الفاشر- دارفور24
كشفت الصحفيتان بشمال دارفور “عايدة احمد عبدالقادر، ولنا عوض حسن سبيل” للمرة الاولي عن التفاصيل الدقيقة لمحاولة ملاحقتهن من قبل احد افراد الاستخبارات العسكرية داخل مدينة الفاشر كبري مدن اقليم دارفور غربي البلاد.
وقالتا “إن عملية مطاردتهن بدأت الجمعة الماضية واستمرت ثلاثة ايام وذلك على خلفية نشرهن تقارير صحفية تعكس الوضع الصحي وازدياد عدد الوفيات الغامضة وسط كبار السن داخل مدينة الفاشر”، الأمر الذي دفع مدير عام الصحة دكتور سليمان ادريس إلى بث تسجيل صوتي في تطبيق التراسل الفوري (واتساب) يشكك في انتماء الصحيفة “لنا عوض سبيل” لمؤسسه الاعلامية، عطفاً علي تشكيكه في انتمائها الوظيفي لوزارة الصحة بالولاية، حيث أصدر المدير العام بيانا تم بثه في الإذاعة المحلية نفي فيه ما أوردته التقارير الصحيفة التي تناولت معلومات عن الوضع الصحي وانتشار فيروس كورونا.
وبحسب دراسة علمية اجرتها جامعة الفاشر فإن احصائيات الوفيات الغامضة الأسباب وسط كبار السن بالمدينة تجاوزت الـ150 حالة وفاة خلال “3” أسابيع، في وقت ترجح فيه الأوساط العلمية أسباب الوفيات إلى انتشار جائحة كورونا بالمدينة.
وأوضحت الصحفية “لنا عوض” لدارفور24 انها تلقت تهديدات عبر عدة إتصالات هاتفية من قبل أحد افراد الاستخبارات العسكرية برتبة مقدم يدعي “عبدالباقي” يومي الجمعة والسبت وذكرت أن الضابط طلب منها الحضور أمامه في مقر شعبة الاستخبارات لكنها رفضت لعدم قانونية استدعائها من قبل الاستخبارات العسكرية- على حد قولها- وتابعت “عندما رفضت المثول أمامهم خاطبني بقوله “اذا لم تحضري لدينا اساليبنا التي تجبرك على ان تأتي طائعه الي المباني العسكرية” وأكد الضابط أنه يمكن احضارها قصراً وباسلوبه الخاص، و في صبيحة “الأحد” وهو اليوم الذي تمت فيه عملية الملاحقة الفعلية.
 قالت الصحفية “عايدة عبدالقادر” إن مطاردتهن من قبل العسكريين بدأت يوم الأحد في تمام الساعة التاسعة ونصف صباحاً وذلك عندما تحركتا إلى سوق الفاشر الكبير حيث تم اعتراضهن وسط السوق من قبل أحد أفراد الاستخبارات يرتدي زياً مدنياً، والذي عرف نفسه بأنه ضابط برتبة ملازم اول يدعى “مصعب” قبل أن يأمرهن بالتحرك معه إلى مكاتب الاستخبارات، وقالت “عايدة” إنهن رفضتا الذهاب معه واسرعتا إلى الاحتماء بأحد مكاتب المحاميين المجاورة للموقع الذي تم اعتراضهن فيه، وأضافت “عقب ذلك عاد واتصل بنا وجدد أمره بان نمثل امامهم فوراً لكننا رفضنا”.
وجراء الوفيات الغامضة التي شهدتها بمدينة الفاشر بشمال دارفور في ارسلت الحكومة الاتحادية وفداً رفيعاً برئاسة وزير شئون مجلس الوزراء عمر مانيس ووكيل وزارة الصحة الاتحادية للوقوف ميدانياً علي حقيقة الوضع الصحي بالولاية.