أكد رئيس مجلس وزراء السودان عبد الله حمدوك، أن لجان المقاومة، كانت في الصف الأول للتغيير، مطالباً إياها بمواصلة حماية وحراسة ثورة ديسمبر، وخاطبها قائلاً: “أنتم الذين صنعتم هذه الثورة وأنتم على يدكم تم هذا التغيير”.

وشهد العام 2013، ميلاد تلك اللجان، وذلك حينما قتلت واحتجزت قوات الأمن، مئات المواطنين، خلال عصيان مدني احتجاجاً على خفض دعم الوقود والغاز خلال حكومة المخلوع عمر البشير.

وكانت للجان المقاومة بالأحياء والمدن السودانية، كلمة السر في إسقاط نظام الإنقاذ بزعامة البشير بعد ثلاثين سنة من الانفراد بالسلطة، بإدارتها للحركة الاحتجاجية من تحت الأرض منذ ديسمبر 2018 وحتى إزاحتها لحكومة حزب المؤتمر الوطني “المحلول”، في أبريل ٢٠١٩.

وقال رئيس الوزراء، لدى لقائه، اليوم “الإثنين”، في مقر مجلس الوزراء، وفد لجان المقاومة بولاية جنوب كردفان، إن الشباب نصف الحاضر وكل المستقبل، موصياً إياهم بالمحافظة على الثورة وشعاراتها العظيمة.

وأشار إلى أن السودان يستشرف آفاقاً جديدة وأن السلام أصبح واقعاً، قاطعاً بأن التوقيع بشكل نهائي على اتفاقية السلام، سيكون في الثالث من اكتوبر القادم، كمرحلة أولى، مؤكداً عزم الحكومة على تحقيق سلام شامل ومستدام، مؤكداً في الوقت نفسه مواصلة الحوار مع رئيس الحركة الشعبية ـ شمال عبد العزيز الحلو، ورئيس حركة جيش تحرير السودان عبد الواحد محمد نور، لتحقيق ذلك.

وكان فد «الحلو»، قد انسحب من جلسة التفاوض بتاريخ «20 أغسطس الماضي، وطالب بتغيير رئيس الوفد الحكومي المفاوض ونائب رئيس مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي».

ووقع حمدوك، والحلو، مطلع سبتمبر الجاري، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، اتفاقا تضمّن قيام الدستور على مبدأ فصل الدين عن الدولة، وفي حال غياب هذا المبدأ يجب احترام حق تقرير المصير، في جنوب كردفان، إلا أن مجلس الوزراء، أكد أن الاتفاق، سيكون ملزماً بعد إجازته بواسطة المؤسسات المعنية من الجانبين.

وأما “نور”، فقد رفض سابقاً الجلوس مع العسكريين، واعتبرهم امتداداً لنظام المخلوع، ويرى أن الحكومة الانتقالية لا تملك الرغبة والجدية في تصفية النظام البائد ومؤسساته، ولا تملك الإرادة بمحاكمة رموزه.

ووعد “نور”، مؤخراً، بإعلان مبادرة الحركة للسلام الشامل لاستكمال أهداف ثورة ديسمبر المجيدة، وتمنى حينها أن يكون حضوره إلى الخرطوم بعد إعلان المبادرة.

وأكد حمدوك، للجان مقاومة جنوب كردفان، أن السلام سيحصن عملية الانتقال ويعزز علاقات السودان الخارجية، موضحاً أن الاختبار الحقيقي للسلام هو تسهيل حياة الناس والإسهام في إعمار المناطق التي تأثرت بالحرب.

ودعا رئيس الوزراء، بنات وأبناء جنوب كردفان للمساهمة في تعزيز التعايش السلمي بين المكونات الاجتماعية بالولاية.

وقال إن وعي شباب الثورة بالقضايا والتحديات التي تواجه الحكومة الانتقالية، سيسهم في حمايتها، مُذكراً بأن الحكومة الانتقالية، ورثت تركة مثقلة وليست لديها حلول سحرية، إلا أنه راهن على تضافر الجهود مع قوى الثورة لتجاوز كل التحديات.

وأكد رئيس الوزراء، حرص الحكومة، على أهمية معالجة المشكلة الاقتصادية لتحقيق الأهداف التي قامت من أجلها الثورة، كاشفاً عن الشروع في تنفيذ سياسات اقتصادية سيكون لها نتائج إيجابية على مستوى تحسين الوضع الاقتصادي.

وأعلنت الحكومة، مطلع سبتمبر الجاري، فرض حالة الطوارئ الاقتصادية ورفع عقوبة المضاربين بالدولار من السجن ٥ سنوات إلى ١٠ سنوات،حيث بلغ سعر شراء الدولار الواحد ٢٤٠ جنيهاً، مع إرتفاع كبير في الأسعار.

ولفت حمدوك، إلى أن انتشار السلاح، يُعد واحدة من تركات النظام البائد، معلناً عن لجنة تعمل على جمع السلاح.

وفي سياق متصل، أكد رئيس الوزراء، حرص الحكومة، على بسط الحريات والمحافظة عليها، واستطرد ” أن الديموقراطية تبنى بالتجريب وتتحقق من خلال الممارسة”.

بدورهم ، قال أعضاء لجان مقاومة محليات كادوقلى علاء الدين السيد، القوز الدبيبات ايمان عبد الله يعقوب، أبو جبيهة ابراهيم خليل، وتاج الدين العمراني، إن رئيس الوزراء، حثّهم، على تعزيز السلمي الاجتماعي والتعايش السلمي بين مجتمع الولاية.