تقرير- دارفور24
يعد عام 2020م من اسوأ الاعوام على دارفور بسبب اشتعال عدة حروبات قبلية في اماكن متفرقة وبين قبائل متنوعة ادى ذلك الي ارتفاع وتيرة النزعة العنصرية بين سكان الاقليم وزاد من ظاهرة الاحتقان القبلي في مجتمع يعاني من تركيبة مجتمعية هشة يعلو فيها الولاء للقبيلة على غيره من الولاءات.
* كارثة كريندق
مع خواتيم العام 2019م دخلت قبيلة المساليت والقبائل العربية في ولاية غرب دارفور في حرب طاحنة بسبب مقتل احد ابناء الرحل في ظروف غامضة بالقرب من مخيم “كريندق” للنازحين بمدينة الجنينة راح ضحيتها اكثر من 100 قتيل واعداد كبيرة من الجرحى
أدت تلك المعارك الي تغيير جذري في التعامل بين القبيلتين المجاورتين ورغم توقيعهما علي وثيقة وقف عدائيات الا ان تلك الحادثة التي فشل نائب رئيس مجلس السيادة الفريق اول محمد حمدان ورئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك في اخمادها بعد ان مكثا خمسة ايام في مدينة الجنينة.
وأصبحت الاشتباكات المسلحة تتجدد بين الطرفين لأبسط الاسباب، كما حدث في منطقة “مستري” جنوبي الولاية بعد ذبح امرأة واطفالها، حيث أدت تلك المعارك الي مقتل 70 وجرح العشرات تم اجلاء بعضهم بطائرات الي مشافي الخرطوم، واللافت للنظر في قتال المساليت والقبائل العربية ان جزءً كبيراً من قتلى الطرفين ينتمون الي قوات حكومية لكنهم قتلوا في الدفاع عن قبائلهم.
ونقلت وسائل الإعلام وقتها ان هنالك تمرد من بعض القوات الحكومية ورفض منسوبيها من القبيلتين تنفيذ توجيهات قادتهم.
وبعد عام ما زال الوضع محتقناً ويتوقع المراقبون انفجاره في اي لحظة في ولاية قال واليها “محمد عبدالله الدومة” في مؤتمر صحفي ان كمية السلاح في ايدي المواطنين كافي لتسليح جيش كامل.
وتواصل مسلسل القتل بدارفور ففي ولاية شمال دارفور وفي شهر يوليو قتل 9 اشخاص بأيدي مسلحين يستغلون دراجات نارية وخيول عندما شنوا هجوماً على اعتصام سلمي لمواطنين في منطقة “فتابرنو” بمحلية كبكابية.
وفي محلية “سرف عمرة” المجاورة أحرق مواطنون غاضبون مقر قيادة قوات الدعم السريع بعد مقتل المواطن “علي عبادي” وأصيب خمسة من مواطني المحلية بجروح، بسبب حملة نفذتها القوات لجمع الكدمول محاربة الظواهر السالبة، وتجمهر المواطنون وذهبوا إلى مقر قيادة الدعم السريع وسيطروا علي المقر وما فيه من سلاح ومعدات.
* معارك الفلاتة والمساليت والرزيقات
في مايو اندلعت اشتباكات بين الرزيقات والفلاتة في ولاية جنوب دارفور راح ضحيّتها 30 شخصاً من القبيلتين وجرح العشرات، ونهب آلاف الماشية من بادبة الفلاتة، ودفع القتال بين القبيلتين قائد ثاني الدعم السريع الفريق عبد الرحيم دقلو الى التدخل المباشر لنشر قوات كبيرة قوامها نحو 100 سيارة قتالية للفصل بين الطرفين، وامضى دقلو أكثر شهر كامل يقود العمليات العسكرية في جنوب الولاية لاحتواء النزاع بين الرزيقات والفلاتة، الى ان تمكن من عقد مؤتمر شامل لقبائل جنوب الولاية في منطقة السنطة، وضع بموجب حداً للقتال بين القبائل لبعض الوقت، قبل ان يتجدد مرة أخرى بين المساليت والفلاتة في منطقة “ابدوس” القريبة من مدينة قريضة والتي قتل فيها 27 شخص بينهم نساء واطفال وجرح العشرات، واستمر النزاع بين المساليت والفلاتة الى ان انعقد مؤتمر للصلح بين الجانبين في أواخر اكتوبر توج باتفاق في أواخر نوفمبر، لكنه لم يصمد حيث تجدد القتال بعد مرور ثلاثين يوماً من التوقيع على الصلح، ما أدى الى مقتل 15 شخص و34 جريح في منطقة قريضة، وبمحازاة ذلك تواصل القتال بين الفلاتة والرزيقات حتى الساعات الأخيرة من العام 2020م
* موت كبار السن
في مايو من العام المنصرم توفي اكثر من 130شخص من كبار السن بولاية شمال في ظروف غامضة الأمر الذي دفع فريق علمي بحثي من كلية الطب بجامعة الفاشر الى إجراء دراسة علمية لمعرفة السبب الحقيقي وراء هذه الوفيات.
وقال نائب عميد كلية الطب بجامعة الفاشر، دكتور الطاهر أحمد الطاهر، “لدارفور24” إن النتائج الأولية للدارسة التي أجريت أظهرت ان ثلث الوفيات ناتجة عن أعراض الاصابة بفيروس “كورونا”
 * القبض علي كوشيب
في يونيو انفردت “دارفور 24” بنشر معلومات تفيد باعتقال قائد المليشيا المسلحة في دارفور، “علي كوشيب” بواسطة قوات تتبع للأمم المتحدة في افريقيا الوسطى.
وحسب المعلومات فان القبض على كوشيب تم بالتنسيق بين بعثة الأمم المتحدة في افريقيا الوسطى وسلطان إحدى القبائل بالدولة.
* اعتصام نيرتتي
في يوليو اعتصم الالاف من مواطني منطقة “نيرتتي” 63 كيلو متر شرق زالنجي بولاية وسط دارفور، للمطالبة بايقاف القتل وجمع السلاح من أيدي المليشيات، وأدى الاعتصام الذي استمر لأكثر من اسبوعين الي شلل كبير في ولايتي وسط وغرب دارفور بسبب قطع الطريق القومي الرئيسي الرابط بين الولايتين المركز، واضطرت قيادة الدولة الي ارسال وفدٍ برئاسة عضو مجلس السيادة محمد التعايشي للمنطقة وتعهد الوفد بتنفيذ الكثير من مطالب المعتصمين.
* فضيحة “سوبركامب” نيالا
ورغم أن احداث تدمير ونهب “سوبركامب” مقر بعثة يوناميد بنيالا حدثت قبل يومين من دخول عام 2020م الا انها استمرت حتى بعد حلول العام الجديد، ووجدت الحادثة استنكاراً واسعاً من المجتمع السوداني، والامم المتحدة ومجلس الأمن، وشكلت الحكومة لجنتين للتحقيق احداها ولائية وأخرى قومية، وفرغت اللجنة القومية التي شكلها النائب العامة بعد أكثر من شهرين من عملها، وسلمت تقريرها الى رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ورئيس مجلس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك، لكن التقرير ظل حبيس الادراج، لكن مصادر من داخل لجنة التحقيق كشفت لدارفور24 عن تورط نافذين من حكومة الولاية- وقتها- في جريمة نهب المقر الذي تقدر قيمته بنحو 100 مليون دولار حسب تقديرات البعثة الاممية.
* هدوء شرق دارفور
ولاية شرق دارفور تعتبر اكثر ولايات دارفور هدوء في العام 2020م ولم ترصد فيها صراعات قبلية كبيرة مثل تلك التي حدثت في نظيراتها الاخرى سوى بعض الاحداث التي لم تخلو من خسائر لكن سرعان مايتم تداركها
واكثر الاحداث فيها ذو ابعاد قبلية خروج عشيرة المحاميد من نظارة الرزيقات.