تقرير- دارفور24

اجهش اعضاء اللجنة الوزارية التي أوفدتها وزارة التعليم العالي للوقوف على اوضاع كلية الطب بجامعة نيالا بالبكاء عند استماعهم لطلاب الكلية وهم يسردون القضايا التي دفعتهم للمطالبة بتغيير الوضع في الكلية.

وعقدت اللجنة الوزارية فور وصولها مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور اجتماعاً استمر لسبع ساعات مع ادارة جامعة نيالا وطلاب الكلية، قدمت فيه تنويراً عن المهام التي جاءت لأجلها تلبية للمطالب التي رفعها الطلاب في اعتصامهم امام مقر حكومة جنوب دارفور الذي اكمل اسبوعه الثاني وهم يصرون على حضور وزيرة التعليم العالي الى نيالا للوقوف على قضاياهم.
وبدأ طلاب كلية الطب قبل عدة أشهر حراكاً مطلبياً لتغيير حالة التردي التي تعانيها كلية الطب بجامعة نيالا التي انشأت في العام 2014م حيث اتخذ الطلاب اساليب متعددة للمطالبة بحقوقهم بدءً بالوقفات الاحتجاجية امام ادارة الكلية والجامعة، ومقر حكومة الولاية، فضلاً عن الطرح الاعلامي المستمر للقضية لتمليك الرأي العام حقيقة الوضع في الكلية، الى ان انتظموا في اعتصام مفتوح أمام امانة حكومة الولاية طالبوا فيه وزيرة التعليم العالي بزيارة الجامعة للوقوف على حقيقة مطالبهم.
وذكر الطالب “مازن علي بولاد” ان لقاءهم باللجنة الوزارية كان مثمراً، واوضح ان اللجنة أمنت على ان المطالب التي رفعها الطلاب المعتصمين هي حقوق اساسية، وأكدت على انها ستكون مسئولة عن تأهيل الكلية الى الوضع الطبيعي لكليات الطب، ونبه الى ان اللجنة أقرت بأنها وجدت ان الهيكل الاداري للكلية يتكون فقط من 5 افراد، لكنهم ذكروا ان ادارة الجامعة تعهدت بفتح باب للتوظيف لسد النقص في الهيكل الاداري للكلية.
بينما تمسك الطلاب بمطلب اقالة عميد الكلية، وقال بولاد انهم ملكوا اللجنة طل الادلة والوثائق التي تؤكد فشل العميد، وذكر ان اللجنة حاولت في بداية الامر التقليل من أهمية المطالب التي رفعها الطلاب، لكنها بعد شد وجذب تفهمت حجم المشكلة، لدرجة ان اعضاء اللجنة اجهشوا بالبكاء للحالة المأساوية التي يعيشها طلاب كلية الطب بجامعة نيالا.
وقال رئيس الوفد بروفيسور طارق البخيت ان زيارتهم تهدف الى الوقوف على البناء المؤسسي لجامعة نيالا بصورة عامة وكلية الطب بصفة خاصة، وذكر انهم اجروا لقاءات مطولة مع الطلاب وادارة الجامعة ووالي جنوب دارفور وكل المهمومين والمهتمين بالقضية استطاعوا من خلالها تشريح المشكلة ووضع الحلول اللازمة لها، وقال طارق عقب لقائه والي الولاية موسى مهدي ان المشكلة في طريقها الى الحل الجذري، واضاف “تعدينا مسألة حلول المشكلة الى تأهيل وتطوير كلية الطب، وان الهدف الاستراتيجي الآن هو استئناف الدراسة بالكلية، بعد ان اعلنت ادارة الجامعة تعليقها لأجل غير مسمى” وكشف بروفيسور طارق عن مشاكل حقيقية في كليات الطب التي أنشئت حديثاً في الجامعات السودانية حيث جاء بعضها نتيجة لرغبة المجتمعات، والبعض الاخر لم يخضع للخطوات المتعبة في الوزارة لأنشاء الكليات، منبهاً إلى أن مجلس التخصصات الطبية منح كليات الطب فرصة حتى العام 2023م لتستوف المعايير المطلوبة لإعتمادها، ومشيراً إلى أن اللجنة سوف تقف مع الجامعة في حل كافة مشاكل الكلية حتى تكون أولى الكليات التي يتم إعتمادها.
وقال ان هذا الامر يحتاج الى عمل دؤوب وتقييم دقيق، لكنه نبه الى ان المقومات الاساسية متوفرة في الكلية، بينما لديها نقص في المناهج وهيئة التدريس، اضاف “هناك نواقص بسيطة ادى تراكمها الى تفاقم المشكلة الى الوضع الراهن”
وأشاد بروفيسور طارق بروح الانتماء الى الكلية التي ابداها طلاب كلية الطب، وحرصهم على تأهيل كليتهم، وذكر ان اللقاء معهم شهد رزف الدموع، فهل تسهم الدموع التي زرفت لواقع الحال بالكلية لمعالجة الأزمة التي ادت الى تعليق الدراسة وطريق مسدود في العلاقة بين الطلاب وادارة الكلية.