اتهمت الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي، بالتورط في أحداث خور الورل جنوب شرق الدلنج، وتحيزه لإثنية الحوازمة – دار نعيلة “الرعاة المتجولين” ضد مجموعة الأنشو مُلاك الأراضي الأصليين.

ودحضت إتهامات والي جنوب كردفان حامد البشير إبراهيم، لها بقفل المرحال الذي تسلكه قبيلة الحوازمة سنويا، ويمر بمناطق الأونشو في الطريق إلى المخارف شمال كردفان.

ونفت تعرضها للرعاة “الخميس” الماضي أثناء سيرهم عبر هذا المرحال وقتلها لثلاثة منهم وجرح ٨، ودخولها في إشتباكات مع القوات المسلحة، نتج عنها عدداً من الضحايا والجرحى، وذلك أثناء عبور أعداد كبيرة من الماشية في منطقة خور الورل نهار “الجمعة” الماضية.

وتبادلت القوات المسلحة السودانية، والحركة الشعبية جناح الحلو، أواخر الأسبوع الماضي، الإتهامات، حيث قالت القوات المسلحة، إن قوات تتبع للحركة الشعبية جناح عبدالعزيز الحلو، قتلت رعاة وقوات نظامية عند منطقة خور الورل بجنوب كردفان، ودمرت معدات عسكرية ومدنية، بينما اتهم “الحلو” ، الحكومة الانتقالية، بارتكاب خروقات أمنية جديدة في جنوب كردفان بواسطة مليشيات قبلية، نتج عنها نزوح مواطني عدد من المناطق.

وقال سكرتير عام “الحركة” عمار دلدوم، اليوم “الإثنين” في بيان تحصل عليه “دارفور 24″، إن ما حدث في خور الورل، سببه تعبئة “المهدي” للقوات المسلحة والدعم السريع في خطبة عيد الأضحى وامتداداً لمخططاته “الجهنمية” بتسليح القبائل العربية في جبال النوبة ودارفور.

وسبق لحزب الأمة، أن أصدر بياناً أمس الأول “السبت”، إتهم فيه الحركة الشعبية، بالضلوع في تلك الأحداث والإعتداء على مُرحال الرعاة العائدين من الجنوب إلى الشمال، وهو ما اعتبرته “الحركة” كونه هروباً وتنصلاً عن تحمُل مسؤولية تلك الأحداث.

ورأى دلدوم، أن زعيم طائفة الأنصار، ظلّ منذ ثمانينات القرن الماضي مُتحيز لمجموعة إثنية بعينها، واستشهدت بصمته وتغاضيه عن أحداث بورتسودان، كسلا، القضارف، لقاوة ومجزرة مستري ومذبحة فتابرنو وغيرها من المُدن والقُرى السودانية.

وقال إن وجود “الحركة الشعبية” في مقدمة قوى التغيير شكّل تهديداً لمصالح حزب الأمة القومي، مما جعله يُخطط لعزلها عن حلفائها وإجهاض جهود ومساعي تحقيق السلام بالسودان ووضع العراقيل أمام التحول الديمقراطي لإستنساخ مؤامرة نسف مبادرة السلام السودانية “إتفاق الميرغني – قرنق ١٩٨٨” بإنقلاب زائف سلّم بموجبه السلطة لصهره الراحل حسن عبدالله الترابي.

ونبّه إلى أن المهدي، يقود تحريضاً مُبطناً للقوى المعادية للحرية والتغيير والسلام، ويدعو صراحةً القوات المسلحة والدعم السريع لنسف العملية السلمية الجارية وقطع الطريق أمام التغيير والتحول الديمقراطي.

وعدّ دلدوم، بيان حزب الأمة القومي، المُطالب بتقديم الجناة إلى العدالة دون ذكرهم، تواطؤ خطير وتستر واضح على مرتكبي الجرائم والتنسيق معهم، ومضى قائلاً: “كان الأجدى ذكر واليهم د. حامد أحمد البشير، وقادة القوات المسلّحة، الدفاع الشعبي والدعم السريع المتورطين في أحداث خور الورل لتقديمهم للعدالة”.

ولفت إلى أن حيثيات وملابسات إجتماع الحتانة الذي ضم عضو المجلس السيادي الفريق أول شمس الدين كباشي وقيادات النظام البائد والقيادي بحزب الأمة عبد الرسول النور، وتعيين حامد البشير إبراهيم والياً لجنوب كردفان – جبال النوبة، تأتي في سياق التحضير والتنفيذ المُحكّم للمخططات والسياسات العنصرية للمهدي.

وأكد دلدوم، أن الحركة الشعبية لتحرير السودان ــ شمال، حريصة على التعايش السلمي بين مكونات الشعوب السودانية ومعالجة التصدعات التي ضربت النسيج الإجتماعي بالسُبل السلمية من خلال تحقيق سلام عادل دائم ومستدام يخاطب جذورالمشكلة السودانية ويطوي صفحة الحروب.