ينطلق غدا الخميس، بالعاصمة الألمانية برلين مؤتمر شركاء السودان، بمشاركة واسعة من الدول الكبرى والمنظمات المالية الدولية إضافة إلى الأمم المتحدة.

المؤتمر الاقتصادي الذي انتظرته الحكومة الانتقالية طويلاً، منذ تسلمها للسلطة عقب الإطاحة بالرئيس السابق البشير بثورة شعية في أبريل من العام الماضي، يأتي التجمع الاقتصادي في ظل أزمة اقتصادية مريعة يمر بها السودان، حيث بلغ التضخم اعلى نسبة ارتفاع خلال السنوات الماضية، إضافة إلى النقص الحاد في إمدادات الوقود و الكهرباء

 شراكة مع المجتمع الدولي

أعلنت الحكومة الانتقالية السودانية، الإثنين، عن استضافة العاصمة الألمانية برلين مؤتمر “شركاء السودان”، بهدف خلق شراكات بين الخرطوم والمجتمع الدولي لتحقيق الاستقرار الاقتصادى ودفع جهود التنمية والتحول الديمقراطي بالبلاد. 

وقالت إن  المؤتمر  يعقد  الخميس المقبل، بمشاركة رئيس مجلس الوزراء السوداني الدكتور عبدالله حمدوك، عبر تقنية الفيديو، وبمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ووزير الخارجية الألماني هايكو ماس، والممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، ووزير المالية والتخطيط الإقتصادي السوداني الدكتور إبراهيم البدوي، ووزيرة العمل والتنمية الاجتماعية السودانية لينا الشيخ.

وقال مجلس الوزراء السوداني، إن مؤتمر الشركاء يحظي باهتمام دولي رفيع المستوى بمشاركة ألمانيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، إلى جانب أكثر من ٤٠ دولة ومؤسسة دولية، إلى جانب مشاركة أصدقاء السودان، بما في ذلك مجموعة من الدول الأفريقية والعربية بما فيها إثيوبيا وجنوب السودان وجنوب أفريقيا ومصر وأعضاء مجلس التعاون الخليجي.

وأشار البيان إلى أن مؤتمر شركاء السودان تطور خلال الأشهر التسعة الماضية من مؤتمر مانحين إلى مؤتمر شراكة، يهدف إلى دعم أجندة وبرامج الحكومة الانتقالية المتعددة الخاصة بتحقيق الاستقرار الاقتصادي وعملية الانتقال بالبلاد.

وكان رئيس مجلس الوزراء السوداني، قد عقد في الأيام الماضية سلسلة من اللقاءات مع اتحاد أصحاب العمل السوداني، وممثلي من المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير والقطاع الخاص، وعدد من منظمات المجتمع المدني، لدعم مخرجات المؤتمر

قضايا المؤتمر

ويركز مؤتمر شركاء السودان على الإصلاحات الاقتصادية، وبرنامج دعم الأسر، والاستجابة لجائحة فيروس كورونا، وتخفيف الأثر الاجتماعي لها.

كما يسلط المؤتمر الضوء على الدعم السياسي والاقتصادي لانتقال السودان نحو الديمقراطية، حيثُ تسعى حكومة الفترة الانتقالية من خلال هذا المؤتمر لخلق شراكة حقيقية مع العالم، لتحقيق السلام والإصلاح الاقتصادي وإعادة تأهيل البنى التحتية ومشاريع الإنتاج وبرامج إعادة الإعمار.

وحطت طائرة مفوض  الأزمات بالإتحاد الأوربي جانيز لينارزيتش، في الخرطوم عشية انعقاد المؤتمر،

 وتأتي الزيارة المصاحبة للرحلة الثانية للجسر الجوي الإنساني للاتحاد الأوروبي إلى السودان  .

ويرافق المسؤول الأوروبي في زيارته للخرطوم وفد رفيع المستوى من فرنسا والسويد والنرويج بما في ذلك المنظمات التي ستستأنف عملها الإنساني في السودان والتى توقفت عن العمل في فترة النظام السابق وأُجبرت على الخروج

مشاركة واسعة

وحسب السفير الألماني في الخرطوم، يشارك  أكثر من (٤٠) دولة ومؤسسة دولية على رأسهم الأمين العام للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأمريكا بالاضافة الى مجموعة من الدول الأفريقية والعربية .

وأكد سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية بالخرطوم السفير أولريش كلوكنر اكتمال كافة الاستعدادات لانطلاقة جلسات مؤتمر شركاء السودان في برلين  غد الخميس.

 وقال السفير الالماني في حديث  مع راديو دبنقا من الخرطوم عبر تطبيق الواتساب  يوم الثلاثاء  قال إن مؤتمر شركاء السودان يجد اهتمام دولي رفيع المستوى لجهة أن الدعوة لانعقاده جاءت من قبل ألمانيا، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، ويُحظى المؤتمر بحضور ومشاركة دولية واسعة لأكثر من (٤٠) دولة ومؤسسة دولية، إلى جانب مشاركة أصدقاء السودان، بما في ذلك الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ومجموعة من الدول الأفريقية والعربية بما فيها إثيوبيا وجنوب السودان وجنوب أفريقيا ومصر وأعضاء مجلس التعاون الخليجي (المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، الكويت، قطر)، والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي  (الصين، فرنسا، روسيا، المملكة المتحدة ،والولايات المتحدة) بجانب أعضاء مجموعة العشرين، والمنظمات الإقليمية متعددة الأطراف مثل الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) والمؤسسات المالية الدولية مثل البنك الدولي ومصرف التنمية الأفريقي وصندوق النقد الدولي.

وذكر السفير في رده على راديو دبنقا  ان المؤتمر يهدف لخلق شراكات بين السودان والمجتمع الدولي لتحقيق الاستقرار الاقتصادى ودفع جهود التنمية والتحول الديمقراطي بالبلاد. وتوقع السفير ان يخرج المؤتمر بنتائج مهمة في ختام اعماله.

دعم أوربي

الى ذلك اعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي  بالسودان دعمها الكامل لمؤتمر شركاء السودان  وقال رئيس البعثة السفير روبرت فان دوول ردا علي سؤال راديو دبنقا من الخرطوم عبر تطبيق الواتساب يوم الثلاثاء ندعم قيام المؤتمر وتوصياته لجهة توفير الدعم الشامل للحكومة الانتقالية المدنية في السودان،والتي تعمل من أجل تثبيت مبادئ العدالة والحرية والديمقراطية والسلام وحقوق الإنسان في البلاد.

 ويركز مؤتمر شركاء السودان على الإصلاحات الاقتصادية، وبرنامج دعم الأسر، والاستجابة لجائحة فيروس كورونا، وتخفيف الأثر الاجتماعي لها، كما يسلط المؤتمر الضوء على الدعم السياسي والاقتصادي لانتقال السودان نحو الديمقراطية، حيثُ تسعى حكومة الفترة الانتقالية من خلال هذا المؤتمر لخلق شراكة حقيقية مع العالم، لتحقيق السلام والإصلاح الاقتصادي وإعادة تأهيل البنى التحتية ومشاريع الإنتاج و برامج إعادة الإعمار.

وقال رئيس بعثة الاتحاد الاوربي في السودان، السفير روبرت فان دن دوول  في رده على راديو دبنقا يوم الثلاثاء  إن المؤتمر فرصة جيدة لتوفير الدعم السياسي والاقتصادي للسودان بصورة أشمل لجهة تحقيق الاستقرار والسلام واحترام مبادئ حقوق الإنسان،وإتاحة الحريات، وفتح الطريق أمام السودان للاندماج في المجتمع الدولي واعادة الانطلاق الاقتصادي.

الفرصة الأخيرة

ويرى عدد من الخبراء الاقتصاد أن المؤتمر يمثل الفرصة الأخيرة لحكومة ما بعد الثورة، التي ورثت نظام اقتصادي شبه منهار، خاصة الانخفاض المستمر للجنيه السوداني، الذي فقد كثر من 80% من قيمته.

إلا أن عدد منهم حذر من الاعتماد بشكل كامل على الدعم الخارجي، خاصة في ظل تراجع نسبة النمو الاقتصادي العالمي، في ظل استمرار انتشار جائحة كورونا التي أدت إلى إغلال الاقتصاد في كافة أرجاء العالم، وطالب بعض منهم الحكومة بانتهاج سياسية اقتصادية متزنة تتماشى مع الأوضاع الهشة التي يعيشها الشعب، إضافة إلى العمل لاسترداد الأموال المنهوبة من قبل عناصر النظام البائد، خاصة التي في الخارج، فضلا على  اعادة تدوير المشاريع القومية التي توقفت خلال فترة عهد البشير، مثل مشروع الجزيرة و صناعة الذهب ووقف تصدير المواد الخام.

 

.