نيالا- دارفور24
قال والي جنوب دارفور المكلف اللواء الركن هاشم خالد، إن القتال القبلي والنزاعات التي تشهدها دارفور باتت تجعل المجتمع يعيش في توتر دائم وسببت خللاً في النسيج الاجتماعي بين سكان الاقليم. واضاف “دارفور اصبحت تنزف دماً في كل رأس ساعة، وعدد المناطق التي شهدت قتالاً في الآونة الاخيرة”
وبدأت بمدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور اليوم الاربعاء جلسات مؤتمر الصلح بين قبيلتي الفلاتة والرزيقات بعد القتال الذي وقع بين القبيلتين في مطلع مايو الماضي والذي راح ضحيته “57” قتيل و46 جريح.
وشهد الجلسة الافتتاحية للمؤتمر قادة القبيلتين ولجنة الأجاويد برئاسة رئيس المكتب التنفيذي للادارة الأهلية بالولاية الناظر التوم الهادي دبكة وقادة القوات الأجهزة العسكرية بالولاية.
وتسعى حكومة الولاية التي ترعى فعاليات المؤتمر الى تحقيق مصالحة تنهي آثار القتال بين القبيلتين.
وقال والي جنوب دارفور ان انسان دارفور الآن احوج من غيره للسلام واضاف “نحن أكثر حاجة من غيرنا لنبذ كل ما يفرقنا وتشرأب اعناقنا للسلام بقوة لأننا اكتوينا بنيران الحرب” ووجه الوالي نداءً للمفاوضين من الحكومة الانتقالية وحركات الكفاح المسلح للنظر الى حاجة مواطني دارفور للأمن والاستقرار والاسراع لتوقيع اتفاق السلام النهائي، وتساءل “لماذا نحن في دارفور دون غيرنا نتقاتل..؟”
في الأثناء قال العمدة “عبد الرحمن مرجي” ممثل وفد الفلاتة ان الهجوم الذي شنه مسلحون من قبيلة الرزيقات في مايو الماضي كان واسعاً شمل عدد من المناطق التي يقطنها او تتواجد فيها بادية الفلاتة، واضاف “الهجوم كان بالعربات والمواتر وفي توقيت واحد واستهدف حتى موارد المياه في ذروة فصل الصيف، وبدى كأنه هجوم مخطط له من قبل”
وذكر انه بعد الجهود التي بذلتها القوات الحكومية المشتركة لتهدئة الخواطر عاد مسلحون مرة أخرى وقتلوا 4 مواطنين عزل بالاضافة الى قتل عدد من الابقار بصورة انتقامية، واردف “رغم ذلك راعت قبيلة الفلاتة للمسئولية الملقاة على عاتقها وجاءت للصلح مع الرزيقات بقلب مفتوح”
بينما قال ممثل قبيلة الرزيقات الهادي عيسى سعيد ان ما حدث بين القبيلتين نزغ شيطاني قام به متفلتوت من أجل احداث شرخ في العلاقات الوطيدة التي تربط القبيلتين، واقسم- في الوقت نفسه- بأن قبيلة الرزيقات لم يجتمع لقتال الفلاتة وانما هي افعال فردية لأشخاص قتلة وشيطانيين- على حد وصفه- واضاف “هذا الحادث اتاح لضعاف النفوس سفك دماء المواطنين العزل وسلب اموالهم في عدد من المناطق والموارد والاسواق.
ومن المقرر ان يختتم المؤتمر اعماله يوم الاحد المقبل ويشهد مراسم التوقيع على الصلح بين القبيلتين نائب رئيس المجلس السيادي الفريق اول محمد حمدان دقلو وعدد من قادة الحكومة الانتقالية.