الفاشر- دارفور24
نظم مئات المواطنين بمدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور مسيرة احتجاجية عقب مشاركتهم في تشييع جثامين ضحايا جريمة القتل التي شهدتها منطقة “طويلة” 60 كيلو متر غربي مدينة الفاشر عاصمة الولاية وراح ضحيتها شخصين.
وأطلق مسلحون النار على شخصين كانا بمزرعتهما بمنطقة “مرتال” ما أدى الى وفاتهما في الحال، بينما ولاذ الجناة بالفرار.
وحمل المحتجون جثامين القتيلين الى منزل والي شمال دارفور، وطالبوا حكومة الولاية بوقف الاعتداءات المسلحة التي يتعرض لها المدنيين العزل، والقبض علي الجناة ووضع حد للمجرمين الذين ظلوا يزعزعون أمن واستقرار المنطقة بإعتداءاتهم المتكررة.
كما حمل المحتجون لافتات تطالب بمنع ارتداء “الكدمول” وحمل السلاح، واقالة مدير الشرطة وقائد الجيش.
وقال المتحدثون نيابة عن أهالي المنطقة أن محلية “طويلة” لازالت تعاني من الإعتداءات المتكررة من قبل المسلحين لأكثر من سبعة عشرة عاماً، مشيرين إلي أن حكومة الثورة الراهنة لم تقدم شيئاً لأجل حماية مواطن المنطقة.
وأقر والي شمال دارفور بوجود نقص في المركبات بمراكز الشرطة بالمحليات لتسهيل مهمتها في ملاحقة المجرمين، ووعد بتنفيذ مطالب المحتجيين فوراً.
وعادت مجدداً الى شمال دارفور جرائم القتل بواسطة مسلحين مجهولين، الامر الذي اعاد للازهان حالة الانفلات الأمني التي ظلت تعيشها دارفور في السنوات الماضية.
ولقي خلال هذا الإسبوع أستاذ جامعي  مصرعه أمام منزله بمدينة الفاشر إثر اطلاق النار عليه من قبل مجهولين، كما نشطت مجموعات مسلحة ظلت تقطع الطريق أمام الحركة التجارية في مناطق “المالحة، ومدو” التي تشتهر بتجارة السيارات والبضائع التي تدخل السودان من دولتي ليبيا وتشاد.
في الاثناء وقعت حادثة منطقة “مرتال” بمحلية طويلة التي قتل فيها المزارع إسماعيل أحمد وإبنه الذي يبلغ من العمر 12عام وأصيب شخصين آخرين بجروح نقلوا على اثرها لمستشفى الفاشر لتلقي العلاج.
وقال  أحد قيادات محلية طويلة لدارفور24 إن جميع أحداث القتل والنهب والاغتصاب التي تحدث بمنطقتهم يتم تدوين بلاغاتها ضد مجهولين على الرغم من أن الجناة معروفين لعامة الناس، فلا تطالهم يد العدالة ويتم إغفالهم عمداً، وأضاف  “استبشر الناس بالسلام ليكون لهم سداً منيعاً بينهم وهذه الجرائم، الا ان اتفاق السلام لازال يقبع في الخرطوم” منادياً بضرورة وصول قوات حكومية الي هذه المناطق لوضع حد لكل من يحاول العبث بأمن المواطن.
وحذر مراقبون من أن تكون هذه الجرائم مؤشرات لانفراط العقد الأمني بشمال دارفور، الأمر الذي يتعارض مع متطلبات مرحلة ما بعد التوقيع على السلام الشامل والتي تستوجب التركيز فيها على السلام الاجتماعي الذي يؤسس لارضية صلبة لتجاوز آثار الحرب بدارفو