تقرير- دارفور 24
عاش مواطنو مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور يوم الاحد لحظات عصيبة، وحالة من الخوف والهلع وسط اصوات القنابل والمدافع والدانات، بسبب تجدد الحرب القبلية بين المساليت والعرب.
حرب يبدو ان الطرفين استعدا لها هذه المرة بشكل مختلف وتكتيك مغاير باستخدام اسلحة ربما غير متوفرة للقوات الحكومية السودانية، وامكانيات ضخمة.
* سبب الحرب
رغم ان كل شيء في الجنينة ينبء ان المنطقة علي شفا حرب طاحنة بسبب الهشاشة الأمنية والتركيبة المجتمعية المبنية علي القبلية اولا، بجانب الاحتقان القبلي الكبير الذي بدأ يظهر في الاعتداءات المتكررة والتهجم بسبب القبيلة والنوع.
 عموما وبحسب متابعات دارفور24 ان سبب المشكلة هذه المرة يرجع الي مقتل شخصين من ابناء المساليت في الطريق الفاصل بين المنطقة السكنية للقبائل العربية وقبيلة المساليت ليل السبت الماضي، وكان بالامكان ان يكون الحادث جنائي وتباشر الاجهزة المختصة اجراءاتها اللازمة للقبض علي الجناة.
ويقول مراسل دارفور24 إن البعض استغل الحادث، وبدأت حالة التجييش ونذر الحرب ودقت طبولها باطلاق النار العشوائي بشكل كثيف، والتزم المواطنون منازلهم، واغلقت الاسواق والمدارس، وتعطلت الحياة واستعد الجميع لما هو آت.
* الخارطة السكنية
يبدو ان التركيبة السكنية في مدينة الجنينة بأكملها هي محفزٌ اساسيٌ لتنامي ظاهرة العنصرية والقبلية، وبحسب متابعات دارفور24 ان منطقة “احياء الجبل” التي تشهد القتال، يبدو انها تم تخطيطها على اساس قبلي، ففي كل مربع تسكن قبيلة معينة، حيث تتمركز قبيلة المساليت في مربعات “2 ،5 ،7 ،15” اما القبائل العربية فيكثر تواجدها في مربعات “1 ،3 ،4 ،6 ،8” وبهذه التوزيعة السكنية، أصبحت بعض المناطق وكأنها معزولة تماماً عن سيادة حكم السودان، والدخول إليها والخروج منها محكوم بقوانين المسلحين القبليين.
* غياب الدور الحكومي
 صباح يوم امس الأحد انطلقت شرارة المعركة، وبدت أصوات ودوي المدافع تُسمع في كل مكان في المناطق الجنوبية، التي تشمل احياء “الجبل، والجمارك” وسط غياب تام للاجهزة الامنية المتواجدة بالمدينة والتي يزيد عددها عن 300 سيارة حسب تصريحات رسمية لوالي غرب دارفور محمد عبدالله الدومة ويصرف اليها المليارات الجنيهات بصورة يومية، وأجرت دارفور24 اتصالا.
ً بنائب والي غرب دارفور محمد زكريا وأفاد بأنهم الآن في اجتماع غرفة طوارئ، وسيدلي بالمعلومات بعد خروجه من الاجتماع.
ورصد مراسلنا دارفور24 من الجنينة طواف رتل من السيارات العسكرية في الشارع الرئيسي لاحياء الجبل، في وقت تدور فيه رحى معركة شرسة بالجانب الاخر للحي، استخدمت فيها المدافع والدانات، وسيطر الرعب علي المواطنين الذين بدأت اسقف منازلهم تستقبل الدانات بلا رحمة.
* سقوط الضحايا
بعد ساعة من بداية المعارك التي استمرت لاكثر من 10ساعات بدأت وسائل التواصل الاجتماعي تعج باسماء وصور الضحايا وأعداد الجرحى وسط غياب للتأكيدات الرسمية من الحكومة او قيادات الطرفين الذين حاولت دارفور24 التواصل معهم بلا جدوى، لكن بحسب تسريبات غير رسمية ان الضحايا يفوق عددهم 12قتيل وعشرات الجرحى.
عموما انتهى يوم الأحد العصيب علي مواطنين يعتقدون انهم تحت حكم دولة يحميهم من جبروت الظالم الا انهم تفاجئوا لانهم يعيشون في منطقة يتطلب العيش فيها الاحتماء بالقبيلة والدفاع عن النفس بقوة السلاح الشخصي، في وقت تشير فيه التكهنات الى ان الايام القادمة ستكون هي الاصعب، وان الحرب مستمرة لا محالة، وقد عادت الاشتباكات في يومها الثاني منذ الثالثة صباحاً لحظة إعداد هذا التقرير باطلاق نار كثيف من كل الجبهات استمر لاكثر من 45 دقيقة لم يتسن لنا معرفة حقيقته، بينما قال نائب والي غرب دارفور محمد زكريا انهم الآن في اجتماع غرفة طوارئ، وسيفيد دارفور24 بالمعلومات بعد خروجه من الاجتماع.