كشف زعيم حزب الأمة القومي السوداني الصادق المهدي، تفاصيل ما دار بينه، ووزير المالية السابق د. إبراهيم البدوي، على خلفية تقديمه مع آخرين إستقالاتهم من مناصبهم.

وأعفى رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك، الخميس الماضي، وزير الصحة الدكتور أكرم علي التوم، وقِبل استقالة ٦ من وزراء الحكومة الانتقالية، وذلك بهدف إتاحة الفرصة لإعادة تشكيل الحكومة.

وقال المهدي، إن البدوي، زاره أمس “الجمعة”، لتقديم واجب العزاء في وفاة عمته، وأبلغه أنه لن يتراجع عن قرار الإستقالة.

وأضاف بأنه حزب الأمة، كان يتوقع أن يكون إصلاح مجلس الوزراء ضمن إجراءات العقد الاجتماعي الجديد المقترح، باعتبار أن الإصلاح المطلوب جذري ويتناول كل منظومة مؤسسات الفترة الانتقالية، إلا أنهم تفاجأوا بالإجراء الذي اتخذه رئيس الوزراء.

ورأى زعيم الأنصار، أن الحكومة الانتقالية الحالية تُدار عبر تيار راشد وآخر حالم، فالأول طالب بأن تكون آلية المليونية والاعتصام في الأمور المهمة، وأن التحالف مع العسكريين في الفترة الانتقالية ضروري.

وأما التيار الحالم، فظل ينادي بالمليونية لدعم أية طلب، وينادي بمنازلة المجلس العسكري، ويقرر الإضراب العام المفتوح والعصيان المدني المفتوح، وغيره.

وأشار المهدي، إلى أن التيار الحالم والراشد على طرفي نقيض حول الإدارة المالية والاقتصادية، لكون التيار الراشد يرى ضرورة الالتزام بقوانين علم الاقتصاد، وضرورة الاعتراف بالمؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية للتوافق معها لا لمواجهتها بالعداء، لا سيما ودول كثيرة فعلت ذلك.

واستشهد بكوريا الجنوبية الرأسمالية وفيتنام الشيوعية، فحققتا تنمية اقتصادية باهرة في توافق لا تناقض مع المنظمات الاقتصادية الدولية.

وأكد المهدي، دعمهم من حيث المبدأ لمؤسسات الفترة الانتقالية دعماً يحقق جدواها ويحميها من “خزعبلات” التيار الحالم – على حد تعبيره -.

وخاطب المهدي، الوزير البدوي، قائلاً: “إذا تأكد أن إدارة المالية سوف تكون ذات ولاية على المالية، وإذا كان النهج المعتمد هو احترام قواعد علم الاقتصاد والحوار التوافقي مع المؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية، وإذا كان المبدأ السائد في مجلس الوزراء هو المسؤولية التضامنية فأنا من باب المصلحة الوطنية لا من باب التقدير لنفسك ولا من باب مصلحة حزبية سوف اترافع معك لمراجعة موقفك من الاستمرار في الاستقالة، أما بغياب تلك الأسس فسوف أوافقك على موقفك تماماً لأن التيار الحالم سوف يودي بالاقتصاد الوطني”.

وأضاف:” رجائي لك أنه إذا لم تعد للوزارة بالأسس المطلوبة أرجو أن تبقى في السودان وأن تؤسس –مثلاً-think tank اقتصادي لاستيلاد الأفكار المطلوبة لإصلاح الاقتصاد في السودان، وتأهيله لجذب دول الخليج والأسرة الدولية إلى مشروع مارشال تنموي للسودان يفيده ويفيدهم، فالعالم؛ لا سيما بعد كورونا، سوف يواجه مجاعة في مناطق كثيرة، والسودان مؤهل للمساهمة في سد النقص الغذائي”.