كشفت هئية حقوقية عن معلومات مختلفة عن التي قدمتها السلطات الرسمية بشأن القتال الذي اندلع الأسبوع الماضي، بين مجموعات من قبيلتي “الرزيقات والفلاتة” بجنوب دارفور.

وأعلنت الهيئة أن القتال ادى إلى مقتل نحو 84 شخصا من الطرفين، كما ان اسبابه لم تكن سرقة مواشي وإنما شجار بين شباب القبيلتين حول شراء “بندقية” وذلك وفقا لتحقيق ميداني أجرته الهيئة في المنطقة واستمعت فيه إلى شهود محايدين، بحسب بيان تلقته “دارفور 24”.

وكان والي جنوب دارفور المكلف، اللواء خالد هاشم، في تصريحات صحفية الثلاثاء إن ضحايا القتال بلغ 20 شخصا من الطرفين، ولاحقا أبلغ رئيس الوزراء بأن عدد الضحايا 30 شخصا، موضحا ان سبب الأحداث سرقة مواشي.

وطالبت هيئة محامي دارفور، في البيان بإجراء تحقيق محايد وشفاف بشأن الأحداث الدامية التي وقعت بين الطرفين وتقديم الجناة إلى محاكمات عادلة.

وأضاف البيان “قبل الحادث، وتحدياً بتاريخ «الثالث من مايو 2020م»، تمت عملية بيع لبندقية كلاشنكوف مسروقة، والبائع أحد ابناء الرزيقات والمشتري من أبناءالفلاتة، حيث رفض الأخير تسليم الأول مقابل البيع، فدار نقاش تطور إلى شجار بالعصي بين شباب من القبيلتين، ومن ثم تدخل بعض العقلاء من الطرفين لحل الاشكال وتم تحديدالخميس «السابع من مايو»، موعداً لعقد جلسة الصلح”.

وذكر البيان أنه في تاريخ «الخامس من مايو» وقبل إنعقاد جلسة الصلح وعند عودة بعض ابناءالفلاتة الذين كانوا طرفا في الشجار إلى فريقهم اعترضهم حوالي «5»  أفراد من أبناء الرزيقات، وأطلق احدهم رصاصة تجاه ابناء الفلاتة الذين ردوا بالمثل، ومن ثم اندلعت معركة بين الطرفين نتج عنها مقتل اثنين من الفلاتة و«4» من الرزيقات بمنطقة «مرية» شمالي تلس على بعد ٧ كيلو مترات.

وأضاف “فور سماع الأعيرة النارية تحرك فزع من قبيلة الفلاتة من محلية تلس صوب موقع الذخيرة وعند حضورهم وجدوا القتال مستمراً فانضموا إلى اهليهم واسفر هذا القتال عن جرح اكثرمن «7» اشخاص وحرق القرية، وقام فريق الفلاتة بحرق حوالي «3» من ابناء الرزيقات داخلقطية فماتوا حرقاً”.

وأشار التقرير، إلى أنه وفي صبيحة يوم الأربعاء «السادس من مايو» بدأ هجوم على فرقان قبيلة الفلاتة في مناطق سعدون وبليل وحجير تونو ودونكي دريسة وام قونجا، وهي مناطق تبعد كثيراًعن مكان نشوء وإندلاع الصراع، وقتل في هذه المعارك عدد من الرعاة من قبيلة الفلاتة يقدر عددهم بحوالي «50» قتيلاً، بالإضافة إلى قتلى من الرزيقات، يقدر عددهم بحوالي«25» قتيلا، إضافة إلى نهب اعداد كبيرة من ابقار الفلاتة.

‏وذكر بيان العيئة نقلا عن شهود عيان أن هنالك عربات عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع، شاركت في القتال وخاصة في مناطق دونكي دريسة، حيث قتل كاتب وزيات الدونكي وايضا في مناطق الصفية وحجيرتونو.

‏وشهد إقليم دارفور منذ 2003 أعمال عنف بدوافع قبلية وسياسية مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أعداد أخرى، وبسبب هذه الأحداث أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال ضد الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير، وآخرين في حكومته.