تواجه كلية الطب بجامعة نيالا جملة من العقبات والمشاكل التي اعاقت العملية الدراسية برمتها، فالكلية التي انشأت العام 2014م ربما لم تراع وزارة التعليم العالي وادارة الجامعة ضرورة توفر مقومات قيام كلية للطب بهذه الجامعة، وهي تفتقد للبنية التحتية وكوادر التدريس والبيئة الجامعية، فكانت المحصلة ان الدفعة الأولى التي تم قبولها في 2014 لا زالت لم تتجاوز الفصل الدراسي الثالث، وطلاب الجامعة يدخلون في حلبة الصراع مع ادارة الجامعة بحثاً عن حقوقهم في التعليم المنصوص عليه ضمن بنود حقوق الانسان، فانخرطوا في وقفات احتجاجية داخل الجامعة وخرجت الى أمانة حكومة جنوب دارفور ومن ثم مؤتمر صحفي لتمليك الرأي العام حقيقة الأوضاع في الكلية.

ويعزي طلاب كلية الطب بجامعة نيالا ما آلت اليه الأوضاع في الكلية الى ضعف ادارة الجامعة وعدم وجود رؤية لديها لمعالجة المشكلات التي تواجه الكلية، وتعيق المسار الاكاديمي للطلاب، ويقول الطالب عبد السلام طه ان الغياب التام لادارة الكلية يمثل القاعدة التي ترتكز عليها الازمات التي تعيشها كلية الطب جامعة نيالا، واضاف “عميد الكلية ليس لديه استعداد للبحث عن حلول للمشاكل التي تواجه الكلية والطلاب على حد سواء” وذكر ان الطلاب احياناً يضطرون الى الذهاب لعميد الكلية في عيادته الخاصة لاكمال اجراء اداري، لجهة انه لا يأتي مكتبه في الكلية الا يوماً واحداً في الاسبوع، بينما نائب العميد للشؤون الادارية يأتي مكتبه يوماً واحدة في السنة الدراسية.
ويقول الطالب عبد المنعم محمد ان الكلية منذ تأسيسها في العام 2014م تعاقب عليها 4 عمداء فشلوا جميعهم في وضع تقويم دراسي ثابت الأمر الذي ترتب عليه تراكم دفعات الطلاب، حيث توجد دفعتان في السنة الأولى ودفعتان في في السنة الثانية وبحلول شهر نوفمبر المقبل ستكون هناك ثلاث دفعات للسنة الثالثة، وطالب عبد المنعم بادارة جديدة تستطيع ان تضع تقويماً ثابتاً للفصول الدراسية.
ونبه عبد المنعم الى ان الكلية ليست لديها “اسطاف” هيئة تدريس من المحاضرين وانما تعتمد اعتماداً كلياً في التدريس على المحاضرين الزائرين، واضاف “لكنها رغم اعتمادها على المحاضرين الزائرين الى ان ادارة الكلية تنتهج نهجاً طارداً للمحاضرين الزائرين، وذلك بعدم وجود مقر لسكنهم بمدينة نيالا، اضافة الى عدم الالتزام باستحقاقاتهم المالية، وتابع “لذلك الكلية صارت طاردة، واذا سافر المحاضر الزائر فانه لن يعد للتدريس في الكلية مرة أخرى” .
واستعرض الطالب علي اسماعيل المشاكل التي تواجه الكلية في المنهج الدراسي وقال المنهج تنقصه مواد اساسية لطالب الطب وهي مادتي علوم الانسجة وعلوم الاجنة، بالاضافة الى عدم وجود معمل بالكلية، على الرغم من ان الدراسة في كلية الطب والكليات التطبيقية تعتمد اعتماداً تاماً على المعامل، وتابع “علاوة على ذلك فان المقررات من مواد الجامعة لم تُكمل في الفصل الدراسي لكلية الطب، اضافة الى ان نتيجة الامتحانات لا يتم عرضها على لوحة الاعلانات الا بعد ان ينظم الطلاب وقفات احتجاجية.
وفيما يتعلق بالبيئة الجامعية وصف الطالب محمد عبد الله كلية الطب بجامعة نيالا بمقبرة الاحلام وأرض الآمال المزيفة، وقال ان هناك أكثر من 100 طالب قدموا استقالاتهم من الكلية، بينما هناك بعض الطلاب اصيبوا باضطرابات نفسية وآخرون غادروا الى خارج البلاد وركب بعضهم ،”السمبك” بسبب المعاناة وفقدان الأمل في دراسة يتخرجون بعدها اطباء اكفاء.
وبرز اتجاه شعبي بمدينة نيالا لتبني قضايا الكلية للبحث عن حلول لها مع حكومة الولاية ووزارة التعليم العالي التي تقع عليها المسئولية المباشرة، واقترح عدد من اولياء الأمور- الذين شهدوا المؤتمر الصحفي للطلاب- تكوين آلية شعبية من اعيان وقيادات المدينة لتسعى الى معالجة الازمات التي تواجه الكلية.
في الاثناء اصدر مجلس عمداء جامعة نيالا بياناً أقر فيه بأن كلية الطب تواجه نواقص كثيرة، لكن معالجتها تتطلب توفير موارد مالية كافية ومزيد من الوقت لانجازها، ونفي البيان بعض ما ورد من معلومات في المؤتمر الصحفي لطلاب كلية الطب، وذكر البيان الذي اطلعت عليه دارفور24 ان بعض مطالب الطلاب ليست من اختصاصاتهم خاصة اعفاء وتعيين ادارة للكلية، ونبه الى ان الجامعة تفتقد للقدرة المالية التي تمكنها من توفير البنية التحتية الملائمة للكلية من معامل وتجهيز المباني، وكشف البيان عن طرح وظائف لأعضاء هيئة تدريس بالكلية في ديسمبر 2018م الا انه لم يتقدم لها أحد، واضاف “تلك الوظائف لازالت مطروحة وسيتم الاعلان عنها مرة أخرى في وقت قريب”
واوضح البيان ان اجتماع مجلس ادارة الجامعة الذي عقد في 3 اكتوبر 2020م قرر اطلاق نداء لنجدة كلية الطب بجامعة نيالا.