نيالا- دارفور24

أكثر من أربعين يوماً ولا زالت “حواء أبكر ادم” تنتظر أي مساعدات تعينها على مجابهة المعاناة التي وجدت نفسها تعيشها في كل لحظة وساعة منذ قدومها الى مخيم عطاش للنازحين هاربة من الهجوم الذي تعرضت له قريتها “ركونا” في سفوح جبل مرة.

حواء البالغة من العمر 24 سنة تروي لدارفور24 كيف أنها تعاني من الوضع الذي أجبرت عليه في مخيم عطاش 7 كيلو متر الى الشمال من قلب مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور.
تقول حواء ان سكان ست قرى نزحوا جراء الهجمات التي شنتها مليشيات مسلحة في فبراير الماضي، لكنها لا تدري لأي جهة تنتمي تلك المليشيات، واضافت “لم نتعرف عليهم لأنهم هاجمونا ليلاً، وقتلوا عدداً من السكان، بينما فررنا نحن ووصلنا الى مخيم عطاش، لكننا لم نجد منذ قدومنا قبل 45 يوماً أي مساعدات، والآن نعيش في العراء لا شئ يقينا الحر والرياح سوى بعض “البروش، والجوالات” التي وفرها لنا النازحون القدامي بالمخيم”
وتقول عزيزة ابراهيم نور 27 سنة من قرية “فلوجة” بجبل مرة انهم يعانون أكثر من عدم وجود حمامات ومراحيض لقضاء حاجتهم، واضافت “وجدنا نازحي المخيم سمحوا لنا باستخدام حماماتهم ومراحيضهم، لكن هذا الوضع صعب لانسان كان يعيش بشكل طبيعي في قريته”
عزيزة قالت انها هربت برفقة أفراد أسرتها الأربعة الى وصلوا مخيم عطاش بعد 15 يوم من الهجوم، والآن يعيشون في “عشة” من جوالات البلاستيك وأعواد الشجر، لا تتجاوز مساحتها 2 متر مربع، وليس لديهم حمام أو مرحاض، وقالت انها تشعر بالضيق من هذا الوضع الذي لم تعتاد عليه في قريتها.
وذكرت ان الوضع المأساوي الذي يعيشونه أدى الى وفاة عدد من الأطفال داخل المخيم، بسبب سوء التغذية والأمراض الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة في ظل عدم وجود مأوي يحتمون به.
وكشفت عمرانة أحمد داؤود وهي استاذة في مدرسة منطقة “دوو” بشرق جبل مرة- لدارفور24- عن وجود أطفال بالمخيم، فقدوا والديهم أثناء الهجوم، والآن ليس لديهم من يرعاهم ويعيلهم، وذكرت ان هؤلاء الأطفال يعيشون أوضاعاً أكثر مأساوية من غيرهم.
وقطعت عمرانة بأن كل المسئولين والمؤسسات الحكومية والمنظمات لديهم العلم بوجود نازحين جدد وصلوا الى مخيم عطاش ويعيشون أوضاعاً مأساوية، لكنهم لم يأتوا للوقوف على أحوالهم، وقالت “هذا عدم اهتمام من الحكومة بضحايا النزاعات”
وذكر نصر الدين عثمان وهو شاب نزح من قرية “دوو” بجبل مرة أنهم واجهوا مشكلة تتعلق بالأراضي التي نزحوا إليها، لجهة انها يمتلكها مواطنون آخرون، ورفضوا تحويل اراضيهم لمخيم نازحين، وتابع “بسبب رفض اصحاب الأراضي وجود النازحين، اعتذرت المنظمات عن تقديم مساعداتها، وأوضحت لهم انها لا يمكنها ان تقدم مساعدات في لنازحين في اراضي متنازع عليها”
وكشف نصر الدين عن مجموعة قوامها أكثر من 10 أفراد يحملون أسلحة بيضاء تهدد النازحين في ساعات الليل، وقامت بنهب هواتفهم الجوالة وأزالت بعض منازلهم، وطالب نصر الدين الحكومة بحمايتهم، وقال “على الحكومة ان تعلم اننا اجبرنا على الفرار من قرانا، ومن واجبها ان تأتي لحل مشكلتنا”