نيالا: كلمة
فيتشر- دارفور24

في منتصف ليل الثلاثاء  أجرى  كل من الراحل طه دنقس والجريح على دنقس اتصالي استغاثة  – هو الاخير لطه – بأعضاء أسرتيهما في حي  التضامن بنيالا أثناء تيههم داخل مخيم كلمة للنازحين 12 كيلو شرقي نيالا يخبرون أسرهم بانهم ضلوا طريقهم الى نيالا القادمين اليها من منطقة متورت بشرق دارفور ويواجهون تحرشاً ورشقاً بالحجارة من قبل غاضبين داخل المخيم ، في الأثناء كان صوت على دنقس يعلو من خلال الهاتف مخاطبا جمهرة من النازحين مردداً كلمات ( ياناس أمان ، نحن رايحين  ) ثم انقطع الاتصال وعاد مرة أخرى لكن هذه المرة من نيالا ليسمع المتصل أصوات تردد كلمات ” أشهد الا اله الا الله ” احتضار جراء اطلاق النار عليهم داخل السيارة التي يستقلونها أودى بحياة  طه دنقس واحمد كزمة وهما رجلان مسنان واصابة ابن الاول على دنقس.

بعيد ذلك هب المآت من أسر الضحايا وعشيرتهم والجيران من الحي والاحياء الاخرى لنجدة من يمكن نجدته.

 

النور ديدان

 

من بين الذين هبوا لنجدة أقربائهم في مخيم كلمة عشرات من يحملون أسلحة نارية، كان الشاب النور السيد ديدان الذي يرتبط مع الضحايا برابطة الدم فضلا عن ارتباطه بالسكن الى جوارهم في حيين متقاربين قد وصل في مقدمة الواصلين، لم يكن يحمل سلاحا ولو أبيضاً بل يحمل قلباً أبيضاً محب للسلام ، فنظم على الفور فريقاً من عقلاء الواصلين من اهله للحيلولة دون وقوع اشتباك بين جمهرة النازحين الذين يتوسطهم مسلحون يطلقون عبارات مسيئة وشتائم وهم في غاية التوتر والتحفز لإطلاق النار وبين رجال عشيرة الضحايا المسلحين، في لحظة استعدت فيها كل الذخائر في الخزن للخروج ايذاناً بوقوع كارثة بشرية جديدة تضاف الى كوارث اقليم دارفور.

ودفع موقف النور البطولي الصحفي المقيم في دارفور آدم مهدي ان يصف على حسابه في فيسبوك ما قام به النور وآخرين بحفظة السلام ..

 

Nour Didan النور السيد ديدان

( أحد  الشباب الذين ساهموا مساهمة عظيمة في حفظ السلام بمعسكر كلمة ليلة الثلاثاء وصباح الأربعاء  الماضيين بعد مقتل اثنين من اعمامه واصابة ابن عمه بجراح خطرة.
النور وضع نفسه وقلة من الذين استطاعوا ضبط أنفسهم وهم يشاهدون جثث اقرباءهم على ذلك النحو الذي شاهدتموه في الصور والفيديو ،وضع نفسه بين أبناء عمومته في كامل عتادهم القتالي وجاهزيتهم بتحفز وبين عشرات النازحين المتفلتين المستعدين لمقاتلة ذوي الضحايا من أهله متحملا في لحظات قليلة وثقيلة عبارات السب والشتم من كل جانب وناظرا للموت في كل ثانية الى أن تكلل جهده واخرين بمباعدة الجانبين المتوترين قبل وصول قوات الدعم السريع التي ساهمت هي الأخرى بحفظ السلام وتجنيب البلاد تجربة معسكر كريندينق بالجنينة ).

وقد لاقى ملصق مهدي رواجاً كبيراً أعتبره فيسبوك ملصقاً عاماً جعل مشاهدته ممكنة من العامة وحصد من الاعجاب والتعليقات والمشاركة والتفاعلات اكثر من 734 في أقل من 24 ساعة.

 

بطل سلام مجهول في مخيم كلمة

 

على عكس اندفاع القتلة التي أزهقوا روحي دنقس وكزمة في سفك الدماء ورغبتهم في مواصلة سفكها أورد الناجي الوحيد من الموت على دنقس على لسان النور ديدان انه بعد ان أصيب اتى المسلحون الذين قتلوا والده وعمه ووجدوه حياً لينزلوه من السيارات ويسيروا به مسافة ليست بعيدة ليعقدوا مشاورة لأجل تركه او قتله وفي الآخر يقول دنقس قرروا قتلي وكلفوا أحداً بقتلي والتخلص مني ثم اقتادني المكلف بقتلي الى مكان بعيد وكنت أنزف دماً بغذارة حتى اوصلني منزله. وكانت المفاجأة أن أحضر لي ثياباً من ثيابه  لاستبدل ثيابي المليئة بالدماء وحملني على عربة كارو الى حيث يقيم مسعف طبي لكن رفض المسعف التعامل مع حالتي الخطرة جعلت الرجل ينقلني مباشرة الى مقر بعثة يوناميد المتمركزة بالمخيم وسلمني اليهم قبل ان يسلموني الى اهلي لينقلوني الى نيالا على الفور لتلقي العلاج.

 

وقد روى ديدان ذلك الموقف من قبل ذلك الرجل المجهول أمام عدد من الناس في صيوان عزاء القتيلين مبدياً قلقه على حياة ذلك الرجل وحضر تلك الرواية محرر دارفور24  في نيالا. ولم يكتف ديدان بذلك فحسب بل أثنى على ذلك الرجل المجهول الذي حفظ حياة على دنقس على حسابه في فيسبوك بالنص التالي..

 

مواقف لا تنسي
” الموت يوجع الاحياء اكثر ما يوجع الاموات بالرغم من عملية القتل البشعة للعم / طه دنقس واحمد كزمه الا ان هنالك مواقف لاتنسي من شخص لا اعرف اسمه هو قام باسعاف المجروح علي دنقس هو استلمو من المجرمين بعد ما اتفقوا علي تصفيته اؤكلت المهمه له ولكن حصل العكس من هذا الرجل غير ملابس علي دنقس التي كانت كلها دماء لكي لايعرفه الناس وحمله علي كارو حمار وذهب به الي دكتور في المعسكر الدكتور رفض استلامو لخطورت حالته وبعدها ذهب به الي مقر اليوناميد وتم اسعافه موقف انساني لاينسي”

ويعتقد عدد كبير من الناشطين والمهتمين بالاستقرار  تابع نشاطهم دارفور24 ان مواقف مثل موقفي النور ديدان والرجل المجهول في مخيم كلمة يمكن أن ياخذا بيد اقليم دارفور وسكانه سيما وأن الموقفين صدرا من لب الأزمة  في زروتها وكان ممكناً ان يكونا في اتجاه آخر يودي بحياة العشرات ان لم يكن الآلاف لكنهما اختارا أن يحفظا السلام  ويمسكان عن الوقوع في الوحل القبلي.