كشفت وزارة الري والموارد المائية السودانية، اليوم “الخميس”، تفاصيل الخطاب الذي بعثته وزارة الخارجية السودانية، إلى مجلس الامن الدولي بشأن موقف الخرطوم من آخر تطورات قضية سد النهضة الإثيوبي.

وأعلنت أثيوبيا مؤخراً، اكتمال إنشاء 74 بالمئة من السد، وقالت إنها ستبدأ في ملئه اعتبارًا من يوليو المقبل، مقابل رفض سوداني مصري للملء بقرار أحادي من دون اتفاق.

وتضمن الخطاب الذي أرسلته الخرطوم أمس “الأربعاء”، إلى “المجلس”، نتائج جولات المفاوضات الثنائية والثلاثية التي عقدت مؤخراً، بوجود مراقبين من جنوب أفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي ضمن مبادرة رئيس الوزراء السوداني.

وأبلغ السودان، “المجلس”، بمواقفته المبدئية التي أوضحها في خطابه السابق مطلع يونيو الجاري، وأحاطه بنتائج جولات التفاوض الأخيرة، والاختلاف الحالي حول بعض القضايا القانونية الأساسية، والتي دفعت الخرطوم لاقتراح رفع تلك القضايا إلى مستوى رؤساء الوزراء لتوفير الدعم السياسى المطلوب.
وأكدت وزارة الري والموارد المائية السودانية، في تصريح صحفي، قناعة الخرطوم التامة بأن أفضل نص توفيقي متوفر، يتمثل في مسودة الاتفاقية المؤرخة في 14 يونيو 2020 التي قدمها السودان خلال مرحلة متقدمة من الجولة الأخيرة للمفاوضات، وسعى فيها إلى استيعاب مصالح واهتمامات جميع الأطراف بصورة شاملة وعادلة ومتوازنة يمكن أن تمهد الطريق لابرام الاتفاقية المرجوة.

وقال إعلام “وزارة الري”، إن السودان اقترح على مجلس الامن دعوة قادة الدول الثلاث لإظهار إرادتهم السياسية والتزامهم بحل القضايا القليلة المتبقية، وحث الأطراف الى اعتماد المسودة الشاملة التي قدمها السودان في المفاوضات الأخيرة كأساس للعمل وإكمال وثيقة الاتفاق التى ترضي جميع الأطراف.
وشدد الخطاب، على ضرورة إثناء جميع الاطراف عن أي إجراءات أحادية بما في ذلك البدء في ملء خزان سد النهضة قبل التوصل إلى اتفاق، لما يترتب عليه من تعريض سلامة تشغيل سد الروصيرص وبالتالي حياة الملايين من الناس الذين يعيشون في المصب لخطر كبير.
ونبه الخطاب إلى أن الزمن المتوفر للوصول للاتفاق ضيق وحرج، ودعا الجميع للعمل بجد للوصول للحظة تاريخية في حوض النيل، وتحويل سد النهضة إلى محفز للتعاون بدلاً من سبب للصراع وعدم الاستقرار.
وتتخوف القاهرة والخرطوم، من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتهما السنوية من مياه نهر النيل، البالغة 55.5 مليار متر مكعب لمصر، و18.5 مليارا للسودان، بينما تقول أديس أبابا، إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء بالأساس.

ويقع سد النهضة، على النيل الأزرق بولاية بنيشنقول ـ قماز بالقرب من الحدود الإثيوبية ـ السودانية، على مسافة تتراوح بين 20 و40 كيلومترا.