مقابلة- دارفور24
تضاربت الروايات والمعلومات حول حادثة مقتل وجرح 28 جندي من شرطة مكافحة المخدرات بجنوب دارفور التي دارت بين قوات الشرطة وعصابات زراعة وتجارة المخدرات، وأثارت الحادثة حالة من الغضب وسط أسر القتلى ومواطني الولاية لوجود شبهات تقصير تكتنف ملابسات الحادثة.
دارفور24 إلتقت احد المصابين في الأحداث وخرجت منه بهذه المعلومات لكنه طلب حجب هويته…
هناك غموض ولغط كثيف صاحب هذه الحادثة التي قتل فيها 14 شرطي.. ما هي حقيقة ما جرى ؟
تحركت القوة يوم الاربعاء 28 رمضان من نيالا بقيادة العقيد هاشم عبد السخي وعدد 7 ضباط برتب مختلفة منهم 3 ملازم، 2 نقيب وملازم أول، وهي حملة روتينية استباقية تقوم بها كالعادة قوة قوامها ما بين “8 الى 10” سيارة، في هذه الحملة كان عدد السيارات 8 سيارات قدمت من الخرطوم وهي بحالة جيدة، وتم تعزيز القوة التي قدمت من الخرطوم بقوة من مدينة نيالا.
هل الهدف من الحملة بالنسبة لكم كان واضحاً..؟
نعم، الحملة تحركت بناءً على معلومات بوجود كميات من مخدرات “البنقو” بمخزنين داخل منطقة حفرة النحاس، تقدر هذه الكميات ب150 قنطار، بغرض ضبطها قبل زراعتها التي تبدأ كالعادة هذه الأيام.
لكن لماذا لم تتحرك كل القوة مباشرة الى المنطقة المستهدفة “حفرة النحاس” وبقي جزء منها في مدينة الردوم..؟
بعد وصلنا الردوم رأينا نحن ابناء نيالا ان نتحرك الى “حفرة النحاس” لتنفيذ البلاغ، وجاء أختيارنا لابناء نيالا فقط بناءً على أنهم على معرفة بطبيعة المنطقة أكثر من ناس الخرطوم، وأيضاً ما متوقعين حدوث أي مشكلة.
اذن كيف حدثت المشكلة التي لم تكن في الحسبان..؟
وصلنا منطقة “حفرة النحاس” وبدأنا في تنفيذ المهمة وضبطنا المخزن الاول، وقبل أن نكمل المهمة داهمتنا مجموعات من المواطنين بينهم نساء واطفال وورائهم مسلحين يطلقون النار علينا بكثافة، وهنا أصيب الجندي “تقي الدين” في قدمه.
لماذ لم تتصدوا لهم في هذه اللحظة عندما ظهر لكم ان هناك مسلحين بين المواطنين…؟؟
لم نتمكن من مواجهتهم بسبب وجود المواطنين بينهم، وانسحبنا بسرعة نسبة لكثافة النيران علينا من بين المواطنين، لكن للأسف تركنا اثنين من زملائنا لم يتمكنا من اللحاق بعملية الانسحاب، فاعتدى عليهما المواطنون الى أن توفي أحدهما وأصيب الثاني برصاص في يده اليمنى، وظل يتبادل معهم اطلاق النار الى أن فصل بينهم الليل، ومن ثم تمكن من اللحاق بناء في منطقة سنقو التي تبعد نحو “كيلو متر واحد” من “حفرة النحاس”
لكن هناك حديث هن مقتل طفلة في حفرة النحاس بنيران الشرطة…؟
انا سمعت بهذه المعلومة لكني غير متأكد، ربما يحدث ذلك.
بعد انسحبت القوة اتجهت الى أين..؟
عدنا الى منطقة “سنقو” لكن تفاجئنا بخروج مظاهرة مرة أخرى شبيهة بمظاهرة حفرة النحاس، وأطلقوا علينا النار بكثافة داخل مقر قسم مكافحة المخدرات ورشقوا القوة بالحجارة ما أدى الى جرح الملازم ادم عباس والجندي أبو القاسم لاصابتهما بالحجارة، واستشهد وكيل العريف “علاء الدين النور ابكر” لاصابته بطلق ناري، وتم حرق مكتب مكافحة المخدرات، وعدد 2 عربة لاندكروزر كانتا متعطلتين في المكتب، وعندما رأينا أن اعداد المتظاهرين كبيرة انسحبنا الى حامية الجيش القريبة من الموقع.
وماذا حدث بعد ذلك..؟
توجهنا الى حامية الجيش للحماية الا أن قائد الحامية وهو برتبة مقدم طلب منا مغادرة الحامية الى مدينة الردوم بحجة انه لا يستطيع حمايتنا، فحاولنا رفض حديثه لكنه رفض دخولنا الحامية وأصر على خروجنا وقال ان اعداد المواطنين كثيرة وهو لا يستطيع مواجهتهم لحمايتنا، فاضطرينا الى المغادرة وأثناء تحركنا للخروج من منطقة “سنقو” اطلقت علينا النيران من الحي السكني الذي يمر به الطريق، ما ادى لاستشهاد 6 جنود في الحال على متن السيارات، وواصلنا سيرنا وبعد 10 دقائق من خروجنا من منطقة سنقو تعرضنا لكمين آخر من مجموعة مكونة من 27 مسلح يستغلون 9 مواتر، مسلحين باسلحة مختلفة، وكان الكمين من 3 اتجاهات من اليمين واليسار والأمام.
وكيف تعاملتم مع هذا الكمين…؟
لم نتمكن من مقاومة الكمين ومبادلته اطلاق النار، نسبة لقربه من سياراتنا، واستخدامه عنصر المباغتة، فاطلق علينا النار بكثافة، وأصيب الملازم هنو ابكر ومعه 6 أفراد توفي منهم 5 في الحال، بينهم ضاربو الدوشكا الثلاثة، ولحق بهم الإثنين الآخرين جراء النزيف الحاد، وعدم اسعافهم، كذلك دمر المسلحون اطارات سياراتنا، لكننا تمكنا من الخروج للأمام نحو 50 متر من موقع الكمين وارتكزنا وتبادلنا معهم اطلاق النار الى منتصف الليل.
علمنا انكم استنجدتم بقوتكم التي كانت في الردوم بقيادة العقيد هل وصلتكم النجدة..؟
اتصلنا على العقيد هاشم عندما كنا في “سنقو” قبل ان ندخل في الكمين، واخبرناه بموقف قائد حامية الجيش، وقال إنه أرسل لنا القوة التي كانت معه بقيادة النقيب “مسلم” لكنها لم تصلنا، وفقدنا الاتصال معها، واخبرنا بعد ذلك بأن القوة وصلت الى “سنقو” ولم تجدنا وفقدت الاتصال بنا بسبب نفاد بطاريات هواتفنا، لاننا كنا نتواصل بالهواتف العادية وليست أجهزة اتصال خلوية “ثريا” وأخبرنا العقيد بان القوة تعرضت هي الأخرى لاربعة كمين مسلح اثناء تحركها الى اسنادنا في سنقو.
تعرضت لاربعة كمين هل وقعت بينهم اصابات…؟
نعم بحسب ما أخبرنا به العقيد ان القوة التي تحركت لاسنادنا بقيادة النقيب مسلم تعرضت لاربعة كمين مسلح لكنها تمكنت من تجاوزها ولم يصب منهم أحد.
أليست هذه المعلومة غريبة لم يصب أحد مع الأخذ بالاعتبار مهارة عصابات المخدرات في القتال..؟
هذه هي المعلومات التي لدينا.. وناس سنقو اكدوا لنا ان القوة جاءت ولم تجدنا، بعد ذلك اجرى العقيد اتصالاً بحامية الجيش بسنقو وطلب منهم اخلاءنا لكنهم أيضاً لم يأتوا بحجة انهم غير مسموح لهم التحرك ليلاً، وقضينا ليلتنا هناك، دون اسعاف فاستشهد 2 من الجرحى نتيجة النزيف الحاد، واثناء الليل اتصل علينا مدير شرطة الولاية وقال إنه سيرسل طائرة في الصباح لاخلاء الجرحى والشهداء، وبالفعل وصلت الطائرة وأخلت الشهداء الذين بلغ عددهم 14 ومثلهم من الجرحى.
برأيك من واقع ما لديكم من معلومات من وراء هذا العمل شبه المنظم…؟
بعض أعيان المنطقة والمثقفين هم من دبروا هذه الجريمة.