وفي مسعى آخر اتجهت سلطات الولاية الى مستشفى نيالا السوداني التركي لجعله مركزاً للعزل الصحي لحالات الاصابة المؤكداً، لجهة ان به امكانيات تجعله الانسب لسد حاجة الولاية في حال انتشار “كوفيد19” بالولاية، الا ان هناك مقاومة ورفض من ادارة المستشفى ومواطني الاحياء المجاورة كذلك، في وقت ليس امام سلطات الوزارة خيار آخر لضعف النظام الصحي بالولاية.

ويقول المدير العام لوزارة الصحة ان اختيارهم للمستشفى التركي لجهة انه المشفى الوحيد الذي لديه القدرات والامكانيات التي يمكن ان تستقبل مرضى “كوفيد19” حيث به مصنع للأوكسجين الذي تفتقده كل مستشفيات الولاية.

وخاطب والي جنوب دارفور اللواء هاشم خالد في الثالث والعشرين من مارس المنصرم وزارة الصحة الاتحادية، لمخاطبة السفارة التركية بالخرطوم للموافقة على استخدام المستشفى السوداني التركي كمركز للعزل، وبرر الخطاب- الذي اطلعت عليه دارفور24- الخطوة بان المستشفى تتوفر فيه المستلزمات اللازمة لتقديم الخدمات العلاجية، وجاءت خطوة طلب موافقة السفارة التركية على الرغم من المستشفى يتبع لوزارة الصحة الاتحادية وفقاً للبرتكول الموقع بين السودان وتركيا.

واتهمت لجنة أطباء نيالا في مؤتمر صحفي المدير الاداري للمستشفى دكتور حيدر عبد النبي بعرقلة مساعي حكومة الولاية لقيام مركز العزل في المستشفي التركي بحجة وجود “50” من الكوادر الطبية الاتراك يسكنون داخل المستشفى، بجانب لجان المقاومة بالاحياء المجاورة للمستشفي الذين ناهضوا القرار وخرجوا في مظاهرة رافضة لتخصيص المستشفى مركزاً للعزل.

وفي خطاب آخر- حصلت دارفور24 على نسخة منه-طلب والي جنوب دارفور من وزير الداخلية الموافقة على استخدام مباني المركز الصحي داخل سجن نيالا الاتحادي الجديد الذي لم يكتمل تشييده بمنطقة دقريس “22” كيلو متر غربي مدينة نيالا، كمركز للحجر والعزل الصحي لمرضى “كوفيد19”  لكن مدير عام الوزارة دكتور محمد ادريس ابدى تفاؤله- في حديث مع دارفور24- بأن تتجاوز الولاية كل العقبات التي واجهتها في سبيل اعداد وتجهيز مراكز العزل بالولاية، كما ابدى اسفه على تصرفات سكان مدينة نيالا الذين يقاومون قرارات حكومة الولاية الخاصة باختيار مؤسسات صحية لتخصيصها مراكز للعزل والحجر الصحي، واضاف “للاسف اي مرفق نمشي عليه نجد مقاومة من المواطنين ولجان المقاومة، بل انهم وصلوا مرحلة التظاهر واغلاق الشوارع وحرق الاطارات- على حد قوله-

وفي السياق اطلق رجال المال والاعمال بجنوب دارفور مبادرة مجتمعية لاستقطاب الدعم المالي ومساندة سلطات الولاية لمجابهة فيروس “كورونا” ستنطلق يوم بعد غدٍ الاثنين، ووجهت الدعوة لكل شرائح المجتمع للمشاركة في النفرة. وتستقبل ولاية جنوب دارفور يوم غدٍ الأحد 10 طن من المعدات الطبية مرسلة من وزارة الصحة الاتحادية بالاضافة الى عدد 6 كوادر طبية تم تدريبيهم على التعامل مع مرضى “كورونا”

بينما تنشط مجموعات شبابية بمدينة نيالا عاصمة الولاية في تنظيم حملات للتوعية بمخاطر فيروس “كورونا” وتصنيع وتوزيع المعقمات والمنظفات للمواطنين في اماكن تجمعاتهم في الاسواق والمؤسسات، ونقل مراسل دارفور24 من نيالا ان قرار حظر التجوال من الرابعة عصراً حتى السادسة صباحاً يجد تجاوباً كبيراً من قبل مواطني المدينة، لكن المواطنون يواجهون صعوبات في المواصلات العامة التي تنقلهم من مواقع عملهم الى احيائهم.